ضغوط على شولتس لتعجيل تصويت الثقة و"هابيك يريد المستشارية"
٨ نوفمبر ٢٠٢٤
فيما نقل موقع "دير شبيغل" الألماني أن وزير الاقتصاد هابيك أعلن رسميا داخل أوساط حزبه، عزمه الترشح للمستشارية، زعيم المعارضة يواصل ضغطه على المستشار شولتس من أجل التبكير في التصويت على سحب الثقة من الائتلاف الحكومي.
إعلان
اتهم زعيم المعارضة في ألمانيا، فريدريش ميرتس، المستشار أولاف شولتس بالمماطلة بسبب رفضه إجراء تصويت سريع على الثقة في الحكومة. وقال ميرتس -وهو مرشح التحالف المسيحي للمنافسة على منصب المستشارية- في برلين اليوم الجمعة الثامن من نوفمبر / تشرين الثاني 2024 إن إرجاء التصويت للعام المقبل أمر "غير مسؤول"، متهما شولتس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، بإعطاء الأولوية لمصالحه الحزبية، وطالبه بربط بيانه الحكومي المقرر في البرلمان الأربعاء المقبل (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024)، بالتصويت على الثقة.
وأعلن شولتس خطة لإجراء تصويت على الثقة في 15 يناير / كانون الثاني من العام القادم، بعدما أقال وزير المالية كريستيان ليندنر أول أمس الأربعاء، الأمر الذي أدى لانسحاب الحزب الديمقراطي الحر الذي ينتمي إليه ليندنر من الحكومة. وفي حال تم اعتماد التاريخ المذكور، فلا بد من إجراء انتخابات مبكرة بعد 60 يوما وفق مقتضيات الدستور، وهو ما سيعادل نهاية مارس / آذار المقبل.
المعارضة تضغط من أجل انتخابات مبكرة
ويفترض ميرتس والتحالف المسيحي أنه يمكن إجراء انتخابات مبكرة في 19 يناير / كانون الثاني 2025 إذا طلب شولتس التصويت على الثقة الأسبوع المقبل، وسيكون هذا قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس الأمريكي المستقبلي دونالد ترامب. وأبلغ ميرتس الكتلة البرلمانية عن محادثته مع شولتس في اليوم السابق، وقال: "لم يرَ المستشار نفسه في وضع يسمح له بإعطائي تفسيرا معقولا لسبب طرحه التصويت على الثقة خلال شهرين وليس الأسبوع المقبل"، مضيفا أنه يعتقد أن المستشار يحاول حاليا إجراء عمليات تصويت في البرلمانلـ "استغلالها في الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي" الذي ينتمي إليه.
في ذات الوقت، سخر مرشح التحالف المسيحي للمنافسة على منصب المستشار، فريدريش ميرتس، من روبيرت هابيك، وزير الاقتصاد، وذلك قبل ساعات قليلة قبل صدور تقرير من مجلة "دير شبيغل" يفيد بأن السياسي المنتمي لحزب الخضر أخبر أعضاء حزبه بشكل رسمي عن نيته الترشح لمنصب المستشار. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي في برلين: "التصريح الذاتي للترشح لمنصب المستشار بنسبة تأييد من الناخبين يبلغ 9% ينطوي بالتأكيد على عنصر فكاهي"، مضيفا أنه سيتعين على حزب الخضر بعد ذلك "العمل على معالجة هذا الأمر مع أنفسهم ومع ناخبيهم".
المستشار الألماني يدعو إلى التصويت على الثقة
02:51
"هابيك من حزب الخضر يريد منصب المستشار"
وبينما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن هابيك يعتزم الجمعة الترشح رسميا للمنصب ، نشر موقع شبيغل الإعلامي الإلكتروني حصوله على معلومات تفيد بأن هابيك قام بذلك بالفعل. ومن المقرر إجراء انتخابات لاختيار المرشح عن حزب الخضر في الانتخابات العامة خلال المؤتمر العام للحزب الذي يبدأ يوم الجمعة من الأسبوع المقبل في مدينة فيسبادن. ويسعى هابيك إلى الحصول على دعم المندوبين خلال المؤتمر العام. وكان قد ألمح بالفعل إلى هذه الخطوة على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الخميس.
وبعد ما يقرب من ست سنوات من إغلاق حساباته على منصتي تويتر وفيسبوك عاد هابيك إلى منصة "إكس" وكتب: "من السهل ترك أماكن مثل هذه للصارخين والشعبويين، لكن تسهيل الأمر لا يمكن أن يكون هو الحل. ليس اليوم. ليس هذا الأسبوع. ليس في هذا الوقت. لهذا السبب عدت إلى إكس". ويوجد حاليا على "إنستغرام" أيضا حساب لهابيك.
ع.م / و.ب (د ب أ)
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش