ألمانيا- طبيب سوري ينفي قتل وتعذيب معارضين بمستشفيات بلاده
٢٥ يناير ٢٠٢٢
خلال جلسة محاكمته، نفى علاء م. الطبيب السوري الذي يحاكم في ألمانيا قيامه بتعذيب وقتل معارضين في المستشفيات العسكرية في بلاده، وأكد خلال محاكمته أنه كان يشعر بالأسف للمرضى الذين تعرضوا للضرب وعصب الأعين.
إعلان
نفى طبيب سوري يحاكم في ألمانيا بتهمة التعذيب والقتل أثناء عمله في المستشفيات العسكرية في بلاده التي تشهد حرباً، إشعال النار في الأعضاء التناسلية لمراهق أو إجراء عمليات جراحية لمحتجزين دون تخدير.
ويحاكم علاء م. (36 عاماً) الذي وصل إلى ألمانيا في 2015 ومارس الطب فيها حتى اعتقاله بعد خمس سنوات، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
يشعر "بالأسف"
وقال للقضاة في المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت إنه "يشعر بالأسف" للمرضى الذين تعرضوا للضرب وعصب الأعين. ونفى بشدة بأن يكون سكب الكحول على الأعضاء التناسلية لمراهق قبل إشعال النار فيها، قائلاً إنه لم يفعل ذلك. كما ذكر أنه لم يضرب المعتقلين، وأنه "ما كان ليُجري عملية جراحية لمريض دون تخدير"، على حسب اتهام الادعاء.
وقال الطبيب للمحكمة إنه شعر بالتعاطف مع المعتقلين وأضاف: "رأيت المخابرات العسكرية تضرب المعتقلين المصابين. شعرت بالحزن عليهم، لكن لم أستطع قول أي شيء وإلا لكنت في مكان المريض".
ويواجه م. 18 تهمة تعذيب معتقلين في دمشق ومدينة حمص في 2011-2012. ويواجه أيضًا تهمة قتل واحدة بزعم أنه أعطى حقنة قاتلة لسجين قاوم الضرب، وفقا لمدعين فدراليين.
"قمع وحشي"
وفي وصف الفترة التي قضاها في المستشفى العسكري في حمص عام 2011، بعد أن أدت الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى قمع وحشي، قال علاء م. إن العديد من متظاهري المعارضة أتوا إلى المستشفى مصابين بجروح وأن الوضع كان مجرد "فوضى".
وذكر أنه ظهرت على بعض المعتقلين آثار تعرضهم للتعذيب أو الضرب. وأضاف علاء م.، وهو طبيب مدني، أنه لم يطرح أسئلة قط بعد أن أخبره مشرفه أن المخابرات العسكرية "تدير" المستشفى.
وفي إحدى المرات، ذكر الطبيب المتهم أنه شاهد مريضا معصوب العينين ويداه مقيدتان خلف ظهره يتعرض للضرب من قبل عناصر المخابرات العسكرية وبعض الطاقم الطبي العسكري العاملين في المستشفى، وقال للمحكمة: "كنت خائفاً جداً من المخابرات العسكرية وكذلك من الطاقم الطبي الذي انضم للتو"، كما أضاف أنه يعتقد أنه من "غير الإنساني" إبقاء المرضى معصوبي الأعين أثناء خياطة جروحهم أو علاجهم.
ولدى سؤاله عما إذا كان يشعر بالتعاطف مع المتظاهرين، أجاب علاء م. إنه لا هو ولا عائلته من النشطاء السياسيين، وأوضح "لكنني أيضاً لم أكن من المؤيدين الشديدين للنظام"، وأشار إلى أن الاحتجاجات المناهضة للأسد بدأت بشكل سلمي، مضيفاً أنها سرعان ما أصبحت "متطرفة". وقال "أنا ضد العنف من كلا الجانبين".
وينتظر أن يرد علاء م. على التهم الأخرى التي يواجهها الخميس.
