وسط تحذيرات من تعرض حيوانات الكوالا الشهيرة في أستراليا لخطر الانقراض، تعمل أستراليا على إحصاء كبير لمجتمعات الكوالا في البلاد، ولكن بطريقة غير تقليدية وذلك باستخدام الطائرات المسيّرة (الدرونز) وكلاب تقفّي الأثر.
إعلان
تستعد أستراليا لإحصاء أعداد حيوانات الكوالا، باستخدام الطائرات المسيرة (الدرونز)، وكلاب المطاردة، وسط مخاوف من تعرض الحيوان النادر للانقراض.
وقد يعتقد أنه من السهل العثور على الكوالا وإحصاء عددها، نتيجة لحجمها الكبير نسبياً، وفرائها المميزة. غير أن هذا الحيوان الجميل يميل غالباً إلى النوم لمدة 20 ساعة في اليوم تقريباً، مما يؤدي إلى حركة قليلة.
كما أوضحت ديسلي ويسون، باحثة في علم بيئة الحياة البرية في جامعة ديكين في فيكتوريا بأستراليا: "حقيقة أنهم لا يتحركون كثيراً وهو ما يجعل رؤيتهم أمراً صعباً". بحسب ما نشره موقع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ويُعتبر إحصاء أعداد الكوالا جزءاً من حزمة قيمتها 18 مليون دولار أسترالي مخصصة لحماية جرابيات أستراليا الشهيرة (تملك مثل جراب في البطن تحمل فيه وليدها) من تهديدات وأخطار متعددة من ضمنها تدمير موائله وتغير المناخ والأمراض وحوادث اصطدامها بالسيارات.
ومن المقرر أن تستخدم الطائرات المسيّرة (الدرونز) التي تقتفي الأثر الحراري للحيوانات وكلاب المطاردة من أجل توثيق عدد الكوالا الذي قُدّر في دراسة من العام 2016 بما يقارب الـ 329 ألفاً. ومنذ ذلك الحين، يتقلّص عددها نتيجة لحرائق الغابات. إذ كشف تقرير صدر بداية شهر ديسمبر كانون الأول 2020 عن الصندوق العالمي للطبيعة لصالح نيتشر - أستراليا، أن أكثر من 60 ألفا من حيوانات الكوالا من بين الحيوانات التي تأثرت بحرائق الغابات المدمرة في أستراليا خلال 2019-2020.
وحتى قبل اندلاع الحرائق، كانت موائل الكوالا في تدهور سريع بسبب تنظيف الأراضي من أجل تهيئتها للزراعة والتطور المدني والتعدين والحراجة.
وتعتقد مؤسسة الكوالا الأسترالية أن العدد المتبقي منها في الوقت الحالي قد يكون أقل من 80 ألفاً - ويُحتمل أنه لا يتعدّى 43 ألفاً. وقالت "إن استمرّ التراجع بهذه الطريقة، فحيوان الكوالا سيصبح فعلياً مهدداً بالانقراض". بحسب ما نشره موقع صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ويسعى "الصندوق العالمي للطبيعة" إلى مضاعفة عدد الكوالا في شرق أستراليا بحلول العام 2050.
ر.ض
2019... عام احترقت فيه رئات العالم
حرائق هائلة اشتعلت في أنحاء كثيرة من العالم خلال 2019، وتسببت في أضرار للنباتات والحيوانات والأشجار التي تخزن الكربون وهددت التنوع الحيوي، فضلاً عن تدمير منازل البشر وحيواتهم.
صورة من: DW/K. Zeineddine
غابات لبنان أنقذتها الأمطار
في 14 أكتوبر/ تشرين الأول، اجتاحت الحرائق مساحات شاسعة مزروعة بالأشجار وغابات الصنوبر في أنحاء عديدة من لبنان لا سيما في منطقة "جبل لبنان" حيث سجلت السلطات 104 حريق خلال 24 ساعة. واستعانت السلطات اللبنانية بطائرات من دول في المنطقة لإخماد النيران التي تسببت في مقتل شخص على الأقل والتهام مساحات واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم كما ساهم هطول الأمطار ليلاً في إخماد بعض الحرائق.
