ضُمت مدينة تل أبيض الإستراتيجية على الحدود مع تركيا إلى الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا، بعد أشهر على طرد تنظيم "داعش" منها. ويعتقد المراقبون أن هذه الخطوة ستثير حفيظة أنقرة التي ترتاب بنوايا هذه الإدارة.
إعلان
قال مسؤولون إن بلدة سورية استولت عليها قوات كردية من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في يونيو/ حزيران الماضي انضمت الآن إلى الإدارة الذاتية لتحالف يقوده حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، والذي يعتقد على نطاق واسع أنه فرع حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا. ويعتقد المراقبون أن هذه الخطوة ستثير حفيظة أنقرة التي تخشى من تعاظم دور الحزب الكردي في المنطقة الحدودية.
وقال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) في بيان اليوم الأربعاء (21 تشرين الأول/ أكتوبر 2015) إن مجلس الأعيان في تل أبيض، وافق الأربعاء على ضم المدينة إلى "الإدارة الذاتية التابعة للإدارة الذاتية في مقاطعة كوباني"، عين العرب.
وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية، وهو اسم القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على بلدة تل أبيض مدعومة بغارات جوية نفذتها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال مسؤولان حضرا الاجتماع إن مجلس الحكم المحلي الذي يضم ممثلين عن العرب والأكراد والتركمان والأرمن من سكان تل أبيض قد أعلن المدينة جزءا من نظام الإدارة الذاتية الذي أقامه حزب الاتحاد الديمقراطي.
وأنشأ الحزب المذكور ثلاث مناطق أو "كانتونات" للإدارة الذاتية في شمال سوريا منذ اندلاع الصراع في عام 2011. وينفي الحزب الكردي أي نوايا لإنشاء دولة كردية مستقلة، لكن أنقرة قلقة من مكاسبه على الأرض وتخشى أن تثير نزعة انفصالية في الأقلية الكردية في تركيا.
وبسيطرة الوحدات الكردية على تل أبيض فإنها ربطت مقاطعة كوباني (عين العرب) التي يسيطرون عليها بمنطقة أكبر هي الجزيرة التي تقع إلى شرقها وتجاور العراق.
وقال عمر علوش وهو أحد من حضروا الاجتماع متحدثا لرويترز إن القرار الذي صدر اليوم الأربعاء يجعل تل أبيض جزءا من مقاطعة كوباني، وهي بلدة يعرفها العرب باسم عين العرب. وأضاف "هذا القرار يعزز علاقاتنا مع كوباني والمقاطعات الأخرى التي تنفذ أيضا برنامج الإدارة الذاتية." ونفى علوش تعليقا سابقا لمسؤول كردي قال فيه إن تل أبيض أعلنت نفسها كانتونا جديدا تماما.
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .