خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.. ماذا تتضمن؟
٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥
بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام المكونة من 20 نقطة لقطاع غزة في مؤتمر صحفي مشترك بالبيت الأبيض يوم الاثنين.
وقال ترامب في تصريحاته: "اليوم يوم مهم للسلام"، كما شكر نتنياهو "لموافقته على الخطة، وثقته بأنه بالعمل معا، سنتمكن من وضع حد للموت والدمار الذي شهدناه لسنوات وعقود، بل لقرون". كما أصدر البيت الأبيض وثيقة من 20 نقطة تكشف عن الخطة، وقد كشفت تفاصيلها خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل زيارة نتنياهو. فما هي تفاصيلها؟
ما هي النقاط الرئيسية لخطة ترامب؟
خطة وصفت بأنها تُمهّد الطريق نحو دولة فلسطينية، وهو أمرٌ تُعارضه إسرائيل بشدة وبشكل مُستمر، كما أنها تُرسي خارطة طريق مستقبلية لغزة. تطالب الخطة بالإفراج عن الرهائن العشرين الأحياء المتبقين في غزة وعدد من المتوفين، مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل. وينبغي أن يتم ذلك في غضون 48 ساعة من التوصل إلى اتفاق.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست: "بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن، ستُفرج إسرائيل عن 250 سجينا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 غزاويّ اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ومقابل كل رهينة إسرائيلي تُفرج عنه، ستُفرج إسرائيل عن رفات 15 غزاويا متوفى".
وتطالب الخطة أيضا بإبعاد حماس، المُصنّفة كمنظمة إرهابية من قِبَل الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية، عن السلطة، والالتزام بنزع سلاحها. كما تدعو إلى إصلاح السلطة الفلسطينية، التي تُدير الضفة الغربية المحتلة، ووعد من إسرائيل بعدم شنّ المزيد من الهجمات على قطر التي حاولت أن تكون وسيطا في النزاع.
تشمل النقاط الأخرى: حصول غزة على خطة اقتصادية للنمو، وضمانات أمنية تُنفذها الولايات المتحدة والقوى الإقليمية، وتحقيق فرصة لعودة من غادروا المنطقة، وعدم إجبار أي شخص في غزة حاليا على المغادرة. وبموجب الخطة، سيُدار قطاع غزة في البداية من قِبل حكومة انتقالية، على أن يبقى أعضاء حماس السابقون ويلتزموا بالخطة الجديدة، أو يُتاح لهم ممر آمن إلى دول أخرى لم يُكشف عن هويتها على ما يبدو.
بالإضافة إلى ذلك، تشدد الخطة أنه يجب على جيش الدفاع الإسرائيلي وقف جميع العمليات فور التوصل إلى اتفاق، وتسليم أي أراض محتلة.
كما يجب على إسرائيل التعهد بعدم احتلال أو ضم غزة. وقد خلصت لجنة تحقيق تابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
وهناك أيضا ضمانات مُخطط لها بشأن وصول المساعدات من الوكالات الدولية إلى غزة دون عوائق من أي من الجانبين، على الرغم من عدم وجود أي ذكر لمؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.
كيف وُضعت خطة العشرين نقطة؟
صرح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في 23 سبتمبر/ أيلول أن ترامب طرح الخطة في اجتماع عُقد يومها مع قادة من دول عربية وإسلامية (قطر، والسعودية، وإندونيسيا، وتركيا، وباكستان، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والأردن) في الأمم المتحدة. ولم يُسمح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث عُقد الاجتماع على هامش الاجتماع، بعد أن رفضت الحكومة الأمريكية منحه تأشيرة دخول.
وأكدت الدول المشاركة في الاجتماع في بيان مشترك التزامها بالتعاون مع الرئيس ترامب، وشددت على أهمية قيادته لإنهاء الحرب.
وورد أن الخطة حظيت بدعم من معهد توني بلير للتغيير العالمي، الذي يديره رئيس الوزراء البريطاني السابق. وتشير بعض التقارير إلى أن بلير، الذي لا يحظى بشعبية واسعة في الشرق الأوسط بسبب دعمه للغزو الأمريكي للعراق عام 2003، سيتولى رئاسة السلطة الانتقالية الدولية في غزة بموجب الخطة.
وقد تبقى منظمة التحرير الفلسطينية مسيطرة على الوضع لعدة سنوات حتى يتم تقييم السلطة الفلسطينية على أنها استوفت الشروط اللازمة.
تأتي هذه الخطة في أعقاب اعتراف عدد متزايد من الدول الغربية، مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، بالدولة الفلسطينية. ووصف نتنياهو هذا القرار بأنه "قرار مشين".
ماذا قالت إسرائيل وحماس عن خطة العشرين نقطة؟
في المؤتمر الصحفي المشترك يوم الاثنين، أعرب نتنياهو عن دعمه للخطة، قائلا إنها "تحقق أهدافنا الحربية". وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "ستُعيد الخطة إلى إسرائيل جميع الأسرى، وتُفكك القدرات العسكرية لحماس، وتُنهي حكمها السياسي، وتضمن ألا تُشكل غزة تهديدا لإسرائيل مجددا". كما ضغط على حماس لقبول الصفقة، قائلا إن "إسرائيل ستُنهي المهمة بنفسها، إذا لم تقبلها".
وأعلنت قطر ومصر، وهما وسيطان رئيسيان في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، أنهما عرضتا الخطة على الحركة. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن المفاوضين الممثلين لحماس يُراجعون الخطة "بحسن نية". كما رحّبت السلطة الفلسطينية بـ"جهود ترامب الصادقة والحازمة"، قائلة إنها "واثقة في قدرته على إيجاد طريق نحو السلام".
نُشرت هذه المقالة في الأصل بتاريخ 29 سبتمبر/ أيلول 2025، وتم تحديثها في 30 سبتمبر/ أيلول 2025، لتشمل تعليقات ترامب ونتنياهو خلال مؤتمرهما الصحفي المشترك في البيت الأبيض.