طالبان تتراجع بشأن حظر عمل النساء بالمنظمات غير الحكومية
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٢
قرار طالبان بمنع المرأة الأفغانية من العمل في المنظمات غير الحكومية، أثار غضب دول غربية ومؤسسات دولية، هددت بوقف العمل في أفغانستان وقد نفذ عدد منها تهديداته، لكن يبدو أن طالبان تخطط الآن لاستثناءات من هذا القرار.
إعلان
قال وزير الاقتصاد بحركة طالبان الأفغانية، قاري الدين محمد حنيف، إن حظر الحركة عمل المرأة بالمنظمات غير الحكومية في أفغانستان لا يشمل الموظفات لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وأولئك اللائي يقدمن خدمات صحية.
وجاء تصريح الوزير خلال اجتماع عقده أمس الاثنين مع القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان "يوناما"، رامز ألاكباروف في كابول. وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على مذكرة الاجتماع (البروتوكول)، التي أوردتها في البداية، القناة الأولى بالتلفزيون الألماني "أيه آر دي" (ARD).
والسبت الماضي أبلغت حركة طالبان التي استولت على الحكم في أفغانستان في آب/أغسطس 2021 جميع المنظمات غير الحكومية بوقف عمل موظفاتها تحت طائلة إلغاء ترخيصها. وسبق أن حظرت طالبان التعليم الجامعي للنساء والتعليم الثانوي للفتيات.
وزير طالبان يبحث عن حل
ووفقا للمذكرة، أعلن حنيف أن السبب الرئيس وراء قرار حظر الأفغانيات من العمل بالمنظمات غير الحكومية هو عدم الالتزام بقواعد طالبان وأحكامها فيما يتعلق بارتداء الحجاب. وقال إنه لاحظ حالات تجاهل لقواعد حجاب المرأة على مدار العام.
مضيفا أنه حاول حل المشكلة من خلال الحوار مع المنظمات غير الحكومية حتى علمت القيادة العليا في طالبان بالأمر. وقد طلبت القيادة العليا من وزارته إصدار الرسالة إلى المنظمات غير الحكومية.
لكن دوائر بالمنظمات غير الحكومية تقول إن مثل هذه الادعاءات غير مبررة.
كما نُقل عن وزير طالبان في المحضر قوله إنه سيؤيد البحث عن حل للمسألة وسيستغرق الأمر بضعة أيام للتباحث مع بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان "يوناما" حول اقتراح حل للمسألة.
الأمم المتحدة: تدين توجهات طالبان
وأثارت القيود الأخيرة لطالبان التي تحظر على الأفغانيات العمل لدى منظمات غير حكومية غضب دول غربية ومؤسسات دولية، هددت بوقف العمل في تلك الدولة التي تضربها الأزمة ما لم يتم إلغاء المرسوم والأحد أعلنت منظمات إغاثية أجنبية عدة تعليق أنشطتها في أفغانستان.
وشدّد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك على وجوب أن تتراجع حركة طالبان عن سياساتها تجاه النساء والفتيات في أفغانستان، مدينا التداعيات "الرهيبة" لهذه التوجّهات.
وقال تورك في بيان في جنيف اليوم الثلاثاء (27 ديسمبر/ كانون الأول 2022)، إن حظر مشاركة المرأة في التعليم والعمل في أفغانستان، يمكن أن يزعزع استقرار المجتمع بالبلاد، ويؤدي إلى "آثار رهيبة متتالية".
وأضاف تورك في البيان أن "منع النساء من العمل في منظمات غير حكومية سيحرمهن وعائلاتهن من مداخيلهن، ومن حقّهن في المساهمة بشكل إيجابي في تنمية بلدهن ورفاه شركائهن في الوطن".
ص.ش/أ.ح ( د ب أ، أ ف ب)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع