تُعد طاقة الرياح الأكثر شيوعا لتوليد الطاقة المتجددة نظرا لتكاليف الاستثمار والصيانة المنخفضة. ولا يتطلب هذا النوع من الطاقة توفر بنية تحتية مكلفة، كما أنها تُتيح تحقيق أرباح متزايدة على المدى البعيد. وتشهد تكنولوجيا توليد الطاقة من الرياح نموا ملحوظا في شتى أنحاء العالم حيث يتم بناء المزيد من المحطات الجديدة والكبيرة. وخلال السنوات الثلاث الماضية فقط، ارتفع عدد توربينات الرياح على المستوى العالمي إلى أكثر من الضعف، وقد زار مراسلونا المواقع التي أقيمت فيها تلك التوربينات في أرجاء العالم المختلفة، وإليكم جانبا من مشاهداتهم:

فنيو محطات الرياح في الصين

تقدم الجمعية الألمانية للتعاون العالمي GIZ الاستشارات وتشرف على العمل في يوان لونغ، وهي إحدى أكبر المحطات لتوليد طاقة الرياح في الصين. وكانت هذه المحطة تعد حتى الآن المركز الوحيد لتدريب الفنيين المتخصصين في مرافق إنتاج طاقة الرياح في إمبراطورية سوتشو سابقا، والتي تقع بالقرب من شانغهاى. وحتى أواخر عام 2010، تم تدريب 1800 من الفنيين في هذه المحطة، هذا بينما كانت الحاجة القائمة إلى 8 آلاف فني، بالنظر إلى عدد توربينات الرياح المخطط لها مسبقا. مراسلونا رافقوا إحدى الفنيات الشابات في مجال توربينات الرياح، وذلك في مسقط رأسها في المدينة الحدودية منغوليا.

طاقة الرياح في المناطق الريفية في الهند

وفي وسط الهند في ولاية ماهاراشترا، نزور قرية تقع أسفل إحدى محطات الرياح، وهي من أولى المحطات التي أنشأت في الهند. وهناك قمنا بسؤال السكان عن تجاربهم وعن الحياة في مكان كهذا. في القرية لا توجد كهرباء، بالرغم من توربينات الرياح المتراصة في الأفق. وفي جنوب الهند في ولاية تاميل نادو، نعرف السبب وراء شراء المؤسسة الأوروبية لمزارع الرياح في الهند. ويرجع السبب إلى أنها تتبرع بجزء من العائدات لمشاريع اجتماعية في ذلك البلد، كما أنها – أي المؤسسة- تحقق في الوقت ذاته عوائد مادية عالية، وهو أمر غير متاح في أوروبا.

أكبر محطة في أفريقيا لتوليد طاقة الرياح

في المغرب نرافق مهندسا شابا في جولته، في المكان الذي افتتحت فيه مؤخرا أكبر محطة لتوليد طاقة الرياح في أفريقيا. وتقع المحطة في دار سعدان بين ميناء طنجة على مضيق جبل طارق ومدينة تطوان على البحر المتوسط. وإلى جانب مصر تعتبر المغرب الدولة الإفريقية الوحيدة التي تعتمد على طاقة الرياح يشكل كبير. وتم بالفعل إقامة الخطوط اللازمة بغرض تصدير فائض الطاقة إلى أوروبا.

بديل للطاقة النووية

أقيمت إحدى أكبر توربينات الرياح في العالم وسط منطقة محمية في ولاية هيسن الألمانية، وقد دخلت للتو حيز التشغيل. مولد الرياح في Donnersberg في ولاية راينلاند فالتس، يحل محل خمس محطات صغيرة، وهو يزود بمفرده 5000 منزلا بالكهرباء. إن الفرص لتوليد طاقة الرياح في ألمانيا في تزايد مستمر، وعلى المدى البعيد تعتبر طاقة الرياح البديل الأمثل للطاقة النووية الخطرة.

كريستيان فينكيولا/ نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي