نظرت المحكمة الإدارية في برلين دعوى قضائية رفعها طالب يهودي ضد جامعة برلين الحرة، متهما إياها بالتقاعس عن حماية الطلاب اليهود من التمييز والاعتداءات ذات الطابع المعادي للسامية.
شهدت بعض الجامعات الألمانية، ومنها جامعة برلين الحرة، مظاهرات احتجاجية على خلفية الحرب في غزة (أرشيف)صورة من: Axel Schmidt/Getty Images
إعلان
نظرت المحكمة الإدارية في ولاية برلين بألمانيا اليوم الثلاثاء (15 يوليو/تموز 2025) في دعوى قضائية أقامها طالب الطالب اليهودي لاهاف شابيرا ضد جامعة برلين الحرة، على خلفية اعتداء وصفه بأنه "معاد للسامية".
ولم تتوصل المحكمة إلى حكم في القضية، وأعلنت أنها ستواصل النظر في الدعوى المرفوعة لتحديد ما إذا كانت الجامعة قد اتخذت تدابير كافية لحماية الطلاب اليهود.
ومن المتوقع أن تستأنف الجلسات في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
"أريد أن أدرس بأمان"
وفي نهاية الجلسة قال شابيرا إنه سيكون سعيدًا "إذا حدث شيء ما أخيرًا"، مشيرا إلى أنه شعر بأن حقوقه الأساسية قد انتُهكت، وقال "أريد أن أدرس وأنا أشعر بالأمان". واعتبر أن اضطرار الجامعة الآن لتبرير موقفها أمام المحكمة أمرًا إيجابيًا. ورفض ممثلو الجامعة التعليق على الإجراءات الجارية.
وأعرب الشاب البالغ من العمر 32 عامًا عن أمله في أن تتوقف الجامعة عن "الوعود الفارغة". إنه نجاحٌ يُحتذى به، ويجب على الجامعة أن تُفسر موقفها.
من جانبها وصفت كريستين بيترزيك، محامية شابيرا، قرار القضاة اليوم بأنه "نجاح باهر". وأضافت: "لقد أوضحت المحكمة أن على الجامعة أن تُفسر موقفها". وسيكون من المُلفت معرفة الإجراءات التي اتخذتها الجامعة.
وفي المقابل، نفت الجامعة اتهامها بالتقاعس. وأشار ممثلو الجامعة أمام المحكمة إلى وجود خطة شاملة لمكافحة التمييز وتعزيز التنوع، كما ينص عليه القانون. وأضافوا أن هناك وحدة إدارية مختصة بشؤون التنوع ومكافحة
التمييز، بالإضافة إلى لائحة داخلية لمكافحة التمييز. وطالب محامو الجامعة برفض دعوى شابيرا، لأنها لا تتعلق بحدث محدد.
إعلان
أجواء تشجع على التمييز ضد الطلاب اليهود
ويتهم الطالب شابيرا الجامعة بعدم اتخاذ إجراءات كافية لمكافحة التمييز "المعادي للسامية". ويرى المدعي أن الجامعة تنتهك التزامها المنصوص عليه في قانون التعليم العالي بولاية برلين، والذي يلزم الجامعات بمنع أشكال التمييز.
وأشار شابيرا إلى أن أجواء سائدة داخل الجامعة تشجع على التمييز ضد الطلاب اليهود، مضيفا أمام المحكمة: "لكي احضر المحاضرات، يجب أن أتعرض للإهانات". وقال إنه منع في بعض الأحيان من الدخول إلى قاعات بالجامعة، وأن الطلاب اليهود تركوا دون حماية.
وكان شابيرا تعرض للاعتداء والإصابة في فبراير/شباط 2024 على يد زميل له خلال لقاء عابر في منطقة وسط برلين.
ولكم الجاني زميله الطالب آنذاك وركله في وجهه، وأصيب شابيرا بكسر مُعقّد في منتصف الوجه ونزيف دماغي. واعتبرت محكمة تيرجارتن الابتدائية في برلين أن الحادثة ذات طابع "معاد للسامية"، وإدانته بإلحاق أذى جسدي جسيم عقب الاعتداء على شابيرا. وأصدرت في أبريل/نيسان الماضي حكما بسجن المعتدي ثلاث سنوات، غير أن الحكم لا يعد ساري المفعول بعد.
ومن المقرر أن تنظر نفس المحكمة بعد غد الخميس في دعوى ضد رجل يبلغ من العمر 32 عاما، يتهم بأنه منع شابيرا من دخول إحدى القاعات الدراسية في جامعة برلين الحرة في ديسمبر/كانون الأول 2023 خلال احتلال طلاب مؤيدين لفلسطين القاعة، وقال شابيرا في دعواه إن الرجل أمسك به، ودفعه، ووجه له إهانات "معادية للسامية".
تحرير: ع.ج.م
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.