صورة من: DW/K. Zeineddine
رئات الأرض تحترق
لأسابيع احترقت أكبر غابة مطيرة في العالم خلال عام 2019، على نحو غير مسبوق منذ سنوات. بين يناير/ كانون الثاني وأغسطس/ آب، زادت الحرائق بغابات الأمازون بنسبة 82 في المائة مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من العام الماضي، وفي أغسطس/ آب نفسه جرى الإبلاغ عن أكثر من 30 ألف حريق. ويعتقد أن معظم الحرائق كانت بسبب مزارعين بهدف زراعة المحاصيل وتربية الماشية.
صورة من: REUTERS
التنوع البيولوجي مشتعل
لم تكن الأمازون المنطقة الوحيدة في البرازيل التي اشتعلت فيها الحرائق هذا العام. فقد اندلعت مزيد من الحرائق بغابات السافانا في سيرادو جنوب البلاد. تلك المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم من حيث التنوع البيولوجي. وسيرادو أكثر مناطق التنوع الحيوي عرضة للخطر، حيث فقدت نحو نصف مساحاتها الخضراء من أجل زراعة فول الصويا.
صورة من: DW/J. Velozo
احتراق موطن "إنسان الغابة" (أورانغوتان)
دمرت حرائق الغابات التي استمرت لمدة شهر في منطقتي سومطرة وبورنيو الإندونيسية أكثر من 40 ألف هكتار هذا العام. وقُتلت حيوانات من إنسان الغاب المهددة بالانقراض، وتلك التي نجت تضررت مساكنها. وواجهت السلطات صعوبات في إطفاء تلك حرائق تلك الغابات الغنية بالكربون مما تسبب في أضرار كبيرة على المناخ بعد إطلاق 700 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في الجو.
صورة من: REUTERS
نار في الأراضي الاستوائية
كما اشتعلت النار في أكبر الأراضي الاستوائية الرطبة في العالم بمنطقة بانتانال هذا العام. تقع معظم غابات بانتانال في البرازيل لكنها تمتد إلى بوليفيا وباراغواي. حطم عدد الحرائق هناك جميع الأرقام القياسية هذا العام مع تسجيل 8 آلاف حريق. ودُمر نحو 1.2 مليون هكتار من الغابات في بوليفيا وحدها. ووصفها العلماء بأنها أكبر كارثة تشهدها البلاد من حيث التنوع البيولوجي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Raldes
غابات كاليفورنيا تلتهمها النيران
أيضاً طالت الحرائق غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية هذا العام. ويعتقد أن تلك الحرائق ناجمة عن الشرر المنبعث من البنية التحتية القديمة والمدفوعة بالرياح الحارة والجافة والتي تسارعت بسبب الظروف الجافة في المنطقة وتحولت بسرعة إلى جحيم، ودمرت المنازل والأراضي مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأُجبر عشرات الآلاف على الإخلاء وتُرك مليون شخص بلا كهرباء.
صورة من: Imago Images/ZUMA Press/H. Gutknecht
حتى القطب الشمالي وصلته النيران
حتى داخل الدائرة القطبية الشمالية اندلعت فيها الحرائق هذا العام. في سيبيريا، دمرت مئات الحرائق على مدى ثلاثة أشهر أكثر من 4 ملايين هكتار من الغابات، مما خلق سحابة سوداء ورماد بحجم الاتحاد الأوروبي بأكمله. وكان لا بد من نشر الجيش الروسي. عبر ألاسكا، كان هناك 400 حريق هائل هذا العام. كما لم تنجُ غرينلاند وكندا من الحرائق أيضاً.
صورة من: Imago Images/ITAR-TASS
نفوق ألف حيون كوالا
حرائق غابات أستراليا لم يسبق لها مثيل هذا العام واحترقت بكثافة عالية للغاية. وخلّف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح الجافة أكثر من مليون هكتار محترقة مما أودى بحياة أربعة أشخاص وما يصل إلى 1000 من حيوان الكوالا. وتُصنّف الكوالا من الحيوانات المهددة بالانقراض.
إعداد: آني-صوفي بريندلن/م.م