يبدو أن عجلة التكنولوجيا ماضية بقوة في إحداث تغييرات كبيرة تمس مجال الطيران في المستقبل القريب. باحثون يشتغلون الآن على إنجاز طائرة تربط بين لندن ونيويورك في زمن قياسي وبسعر متاح لجميع الراغبين في السفر جواً.
إعلان
قبل أسابيع كتبت الخطوط الجوية السنغافورية فصلاً جديداً في السفر جواً، فقد حلقت إحدى الطائرات التابعة لها من سنغافورة إلى مطار نيوارك المجاور لمدينة نيويورك في مدة وصلت إلى 17 ساعة وخمسين دقيقة من دون توقف، لتسجل بذلك رقماً قياسياً عالميا كأطول رحلة تجارية في العالم، وفق ما أشار إليه موقع صحيفة "usatoday".
وأعادت رحلات الخطوط الجوية القياسية، الحديث مجدداً عن مستقبل عالم الطيران، الذي من المتوقع أن يشهد تطوراً كبيراً يهم بالأساس قطع مسافات طويلة من دون توقف وفي مدد زمنية قياسية.
ويشير موقع صحيفة "مترو" إلى أن باحثين في شركة "Boom Supersonic" يعملون الآن على تطوير طائرة ستطرح في الأسواق بحلول 2025، يتوقع أن تطير من لندن إلى نيويورك في مدة لا تتجاوز ثلاث ساعة و 15 دقيقة، وأضاف الموقع البريطاني أن هذه الطائرة ستكون أسرع من طائرة الكونكورد، وأردف أن هذه الطائرة ستحتوي على 55 مقعداً وتوفر ظروفاً مريحة للغاية للمسافرين على متنها.
ونقل موقع صحيفة "الإندبندت" البريطانية عن مؤسس الشركة بليك سكول قوله "فكر للحظة في الأسر المنفصلة عن بعضها البعض بسبب الرحلات الطويلة"، وأضاف :"هذا ما جعلنا نحن كفريق من المهندسين والتقنيين أن نجتمع لغرض واحد يتمثل في جعل عالمنا أكثر سهولة بشكل كبير"، وأردف: "سعر التذاكر على هذه الرحلات سيكون مثل نفس سعر تذاكر اليوم. فهدفنا الأساسي هو جعل خدمتنا في متناول أي شخص يستعمل الطائرة".
في المقابل، لازالت بعض شركات الطيران تُعاني من إضرابات يقوم بها الموظفون احتجاجا على ظروف العمل ومطالبة بتحسين رواتبهم الشهرية. زيادة على ذلك، فقد أعلنت بعض شركات الطيران إفلاسها بسبب عجزها عن مواكبة التنافسية الكبيرة في مجال الطيران، الذي يتطور بشكل مُطرد للغاية.
ر.م/ ع.خ
طائرت المستقبل كهربائية وصديقة للبيئة
يرغب الكثير من الناس باستخدام الطائرة للسفر لكن بدون الإضرار بالبيئة، لذلك أصبح اهتمام الباحثين وصناع الطائرات منصبا على الطائرات الكهربائية الصديقة للبيئة، التي ستعرف صناعتها ازدهارا في المستقبل.
صورة من: Pipistrel
صغيرة خفيفة ودون انبعاثات ضارة
تعد الطائرات التي تعمل بالطاقة الكهربائية المستخرجة من مصادر الطاقة المتجددة صديقة للبيئة لأنها خالية من ثاني أوكسيد الكربون. إذ نها خالية من الانبعاثات الضارة للبيئة مثل أوكسيد النيتروجين. وبشكل عام، يجب أن تصبح الطائرات الكهربائية أصغر حجما وأخف وزنا وأكثر كفاءة من الطائرات التي تعمل بالكيروسين - مثل ألفا إلكترو من Pipistrel الشركة السلوفينية الناشئة والتي غزت بالفعل السماء.
صورة من: Pipistrel
الحافلة الكهربائية الطائرة
تستخدم الطائرات التي تعمل بالطاقة الكهربائية أساسا في حركة الملاحة الإقليمية. تريد شركة "إيفيايشن" الإسرائيلية أن تحدث ثورة في حركة الملاحة الجوية من خلال طائرة كهربائية فيها 9 مقاعد تصل سرعتها إلى 1000 كم/ ساعة. ومن المفترض أن تقوم في عام 2019 بأول رحلة تجريبية لها.
صورة من: Eviation
التاكسي الطائر
قامت سيارة الأجرة الطائرة التابعة للشركة الألمانية Lilium بأول رحلة لها في أبريل 2017 حيث أقلعت للمرة الأولى عموديا. تحتوي هذه الطائرة الكهربائية على 5 مقاعد وتستغرق رحلة الطيران من لندن إلى باريس ساعة فقط. قد نشهد عن قريب طلب التاكسي الطائر عن طريق تطبيق ذكي على الهاتف وبما لا يتجاوز تكلفة ركوب سيارة الأجرة العادية.
صورة من: Lilium
كهربائية وكلاسيكية في نفس الوقت
بعض الشركات المصنعة للطائرات تميل إلى الطائرات الهجينة. وتقوم كل من إيرباص ورولز رويس وسيمنس بتطوير هذه الطائرة التجارية النموذجية. يتم تشغيل هذه الطائرة المسماة E-fan X بثلاثة توربينات غاز ومحرك كهربائي. في مرحلة ما سيتم استبدال توربين غاز آخر بمحرك كهربائي. وسيحلق النموذج الأول من هذه الطائرة بالفعل في عام 2020.
صورة من: Airbus
طائرة صديقة للبيئة غير مكلفة
ترغب شركة الطيران المنخفضة التكاليف Easyjet في دخول مجال الطيران الصديق للبيئة. في سبتمبر 2017 أعلنت الشركة البريطانية عن تعاونها مع شركة Wright Electric الأمريكية. الهدف هو صناعة طائرة كهربائية بالكامل تصل طاقتها الإستيعابية إلى 150 راكبا. لكن من غير المعروف متى ستنتهي صناعة النموذج الأولي.
صورة من: Wright Electric
المستقبل للطائرات الكهربائية
وفقا للخبراء يمكننا السفر بعد 20 عاما في أول طائرة كهربائية ويتراوح نطاق وصول النماذج السابقة من 250 إلى 1000 كم. لكن التكنولوجيا تتطور بسرعة وقد تكون إمكانية السفر في طائرة كهربائية قريبة جدا، وهو خبر سار لعشاق السفر المهتمين بالبيئة. إعداد: كاترينا فيكر/ ر.ن