طالبان تسيطر على قندوز أهم مدينة في شمال أفغانستان
٨ أغسطس ٢٠٢١
تواصل حركة طالبان سيطرتها على مدن ومناطق جديدة في مختلف أنحاء أفغانستان، فقد جاء الدور على مدينة قندوز الكبيرة في شمال أفغانستان التي أصبحت عاصمة إقليم رابع يستولي عليها المتمردون خلال ثلاثة أيام.
إعلان
سيطرت حركة طالبان اليوم الأحد (08 آب/ أغسطس 2021) على مدينة قندوز الكبيرة في شمال أفغانستان. وقال مراسل وكالة فرانس برس في قندوز "سقطت قندوز. سيطرت طالبان على جميع المباني الرئيسية في المدينة" التي وقعت ثلاث مرات بأيدي المتمردين منذ 2015.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن عضو مجلس الإقليم، عمرو الدين والي، قوله إن المسلحين سيطروا على جميع المنشآت الحكومية الرئيسية بالمدينة، باستثناء فيلق الجيش والمطار، حيث لجأ إليهما مسؤولون محليون رفيعو المستوى. وقالت فوزية يفتالي، وهي عضو آخر بمجلس الإقليم، إن المدنيين حوصروا بين النيران والمدينة تحترق.
ويأتي ذلك بعد معارك طاحنة بين قوات الجيش ومقاتلي حركة طالبان وسط عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، كما ذكر مسؤولون ومراسل لوكالة فرانس برس. وقال أمر الدين والي، عضو مجلس الولاية لفرانس برس قبل سقوط قندوز إن "قتالا شرسا من شارع إلى شارع يدور في أجزاء متفرقة من المدينة". ونقلت الفرنسية عن عبد العزيز أحد سكان المدينة أنه تم الاتصال به هاتفيا لإخباره بأن "مقاتلي طالبان وصلوا إلى الساحة الرئيسية للمدينة والطائرات تقصفهم". وتحدث عن "فوضى عارمة" تعمّ المدينة.
كما أكد مسؤولون محليون اليوم الأحد أن مقاتلي حركة طالباناستولوا على عاصمة إقليمية أفغانية رابعة، خلال ثلاثة أيام. فقد سيطرت الحركة على إقليم "ساري-بول" في الشمال، بعد يومين من الاشتباكات العنيفة، طبقا لما صرح به عضوا مجلس الإقليم، أسد الله خورام ومحمد نور رحماني للوكالة الألمانية.
كما كان مسؤولون محليون قد أكدوا للوكالة الألمانية أمس السبت أن مقاتلي حركة طالبان استولوا على مدينة "شبرغان"، عاصمة إقليم "غوزجان" شمال البلاد، وسيطروا على مبانٍ رئيسية، مثل مكتب الحاكم ومقر الشرطة والسجن المركزي بالمدينة.
وتخلت القوات الحكومية الأفغانية إلى حد كبير عن الريف للمسلحين وباتت تدافع الآن عن المدن.
ع.ج/ و. ب (أ ف ب، د ب أ)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs