نحو 150 لاجئاً يصلون إلى إيطاليا قادمين من ليبيا ضمن برنامج إعادة التوطين الذي تشرف عليه مفوضية اللاجئين. وذلك في أول دفعة للاجئين بعد اندلاع الاشتباكات في طرابلس.
إعلان
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم الاثنين (29 نيسان/أبريل)، وصول ما يقرب من 150 لاجئاً قادمين من ليبيا إلى إحدى المطارات القريبة من العاصمة الإيطالية روما.
ونسقت وزارة الداخلية الليبية والسلطات الإيطالية عملية إجلاء هذه المجموعة من اللاجئين التي ضمت 46 طفلاً انفصلوا عن عائلاتهم. وذكرت تقارير إعلامية أنهم جاءوا من إثيوبيا وإريتريا والصومال والسودان وسوريا.
وإيطاليا هي أول بلد يستقبل أشخاص لاجئين من ليبيا منذ اندلاع الاشتباكات بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة دولياً، وقوات ما يسمى بالجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر".
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي: "من الأهمية بمكان الآن أن تقوم الدول الأخرى بمثل هذه اللفتة وأن تقدم أماكن إجلاء مماثلة للاجئين المحاصرين في النزاع".
ودعا البابا فرانسيس يوم الأحد الى تقديم مساعدة فورية للاجئين في ليبيا، كما دعت الكنائس الإيطالية رئيس الوزراء جوزيبي كونتي إلى إنشاء "ممر إنساني أوروبي" لجلب اللاجئين من ليبيا.
وفي بيان مشترك وافقت كل من اتحاد الكنائس البروتستانتية وجماعة سانت إيغيديو الكاثوليكية على استقبال بعض اللاجئين القادمين من ليبيا ورعايتهم، مشيرين في البيان الذي نشر يوم الاثنين إلى أن "الهدف هو إحضار نحو 50 ألف لاجئ من ليبيا إلى أوروبا في غضون عامين، موزعين على الدول التي ترغب في تنفيذ التزاماتها الدولية فيما يتعلق باللجوء وحقوق الإنسان بشكل عملي".
نوجين مصطفى: رأيت العالم لأول مرة في حياتي خلال رحلة اللجوء
26:05
وليبيا هي منفذ العبور لآلاف المهاجرين. وقد عاش هؤلاء في ظروف لا إنسانية داخل مراكز الاحتجاز هناك حتى قبل اندلاع الاشتباكات في محيط العاصمة الليبية. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 3300 شخص يقبعون الآن في مراكز الاحتجاز معرضون للخطر بسبب عمليات القتال الدائرة هناك.
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
10 صورة1 | 10
وتتبنى الحكومة الشعبوية في إيطاليا، وخاصة وزير الداخلية ماتيو سالفيني، موقفاً متشدداً ضد المهاجرين، حيث أنهم يدعمون قوات خفر السواحل الليبي، على سبيل المثال، من أجل إعادة المهاجرين القادمين عبر البحر.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة منذ أكثر من 20 يوماً جنوب العاصمة طرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني من جهة وقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر من جهة أخرى، وسط انقسام دولي بشأن التصعيد العسكري جنوب طرابلس.
وأسفرت الاشتباكات عن سقوط ما لا يقل عن 278 قتيلاً وإصابة أكثر من ألف شخص، حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.