طالبان تلتقي وفدا فرنسيا ومخاوف ألمانية من ابتزاز سياسي
٢٧ أغسطس ٢٠٢١
ذكرت حركة طالبان أن وفدا فرنسيا التقى بممثلين عنها في الدوحة لأول مرة منذ سقوط كابول، وقد أكد ماكرون في وقت سابق وجود محادثات مع الحركة، بينما رد سياسي ألماني على تصريحات ميركل حول ضرورة التعامل مع طالبان.
إعلان
أعلن المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين على تويتر أن وفدًا فرنسيًا التقى الخميس في الدوحة ممثلين عن الحركة للمرة الأولى منذ إحكام سيطرتها على أفغانستان قبل نحو أسبوعين.
وقال المتحدث الجمعة (27 آب/ أغسطس) ان المبعوث الفرنسي فرنسوا ريشييه والوفد المرافق له "بحثوا بالتفصيل" الوضع في مطار كابول مع وفد بقيادة نائب مدير المكتب السياسي لطالبان شير عباس ستانيكزاي.
ولم يصدر أي تعليق عن وزارة الخارجية الفرنسية ردا على اتصال أجرته معها وكالة فرانس برس.
وتأكيدا على وعد قطعته حركة طالبان لعدة بلدان، قال سهيل شاهين أن "كل أفغاني يحمل وثائق قانونية سيتمكن من السفر إلى الخارج، وسيتم توفير كل المنشآت المناسبة لجميع الأفغان من أجل تنقلاتهم بعد فتح القسم المدني من المطار".
وأضاف "تم إحلال السلام في جميع أنحاء البلد، وعادت الفتيات إلى المدارس، ووسائل الإعلام تعمل".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح أمس الخميس أن بلاده في محادثات مع طالبان حول السماح بإجلاء آلاف الأفغان من أفغانستان، إثر العملية الإرهابية التي شهدها محيط مطار كابول أمس، وذكر ماكرون أنه لا يمكنه ضمان نجاح عملية الإجلاء بسبب تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد نفذ أمس الخميس هجوما انتحاريا مزدوجا استهدف مطار كابول وأوقع 85 قتيلا بينهم 13 جنديا أميركيا، قبل أيام من نفاد المهلة المحددة لانتهاء عمليات إجلاء الأجانب والأفغان الذين يعتبرون في خطر بعد تعاملهم مع الغربيين.
وتحاول حركة طالبان المدركة للتحديات التي تنتظرها لا سيما وانها ستحكم بلدا تغير كثيرا خلال عقدين، ان تظهر بمظهر الاعتدال أمام الشعب والمجموعة الدولية لكن العديد من الأفغان ولا سيما من المثقفين وسكان المدن، يخشون أن تقيم النظام المتطرف ذاته الذي حكم البلاد بين 1996 و2001 وجرت في ظله فظاعات.
ومنذ إحكام طالبان سيطرتها على البلاد، يحتشد آلاف الأفغان يوميا أمام بوابات مطار كابول سعيا للفرار.
جدل في ألمانيا
من جانبه قال الخبير في شؤون السياسة الخارجية بحزب الخضر الألماني، أوميد نوريبور، إن أي مطالب ستوجّه لحركة طالبان ستكلف الحكومة الألمانية ثمنا باهظا.
وقال نوريبور في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة: "يمكن أن يكون الثمن أموالا، أو مطالب سياسية. الحكومة الألمانية جعلت نفسها عرضة للابتزاز من خلال تقاعسها".
ورد المتحدث بشكل غير رسمي على أنغيلا ميركل التي اعتبرت أنه من الضروري أن يواصل المجتمع الدولي "الحوار مع طالبان" الذين عادوا إلى السلطة، وذلك للحفاظ على المكاسب التي تحققت في أفغانستان منذ نشر قوات حلف شمال الأطلسي، لكنها أكدت رفضها لأي اتفاقات أو تفاهمات غير مشروطة مع الحركة.
وكانت وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب-كارنباور والمستشارة أنغيلا ميركل أكدتا في وقت سابق أنهما ستواصلان السماح للأشخاص الذي يحتاجون للحماية في أفغانستان بمغادرة البلاد.
وأعلنت كرامب-كارنباور أمس الخميس مغادرة جميع الجنود والدبلوماسيين وضباط الشرطة الألمان من العاصمة الأفغانية كابول.
ع.ا/ع.ج (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".