طالبان الأفغانية تعلن تعيين الملا منصور زعيما جديدا
٣١ يوليو ٢٠١٥
أعلنت حركة طالبان الأفغانية في بيان تعيين الملا اختر منصور زعيما جديدا "لإمارة أفغانستان الإسلامية" خلفا للملا عمر الذي أكدت كابول قبل أيام أنه متوفى منذ عامين. الزعيم الجديد لحركة طالبان يؤيد محادثات السلام مع كابول.
إعلان
أعلنت حركة طالبان الأفغانية المتمردة اليوم الجمعة (31 يوليو/تموز 2015) تعيين الملا أختر منصور زعيما جديدا لها خلفا للملا عمر، في الوقت الذي تشهد فيه الحركة التي بدأت مفاوضات سلام صعبة مع كابول منافسة كبيرة مع بروز تنظيم "الدولة الاسلامية".
وأعلنت الحركة تعيين نائبين للملا منصور هما الملا هيبة الله اخند زاده، المسؤول السابق عن محاكم الحركة، وسراج الدين حقاني، نجل جلال الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني المتشددة القريبة من تنظيم القاعدة في باكستان والمسؤولة عن العديد من الهجمات ضد قوات الأمن الأفغانية والأميركية.
وقالت الحركة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني إن "مجلس الشورى القيادي اجتمع مع علماء البلد والشيوخ... وبعد مشاورات طويلة عينوا الرفيق القريب والنائب السابق للملا عمر الملا اختر محمد منصور أميرا جديدا لإمارة أفغانستان الإسلامية".
وتابع البيان أن الملا منصور وهو أيضا من اتنية البشتون "اعتبر أهلا لحمل المسؤوليات... ولسنين طويلة كان مسؤول الشؤون الإجرائية للإمارة الإسلامية". كما يعتبر الملا منصور مؤيدا لمحادثات السلام التي بدأت مع السلطات في كابول في مطلع تموز/يوليو الحالي، بحسب مسؤول وسيط في باكستان.
وتابع المصدر أن تعيين الملا منصور يبدو منطقيا خصوصا وأنه كان "القائد الفعلي" للحركة خصوصا إزاء الصمت الذي التزمته قيادة الحركة حول مصير الملا عمر الذي لم يظهر علنا أبدا منذ إطاحة الحركة من الحكم في 2001. وكانت الحركة نعت الملا عمر في بيان الخميس، مؤكدة بذلك ما أعلنته الحكومة الأفغانية في اليوم السابق.
طالبان تؤكد وفاة الملا عمر
وكانت حركة طالبان قد أكدت أيضا في بيان يوم أمس الخميس وفاة زعيمها الملا محمد عمر "بسبب المرض" من دون أن تحدد تاريخ وفاته. وذكر البيان أن "قيادة الإمارة الإسلامية (الاسم الذي تطلقه الحركة على نفسها) وعائلة الملا عمر تعلنان وفاة مؤسس وزعيم (طالبان) نتيجة المرض".
صروح أثرية في مواجهة الحروب والتشدد الديني
بعد سيطرة حركات متشددة على مدن أثرية، كما حصل في العراق وسوريا، حذرت منظمات دولية من ضياع كنوز أثرية وإسلامية، تدمرها الحروب وتعمل معاولها فيها، أفكار متشددة تعتبر أن وجود آثار حضارات مضت يشكل "تهديداً للإسلام" نفسه.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
أعلنت القوات العراقية أن تنظيم "داعش" السني المتطرف فجر منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير الذي شُيد عام 1172 وشهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في المدينة القديمة بغرب الموصل. تفجير المسجد الذي يحمل قيمة رمزية كبيرة للتنظيم، اُعتبر بمثابة إقرار بـ"هزيمة" التنظيم.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
اثأر سقوط مدينة تدمر الأثرية تحت سيطرة تنظيم "داعش" مخاوف من أن تلقى مدينة التاريخ هذه مصير كثير من المواقع الأثرية في سوريا، والتي انتهت إلى التدمير والحرق والنهب خلال المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام. بعد سيطرة "داعش" قال الأزهر في بيان له أن الدفاع عن تدمر هو "معركة الإنسانية بأكملها".
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
جراء الحرب الأهلية في سوريا دمرت مواقع أثرية يرجع تاريخ بعضها لأكثر من 5000 عام، فقد أحرقت نيران هذه الحرب سوق حلب القديم، الذي يمثل أحد أقدم الأسواق في العالم، ولم تسلم قلعة الحصن بحمص من تدمير هذه الجماعات بعد أن استخدمها تنظيم "داعش" كمخبأ للقناصة.
صورة من: Reuters
بلدة معلولة، التي تستمد شهرتها من الأديرة التاريخية، وقعت هي الأخرى ضحية حركة "النصرة" المتشددة عام 2013، ونهب مسلحو التنظيم صلبانا وأيقونات أثرية وباب دير سركيس. وخلال سيطرتهم على البلدة هرب أغلب سكانها المسيحيين.
صورة من: picture-alliance/akg-images/Hedda Eid
تتعاظم هذه المخاوف بعد أن دمر تنظيم "داعش" مدينة الحضر الأثرية في العراق بعد ان سيطر عليها، كما دمر مقاتلوه مدينة نمرود جوهرة الإمبراطورية الأشورية التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، إضافة إلى تدميرهم لكثير من الآثار التي تعود للحقبة الآشورية والمعروضة في متحف مدينة الموصل التي يحتلها التنظيم منذ عام .