الهروب إلى ألمانيا
ويقول المدعون في فرانكفورت إن المستشفيات العسكرية السورية تلعب دوراً رئيسياً في منظومة التعذيب التي ترعاه الدولة السورية، وأن علاء م. ساعد في ارتكاب "هجوم ممنهج على السكان المدنيين".
وكان علاء م. قد غادر سوريا متوجهاً إلى ألمانيا في منتصف عام 2015 بتأشيرة دخول للعمال المهرة، وعمل في عدة أماكن كطبيب تقويم عظام، بما في ذلك في منتجع باد فيلدونغن المشهور بمناظره الخلابة. واعتقل في حزيران/يونيو 2020 بعد أن قدم شهود سوريون شكوى بحقه.
وتعد قضية علاء م. هي ثاني محاكمة غير مسبوقة في ألمانيا بشأن الفظائع التي ارتكبها النظام السوري خلال الحرب.
وفي وقت سابق هذا الشهر، حكمت محكمة ألمانية أخرى على ضابط سوري سابق بالسجن مدى الحياة لإشرافه على قتل 27 شخصا وتعذيب 4000 آخرين في مركز اعتقال بدمشق قبل عقد من الزمن.
وتم إطلاق المحاكمات في ألمانيا من خلال مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي يسمح بملاحقة الجرائم ذات الخطورة الاستثنائية حتى لو ارتكبت في بلد مختلف.
ع.ح./ص.ش. (أ ف ب)
مشاهد لا تُنسى من عشر سنوات من الحرب والدمار في سوريا
إنها شواهد مهمة من التاريخ المعاصر، فقد وثق مصورون سوريون محليون الحياة اليومية في بلدهم الذي مزقته الحرب على مدار عشر سنوات. والآن قام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتجميع تلك الوثائق المؤلمة والمهمة.
صورة من: Muzaffar Salman/OCHA
صورة حزن لا ينتهي
إدلب في 2020: شابان يبكيان والدتهما، بعد تعرض منزلهما لهجوم جوي. كان المصور غيث السيد نفسه في السابعة عشرة من عمره عندما اندلعت الحرب. كما قتل شقيقه في هجوم بالقنابل أيضا، ويقول: "عندما التقطت الصورة، عادت إليَّ كل مشاعر الرعب التي شعرت بها عندما مات أخي. وفجأة بدأت أبكي أنا بنفسي".
صورة من: Ghaith Alsayed/OCHA
ذكريات مدمرة في الرقة
الرقة في عام 2019. امرأة تدفع عربة أطفال عبر مدينة مدمرة المعالم. ويقول المصور عبود همام: "في عام 2017 بدأت ألتقط صوراً لمدينتي. الذكريات تتواصل مع كل زاوية هنا. لقد دمروا كل ذلك. ستصبح صوري يوماً ما وثائق تاريخية".
صورة من: Abood Hamam/OCHA
ضائعون وسط الأنقاض
بنش (إدلب)، أبريل/ نيسان 2020. امرأة وابنتها. في لقطة سجلها مهند الزيات، إنهما تظهران وكأنهما كائنين صغيرين في صحراء من الأنقاض لا نهاية لها. لقد وجدتا الحماية في مدرسة مدمرة. مأوى خطير، لكنه أفضل من لا شيء. فالمخيم القريب للنازحين لم يعد به مكان شاغر.
صورة من: Mohannad Zayat/OCHA
الشرب من حفرة ناجمة عن القنابل
حلب في يونيو/ حزيران 2013: تدمير خط مياه في هجوم، ويبدأ الصبي على الفور بالشرب من الحفرة الناتجة عن القنابل والتي امتلأت بالمياه. ويقول المصور مظفر سلمان: "في ذلك الوقت، قال بعض الناس إن الصورة غير واقعية، وأنه كان علي من الأفضل أن أعطيه ماءً نظيفاً. لكني أعتقد أنه من أجل تغيير الواقع، من المهم أولاً تصويره كما هو".
