نشرت حركة طالبان سيرة ذاتية لزعيمها "خادم الإسلام، أمير المؤمنين" الملا عمر، بمناسبة مرور 19 عاما على توليه قيادة الحركة. بيد أن المراقبين يعتقدون أن الهدف الأساسي من نشر السيرة هو مواجهة تزايد نفوذ "داعش" داخل الحركة.
إعلان
في شهر شباط/ فبراير الماضي حذر الرئيس الأفغاني أشرف غني ومن ألمانيا، حيث شارك في مؤتمر الأمن في ميونيخ، من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" يتحرك بسرعة للانتقال إلى أفغانستان، حيث يستطيع تنظيم صفوفه واتخاذ القرارات والتحرك. يومها دعا غني إلى تحرك دولي قوي ضد التنظيم.
بعد ذلك بشهر، وبينما كان يستعد للتوجه إلى الولايات المتحدة سعيا إلى إقناع الرئيس أوباما كي يوافق على إبطاء انسحاب القوات الأمريكية من بلاده، اعترف الرئيس الأفغاني علنا بأن تنظيم "داعش" يكتسب نفوذا في أفغانستان. وما أثار قلق الرئيس الأفغاني وأراد نقله إلى أوباما ورود تقارير تشير إلى أن بعض قادة طالبان يبايعون تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.
وعبّر غني عن مخاوفه من تزايد نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلاده بالقول: "الصفة الأساسية التي يتسم بها داعش أنه يلتهم الرجال. إنه يبتلع منافسيه...هنا المسألة ليست الوجود المادي لأشخاص من سوريا أو العراق. إنه تأثير الشبكة". ولتجنب تزايد نفوذ التنظيم في بلاده أضاف الرئيس الأفغاني "من المهم عدم عزل الأحداث في سوريا والعراق واليمن وليبيا عما يحدث في أفغانستان".
طالبان تواجه نفوذ "داعش" بسيرة الملا عمر
ولمواجهة ما يعتقد أنه تزايد لنفوذ "داعش" داخل صفوفها وعلى الأرض الأفغانية، نشرت حركة طالبان اليوم الأحد (الخامس من نيسان/ أبريل 2015) سيرة ذاتية مفصلة لزعيمها الملا عمر. وكما هو معروف فإن الحركة تقدم زعيمها بصفته "خادم الإسلام وأمير المؤمنين". هذه الخطوة المفاجئة، تهدف برأي معظم المراقبين إلى الحد من تزايد نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" بين عناصر حركة طالبان الأفغانية.
فقد شهدت الحركة انشقاق عدد من عناصرها وانضمامهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" في الأشهر الأخيرة، حيث أعرب بعض المنشقين عن استيائهم من زعيمهم الداعية المحارب الملا عمر، الذي لم يُشاهد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في 2001.
ونشرت الحركة السيرة الذاتية على موقعها احتفالا بمرور 19 عاما على تولي الملا عمر زعامة الحركة. وقالت إن الملا عمر يشارك بشكل نشط في "الأعمال الجهادية" نافية التكهنات بوفاته. وجاء في السيرة الذاتية أنه "رغم رصد العدو المنتظم له، فلم تحدث تغيرات كبيرة أو عرقلة في الأعمال الروتينية التي يقوم بها الملا عمر من حيث تنظيم النشاطات الجهادية كزعيم للإمارة الإسلامية". وأضافت أنه "يتابع ويتفحص .. النشاطات ضد الغزاة الأجانب".
"صاحب شخصية كاريزماتية"
ووصفته السيرة الذاتية التي نشرتها حركته بأنه "صاحب شخصية كارزماتية"، وأدرجت عددا من الحكايات التي تصف شجاعته في ميدان القتال وقالت إن سلاحه المفضل هو قاذفة الصواريخ ار بي جي-7. ولم يظهر الملا عمر علنا منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، ولم تلتقط له أي صورة. وتصفه الخارجية الأمريكية، التي وضعت مكافأة 10 ملايين دولار على رأسه، بأنه طويل وأعور حيث أصيب في عينه اليمنى بشظية.
نهاية نفق حياة البغدادي بعد رحلة مطاردة طويلة
بعد رحلة مطاردة استغرقت سنوات، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي. هنا لمحة عن مسيرة من الرعب والموت انتهت في نفق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Swarup
نهاية البغدادي
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية أبو بكر البغدادي زعيم "داعش" قائلا: "البغدادي مات ميتة الكلاب والجبناء". في قرية نائية بشمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا، هاجمت وحدة من القوات الخاصة الأمريكية في ليل السبت/الأحد 27 أكتوبر تشرين أول 2019، البغدادي في مخبئه وطاردته حتى فجر نفسه في نفق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Swarup
نهاية "الخليفة" في نفق
في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019 أعلن الرئيس الأمريكي عن مقتل البغدادي في عملية نفذتها قوات أمريكية في محافظة إدلب السورية. وقال الرئيس اترامب إن البغدادي فجر السترة الناسفة التي كان يرتديها بعد أن حُشر في نفق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Al-Furqan
من هو زعيم "داعش"؟
ولد أبو بكر البغدادي أو إبراهيم عواد إبراهيم البدري في مدينة سامراء العراقية في السابع من يناير/كانون الثاني عام 1971. وهو ثالث ابن في عائلته المكونة من أربعة أولاد.