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
لكن تقرير للأمم المتحدة كشف أن التنظيم لم يدمر جميع التماثيل الآشورية، التي يصفها متطرفو التنظيم بـ"الأصنام"، بل قام ببيع القطع الأثرية الأهم في السوق السوداء لدعم تمويل عملياته المسلحة في العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
كان تدمير مدينة الحضر في اطراف الموصل بأعمدتها الشهيرة خسارة كبيرة للتراث الإنساني. نشأت مملكة الحضر في القرن الثاني الميلادي ودامت حوالي مئة عام. واشتهرت بهندستها المعمارية وفنونها وصناعتها، وتنتشر فيها الكثير من النقوش المنحوتة والتماثيل.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Tips Images
عمليات تدمير المواقع الأثرية المدرجة على لائحة التراث الإنساني لمنظمة اليونسكو، لم تقتصر على آثار آشور، وإنما شملت أيضاً مراقد إسلامية مقدسة، كمقام النبي يونس في الموصل، الذي نسفه تنظيم "داعش" لـ"إبعاد الشرك عن الإسلام"، كما تنص رؤية التنظيم الدينية المتشددة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
طالما وصفت ليبيا بأنها "خزانة التاريخ" لما تحتويه من مدن أثرية لا تزال شبه كاملة من الحضارتين الإغريقية والرومانية. بعد الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي، قام المتشددون بجرف عدد من الأضرحة أو نبشها في مختلف أنحاء البلاد، انطلاقا من اعتقادهم بأن وجودها "يخالف تعاليم الإسلام".
صورة من: REUTERS
وفي مكان غير بعيد عن ليبيا، وقعت أضرحة الأولياء في مالي وما تحتويه من مخطوطات أثرية هامة ضحية للرؤية الدينية الضيقة، فقد قامت جماعات متشددة على الطريقة الوهابية بتدمير هذه الأضرحة معتبرة أن تكريم الأولياء من "عبادة الأوثان".
صورة من: picture-alliance/abaca
خلال حكم الإخوان المسلمين لمصر تسربت أنباء عن تقديم بعض قيادي التنظيم مقترحاً لبيع الآثار الفرعونية، كما دعت أصوات متشددة أخرى خلال تلك الفترة أيضاً إلى هدم الأهرامات وأبو الهول ونزلة السمان على اعتبار أنها "أصنام".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Scholz
وفي الآونة الأخيرة بدأ تنظيم "داعش" يعمل بشكل ممنهج على التنقيب عن الآثار في مصر للبحث عن مصدر جديد لتمويل عملياته، وذلك عن طريق تهريب وبيع الآثار التي يعثرون عليها .
صورة من: picture-alliance/dpa
مطلع عام 2014، لحق بمتحف الفن الإسلامي في القاهرة تدمير شامل إثر انفجار قنبلة في مبنى مديرية أمن القاهرة التي تقع أمام المتحف مباشرة. دمر التفجير كثير من الآثار المرتبطة بتاريخ الإسلام نفسه، وقالت الجهات الأمنية إن جماعة الإخوان المسلمين كانت وراء الاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa
قبل سيطرة تنظيمات متشدد أفرزتها ثورات "الربيع العربي" وقادت إلى تدمير صروح أثرية، كانت حركة طالبان الأفغانية قد سبقت كل هؤلاء مطلع 2001 بتفجيرها لتمثالي بوذا في باميان. وتوافد مئات من عناصر الحركة من ارجاء افغانستان وعملوا طيلة 25 يوما على تدمير التمثالين بالقذائف والمتفجرات، انطلاقاً من الأفكار الوهابية التي يعتنقها مقاتلو الحركة.
صورة من: Getty Images
الأفكار الوهابية قادت هي الأخرى إلى تدمير آثار إسلامية في بلد بعيد عن "الربيع العربي، فقد دقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ناقوس الخطر بشأن هدم المواقع الأثرية في السعودية بحجة توسيع الحرمين الشريفين. كما أكد مفتي البلاد أن ما هدم من آثار في الحرمين الشريفين "لا مانع منه، بل إنه من الضرورة"، مشيراً إلى أن توسعة الحرمين تقتضي ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Saudi Press Agency/Ho
15 صورة1 | 15
وقال البيان إن "صحته تدهورت في الأسبوعين الأخيرين"، مما يعني أن وفاته لا تعود إلى نيسان/ابريل 2013 كما ذكرت السلطات الأفغانية التي قالت إنه توفي في مستشفى في كراتشي، بل إلى وقت أقرب.
وتابع النص أن الملا محمد عمر الذي لم يظهر علنا منذ 2001 "بقي في البلاد (أفغانستان) في السنوات الـ14 الأخيرة (...) ولم يمض أي يوم في باكستان أو أي بلد آخر". وأكد أنه "كان يدير الإمارة الإسلامية من مقره العام"، بدون تحديد موقعه. كما أعلن البيان عن إقامة الصلاة لثلاثة أيام على روح زعيم الحركة.
في غضون ذلك أعلنت باكستان إرجاء الجولة الثانية من محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان التي كان يفترض أن تجرى على أراضيها بعد الإعلان عن وفاة الزعيم السابق للحركة الملا محمد عمر.