صورة من: Muzaffar Salman/OCHA
الهروب من الغوطة
عند الهروب من الغوطة في مارس/ آذار 2018، رجل يحمل طفلته في حقيبة سفر إلى نقطة الخروج، والتي من المفترض أن تمهد الطريق للحرية. وكتب المصور عمر صناديقي: "الحرب في سوريا لم تغير البلد فحسب. لقد غيرتنا أيضًا. وغيرت طريقة نظرتنا إلى الناس وكيف نلتقط الصور وبالتالي نرسل رسائل إنسانية إلى العالم".
صورة من: Omar Sanadiki/OCHA
مواصلة العيش والمثابرة
إحدى ضواحي دمشق في 2017: أم محمد وزوجها يجلسان في منزلهما المدمر وكأن شيئًا لم يحدث. يقول المصور سمير الدومي: "هذه المرأة من أكثر الأشخاص الذين قابلتهم إثارة للإعجاب. لقد أصيبت بجروح بالغة وبعد ذلك بقليل أصيب زوجها أيضًا، فبقيت في المنزل لتعتني به. وصمودها يعكس الوجه الحقيقي للسوريين".
صورة من: Sameer Al-Doumy/OCHA/AFP
أم تبكي ولدها في عيد الفطر
منطقة درعا في 2017. ليس هناك شيء للاحتفال به في عيد الفطر. يقول المصور محمد أبازيد: "في عام 2017، رافقت هذه المرأة وهي تزور قبر ابنها في أول أيام عيد الفطر. وأنا نفسي عندها غلبني البكاء، لكني مسحت دموعي حتى يكون بمقدوري التقاط الصور".
صورة من: Mohamad Abazeed/OCHA
طفولة في الكرسي المتحرك
دمشق ، يناير/ كانون الأول 2013. الطفلة آية البالغة من العمر خمس سنوات تنتظر على كرسي متحرك بينما والدها يحضر لها وجبتها الغذائية. كانت في طريقها إلى المدرسة عندما أصابتها قنبلة، وتقول: "كنت أرتدي حذائي البني في ذلك اليوم. وفي البداية رأيت الحذاء يطير في الهواء، ثم رأيت ساقي تتطاير معه".
صورة من: Carole Alfarah/OCHA
ألعاب بهلوانية سورية
في كفر نوران بالقرب من حلب، حوَّل رياضيون سوريون مشهد الأنقاض إلى أماكن لممارسة "الباركور" (حركات الوثب) البهلوانية الجريئة. وعلى ما يبدو تظهر لقطة المصور أنس الخربوطلي أن رياضات الحركة في المدن والحركات المثيرة تصلح ممارستها أيضًا وسط الأنقاض الخرسانية.
صورة من: Anas Alkharboutli/OCHA/picture alliance/dpa
أمل في بداية جديدة
بعد توقيع وقف إطلاق النار، تعود عائلة إلى موطنها جنوب إدلب عام 2020. التقط علي الحاج سليمان الصورة بمشاعر مختلطة ويقول: "أنا سعيد بالناس القادرين على العودة إلى قريتهم الأصلية. وحزنت لأنني طردت أنا أيضا ولا أستطيع العودة".
صورة من: Ali Haj Suleiman/OCHA
تراث روماني
هذه هي سوريا أيضًا في حالة الحرب: المسرح الروماني في بصرى في منطقة درعا. في عام 2018، غمرته الأمطار الغزيرة.
ملحوظة: قدم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) جميع الصور في هذه الجولة المصور، لكنه لا يضمن دقة المعلومات المقدمة من أطراف ثالثة. والتعاون مع هؤلاء لا يعني وجود اتفاق من قبل الأمم المتحدة. إعداد: فريدل تاوبه/ غوران كوتانوسكي/ص.ش