صورة من: NDR
وثائق البغدادي
صحفيون ألمان يعملون لصالح صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"والقناة التلفزيونية الألمانية الأولى "إيه آر دي" ، نجحوا في الحصول وثائق وصور لم تنشر من قبل عن حياة البغدادي.
صورة من: NDR
شهادة الجنسية
وتظهر شهادة الجنسية للبغدادي، والتي تحمل الرقم 918861، إلى أن إبراهيم عواد البدري يحمل الجنسية العراقية، وقد ولد في سامراء.
صورة من: NDR
أقدم وثيقة
أما بطاقة الهوية الشخصية فقد صدرت في سنة 1980، أي عندما كان البغدادي في التاسعة من عمره، وهي أقدم وثيقة له تم العثور عليها من قبل الصحافيين الألمان.
صورة من: NDR
"ضعف في النظر"
وأشارت وثائق طبية إلى أن البغدادي لم يُقبَل في الخدمة العسكرية في الجيش العراقي لكونه يعاني من "ضعف في النظر".
صورة من: NDR
"لم يكن متفوقاً"
وتظهر شهادة التخرج من الثانوية العامة في الفرع الأدبي إلى أن إبراهيم عواد لم يكن متفوقاً في الدراسة، الأمر الذي لم يمكنه من الالتحاق بأقسام القانون أو اللغات أو التربية، فالتحق في نهاية المطاف بكلية الشريعة الإسلامية في بغداد.
صورة من: NDR
"دراسات قرآنية"
أكمل البغدادي شهادة الماجستير في الدراسات القرآنية في سنة 1999. وفي 2007 قدّم أطروحة الدكتوراه. ولم يعثر الصحافيون الألمان على أية نسخة من أطروحة الدكتوراه الخاصة به، ويعتقد أن جميع النسخ قد سرقت.
صورة من: NDR
"اختفاء عن الأنظار"
اختفى البغدادي عن الأنظار عام 2007، ويعتقد أنه انضم لبقايا تنظيم جماعة "التوحيد والجهاد"، وذلك بعد مقتل مؤسسه أبو مصعب الزرقاوي الذي قتلته القوات الأمريكية في العراق.
صورة من: NDR
مكافأة
في تشرين الأول/أكتوبر 2005، أعلنت الولايات المتحدة أن قواتها قتلت "أبو دعاء"، وهو اسم حركي كان يعتقد أن البغدادي يستخدمه. لكن تبين أن هذا الأمر لم يكن صحيحاً. وفي 2013 وضعت الولايات المتحدة مكافأة للقبض على "أبو دعاء" واسمه الحركي "أبو بكر البغدادي". وهذه كانت أول صورة رسمية لخليفة "داعش" قبل تأسيس دولته المزعومة.
صورة من: Department of State/USA
"الدولة الإسلامية"
في أبريل/ نيسان 2013 أعلن البغدادي عما أسماها "الدولة الإسلامية" أولا في العراق، ثم في العراق والشام، ونصب نفسه خليفة فيها. وفي تموز/يوليو 2014 ظهر البغدادي في أول فيديو له، وذلك أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير في غرب الموصل، حين أعلن "الخلافة" وقُدم كـ"أمير المؤمنين" للخلافة المزعومة. لكن هذه الخلافة انتهت قبل أشهر من موت "الخليفة" نفسه.
صورة من: picture-alliance/dpa
الظهور الأخير
آخر ظهور للبغدادي كان في شريط فيديو نشر في نهاية نيسان/أبريل 2019، في أول ظهور له بعد ظهوره العلني في تموز/يوليو 2014، أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير في غرب الموصل، حين أعلن "الخلافة" وقُدم كـ"أمير المؤمنين" للخلافة المزعومة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Al-Furqan
13 صورة1 | 13
وفاجأ نشر السيرة الذاتية المفصلة للحياة الشخصية والعائلية للملا عمر، العديد من المحللين الأمنيين. وقال أحمد سيدي، الخبير في شؤون طالبان، إن "الحركة نشرت سيرة ذاتية لعمر لعدد من الأسباب الإستراتيجية وأهمها مواجهة نفوذ داعش الذي يتغلغل في صفوفها". وأضاف أن الهدف الآخر هو "إظهار أن الملا عمر على قيد الحياة ولا يزال يتولى السيطرة على الحركة بوصفه زعيمها الأعلى".
ويشار بأن مكان تواجد الملا عمر لا يزال مجهولا، بيد أن هناك اعتقادا على أنه يقود التمرد في أفغانستان من مخبئ في باكستان.