طالبان تطالب واشنطن بـ"فتح صفحة جديدة" ورفع الحظر عن الأصول
٩ أكتوبر ٢٠٢١
كشفت طالبان أنها طالبت واشنطن برفع الحظر عن أصول البنك المركزي الأفغاني، وناقشت معها "فتح صفحة جديدة"، وذلك في أرفع اجتماع بين الجانبين منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. في حين قالت واشنطن إن هدفها هو الضغط على الحركة.
إعلان
قال وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي اليوم السبت (التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2021) إن ممثلي حركة طالبان طالبوا الولايات المتحدة برفع الحظر عن احتياطيات البنك المركزي، خلال اجتماع مع نظرائهم الأمريكيين في الدوحة، وفقاً لما نقلته قناة الجزيرة القطرية.
وأضاف متقي أن واشنطن ستقدم لقاحات مضادة لفيروس كورونا للشعب الأفغاني، حسبما ذكرت الجزيرة، بعد أول اجتماع مباشر رفيع المستوى بين الجانبين منذ أن استولت الحركة المتشددة على البلاد في آب/أغسطس الماضي عقب انسحاب القوات الأمريكية.
وأوضح الوزير أن الوفد الأفغاني ناقش مع الجانب الأمريكي "فتح صفحة جديدة" بين واشنطن وكابول، اللتين كانتا في حالة عداء خلال غزو الولايات المتحدة لأفغانستان والذي استمر عقدين.
وتواجه واشنطن ودول غربية أخرى خيارات صعبة إذ تلوح أزمة إنسانية خطيرة بشكل كبير في أفغانستان. وتحاول صياغة كيفية التعامل مع طالبان دون منحها الشرعية التي تسعى إليها بينما تضمن تدفق المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
وأدى رحيل القوات التي تقودها الولايات المتحدة والعديد من المانحين الدوليين إلى حرمان البلاد من المنح التي مولت 75 بالمئة من الإنفاق العام وفقاً للبنك الدولي.
وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول أمريكي في واشنطن إنه بينما ثمة تحسن في وصول المنظمات الإنسانية إلى بعض المناطق التي لم تدخلها منذ عقود، ما زالت هناك مشكلات، مضيفاً أن الوفد الأمريكي في محادثات الدوحة سيضغط على طالبان من أجل تحسين الوضع. وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية: "سنضغط لتحترم طالبان حقوق جميع الأفغان بمن فيهم النساء والفتيات وتشكل حكومة شاملة تتمتع بدعم واسع".
وشددت الخارجية الأمريكية على أن الاجتماع في الدوحة لا يعني بأي حال من الأحوال أن الولايات المتحدة تعترف بنظام طالبان في أفغانستان. وقال المتحدث: "نواصل القول بوضوح إن أي شرعية يجب أن تكتسب من خلال أفعال طالبان".
وقال متقي إن الوفد الأفغاني ركز أثناء الاجتماع على المساعدات الإنسانية وتطبيق اتفاق الدوحة. وذكر أن المفاوضات ستستمر بين الطرفين إلى نهاية اليوم وتستأنف غداً الأحد. وأضاف أن الوفد الأفغاني سيجتمع بممثلي الاتحاد الأوروبي لبحث التطورات الأخيرة، لكنه لم يذكر موعد عقد الاجتماع.
م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب ، رويترز)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع