طالبان تواصل تقدمها وتسيطر على ثالث أكبر مدينة في أفغانستان
١٢ أغسطس ٢٠٢١ذكرت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" أن ثلاثة سياسيين محليين أكدوا لها اليوم الخميس (12 آب/ أغسطس 2021) أن مسلحي طالبان اجتاحوا هيرات، ثالث أكبر مدينة في أفغانستان وأن أهم المؤسسات الحكومية في المدينة سقطت في أيدي الحركة.
وقال عضو مجلس الولاية غلام حبيب الهاشمي والنائبة رحيمة جامي، التي تمثل الولاية في البرلمان، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المسلحين سيطروا على مقر الشرطة ومكتب المحافظ وسجن المدينة. وأكد مصدر ثالث طلب عدم نشر اسمه النبأ.
من جانبها نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني رفيع المستوى في المدينة قوله إنّ طالبان "استولت على كل شيء"، موضحا أن القوات الأفغانية شرعت في الانسحاب إلى قاعدة عسكرية في بلدة غزارة القريبة، وذلك بهدف "تجنب مزيد من الاضرار في المدينة".
وكان مسؤولون أفغان أكدوا في وقت سابق اليوم أن مسلحي حركة طالبان سيطروا على عاصمة ولاية غزني جنوب شرقي البلاد، مع تزايد المخاوف بشأن أمن العاصمة الأفغانية كابول.
ومع سقوط غزني، أصبح مسلحو الحركة يسيطرون على أكثر من ربع عواصم ولايات أفغانستان، وحققوا مكاسب سريعة على الأرض مع انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها من البلاد الذي يتم بالكامل في نهاية هذا الشهر.
وقال عضوا المجلس المحلي لغزني ناصر أحمد فقيري وأمان الله كمران إن المسلحين استولوا على أهم المكاتب الحكومية، بما في ذلك مقر الحاكم ومقر الشرطة، كما اقتحموا السجن المركزي. واتهم العضوان الحاكم بعقد صفقة مع طالبان لتسليم المدينة، التي تحمل اسم الولاية نفسه، للمسلحين.
وقال عضو آخر في المجلس الإقليمي، وهو حميد الله سرواري، إن طالبان أوقفت هجومها على مبنى وكالة الاستخبارات بالمدينة وإن عددا من أفراد قوات الأمن التي كانت تقاوم في وقت سابق في الموقع من المرجح بشدة أن تستسلم لطالبان. وقال سرواري إن مسلحي طالبان اجتاحوا عددا من مراكز الشرطة ليلا قبل أن يسيطروا على المدينة بأكملها.
وأضاف سرواري أن القوات التابعة للحكومة فرت من المدينة وتتمركز حاليا على قمة تل على بعد نحو 15 كيلومترا.
وفي الوقت نفسه، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إنه تم اعتقال الحاكم مع بعض المسؤولين الآخرين في ولاية ميدان ورداك، بينما كانوا في طريقهم إلى كابول. ولم تقدم الوزارة أي تفاصيل أخرى حول سبب اعتقال المسؤولين.
وانهزمت قوات الأمن الأفغانية في أنحاء أفغانستان أمام هجمات طالبان، كما تم استنزاف موارد الجيش ، ما أثار مخاوف بشأن مصير العاصمة كابول. ويقدر عدد سكان مدينة غزني بـ 180 ألف شخص، وتقع على طريق دائري مهم يربط أكبر مدن البلاد. وبسبب قربها من كابول، سعت طالبان عدة مرات لإخضاعها لسيطرتها.
ألمانيا تدعو مواطنيها لمغادرة البلاد
بعد السيطرة على غزني، حثت ألمانيا مواطنيها اليوم الخميس على مغادرة أفغانستان جوا بأسرع ما يمكن بسبب تدهور الوضع الأمني هناك. وقالت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني "نحث المواطنين الألمان على الأراضي (الأفغانية) على انتهاز الفرصة ومغادرة البلاد على متن رحلات جوية مقررة بأسرع ما يمكن".
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية قد رفضت يوم الاثنين دعوات لإعادة جنود بلادها لأفغانستان بعد أن تمكن مسلحو حركة طالبان من السيطرة على مدينة قندوز حيث تتمركز القوات الألمانية منذ عقد.
وكان لدى ألمانيا ثاني أكبر قوة عسكرية في أفغانستان بعد الولايات المتحدة وفقدت جنودا في معارك في قندوز أكثر من أي مكان آخر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن جانبها، قالت السفارة الأمريكية في كابول في إشعار نشرته على موقعها الإلكتروني إن الولايات المتحدة حثت اليوم الخميس رعاياها على مغادرة أفغانستان على الفور باستخدام خيارات الرحلات الجوية المتاحة، وسط زحف طالبان المتسارع في أنحاء البلاد.
خ.س/أ.ح (د ب أ، رويترز)