طائرة أمريكية على الأقل تضطر لتغيير مسارها في المجال الجوي السوري تجنبا للاقتراب من مقاتلة روسية، وفق ما أعلن البنتاغون. يأتي ذلك فيما تكثفت الإشارات إلى أن واشنطن لم تعد تستبعد إمكانية فرض منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
إعلان
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء (السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2015) أن طائرة واحدة على الأقل تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" اضطرت لتغيير مسارها أثناء تحليقها في الأجواء السورية لكي تتجنب الاقتراب كثيرا من مقاتلة روسية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن البحري جيف ديفيس "مرة واحدة على الأقل اضطررنا لأخذ إجراء لتغيير مسار" إحدى طائرات التحالف بقيادة أميركية. وبحسب مسؤول في البنتاغون، فإن الحادث يتعلق بطائرتي أف-16 أميركيتين تراجعتا عن مهمة قصف في سوريا كي لا تقتربا كثيرا من الطائرات الروسية.
وقال "اضطرتا إلى التراجع عن ضرب الهدف". وأوضح أنه بسبب عدم وجود آلية لتبادل المعلومات مع الروس لتحاشي حصول الحوادث، فإن التحالف وضع "قواعده الخاصة به للأمن الجوي". وأضاف أن المقاتلتين الأميركيتين انطلقتا من قاعدة انجرليك التركية وأن قرار التخلي عن المهمة اتخذه "الطيارون" تطبيقا لهذه القواعد. وأوضح أنه حسب علمه، فإن مهمة واحدة للتحالف اضطرت إلى تغيير هدفها حتى الآن بسبب الطائرات الروسية.
وتقصف الطائرات الروسية مواقع لفصائل "إرهابية" في سوريا، على ما تقول روسيا. وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إصابة 112 هدفا منذ بدء الضربات. وقد استخدم الروس الأربعاء للمرة الأولى صواريخ عابرة أطلقت من سفن في بحر قزوين على مواقع في سوريا.
واشنطن تفكر في منطقة حظر جوي في سوريا
من جهتها، عادت الولايات المتحدة الأربعاء للحديث، ولكن بحذر شديد، عن إمكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا، المطلب التركي القديم العهد الذي ومنذ بدأ النزاع في سوريا قبل أربعة أعوام لا يكاد يطفو على السطح حتى يعود ويتلاشى. وسأل صحافيون الرئاسة ووزارة الخارجية الاميركيتين الاربعاء عن مدى صحة ما ذكرته شبكة "سي أن أن" من أن وزير الخارجية جون كيري سلم قبل أيام البيت الأبيض مشروعا لإقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا. ورد المتحدث باسم الخارجية جون كيربي بالقول: "نحن نواصل النقاش بشأن أفضل وسيلة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية ولا سيّما في شمال سوريا. وقد تحدثنا عن مخاوف الأتراك بشأن تنقلات تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا". ولكن كيربي شدد على أنه "حتى الآن ليس هناك قرار متخذ بإقامة منطقة حظر جوي".
وكان رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك والرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلنا انهما بحثا الاثنين في بروكسل "المنطقة الامنة" التي تطالب انقرة باقامتها على طول حدودها مع سوريا. وصرح توسك للصحافيين بعد استقباله اردوغان في بروكسل ان "الاتحاد الاوروبي مستعد لمناقشة كل الموضوعات مع تركيا، وقد تحدثنا تاليا عن إمكانية (إقامة) منطقة عازلة في سوريا". وطالبت أنقرة مرارا بإقامة هذه المنطقة في سوريا حيث بدأت موسكو الأسبوع الماضي غارات جوية.
ش.ع/ع.ش (أ.ف.ب)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.