أعلنت لجنة الصليب الأحمر الدولية وصول قافلة مساعدات إنسانية إلى منطقة عفرين التي تتعرض لهجوم تركي. فيما أكد طبيب في عفرين لـ DW وجود نقص حاد بالمواد الطبية، وتحدث عن "إصابات بغاز الكلور" لم تؤكدها مصادر مستقلة.
إعلان
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة مساعدات تحمل إمدادات إنسانية لنحو 50 ألف نازح وصلت إلى منطقة عفرين في شمال غربي سوريا التي تتعرض لهجوم من تركيا وحلفائها من المجموعات المسلحة في المعارضة السورية. وقالت اللجنة في بيان إن الموقف مثير للقلق في عفرين ومناطق أخرى على الحدود السورية التركية حيث يعيش معظم السكان في ظروف "عصيبة".
وأوضحت أن القافلة التي تضم 29 شاحنة تنقل 430 طنا من المواد الغذائية وضرورات الحياة اليومية ومواد لتطهير المياه وإمدادات طبية. ووصفت تقارير تحدثت عن تعرض القافلة للهجوم خلال رحلتها بأنها غير صحيحة.
وحول الوضع الصحي في عفرين قال بيان الصليب الأحمر الدولي إن "أربعة مستشفيات فقط تعمل بالمنطقة. العمل يفوق طاقة الأطقم الطبية الذين يكافحون للتكيف مع العدد الكبير من الضحايا" المدنيين الذين قدر عددهم الطبيب محمد عبدو من عفرين بـ "أكثر من 200 قتيل وألف جريح".
وفي تصريحاته لـ DW عربية قال الطبيب عبدو إنه شارك في معالجة مدنيين "اصيبوا بغاز الكلور الذي يعتقد أن تركيا قد استخدمته في أحد هجماتها قرب قرية أرندة على بعد نحو 2 كيلومتر حيث أصيب 6 مدنيين" وبسؤاله كيف عرفوا أن تلك الإصابة ناتجة عن استخدام الكلور، قال إنه وأطباء آخرين استدلوا على ذلك من خلال "الأعراض التي ظهرت على المصابين من غثيان وأعراض اختناق وحكة جلدية، بالإضافة إلى الرائحة التي وصفها المصابون".
في حين نفى الجيش التركي اتهامات جماعات كردية له باستخدامه غاز الكلور في هجومه على عفرين.
ومن جهته كان المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفن دي مستورا قد علق على التقارير الواردة من عفرين بشأن استخدام غاز الكلور، قائلا إنه لم يتم تأكيدها من مصادر مستقلة.
وأكد بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أن هناك تقارير تفيد بأن بعض الناس الذين يحتاجون إلى رعاية طبية ما زالوا محاصرين في عفرين. وقالت يولاندا جاكمت المتحدثة باسم اللجنة إن هذه هي المرة الأولى هذا العام التي تحصل فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري على موافقة جميع أطراف الصراع في المنطقة على دخول قافلة مساعدات.
وقالت إن اللجنة تشعر بالقلق من اقتراب الاشتباكات بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب الكردية من سد (ميدانكي) ومنشأة لمعالجة المياه لهما أهمية قصوى في توفير المياه للناس في المنطقة. وتعليقا على قرب المعارك من السد ومنشأة معالجة المياه قالت جاكمت "إذا لحقت بهما أضرار فسيحرم ذلك ما لا يقل عن 200 ألف شخص من المياه".
نزوح عشرات الآلاف
ومنذ هجوم الجيش التركي وحلفائه من فصائل المعارضة السورية في العشرين كانون الثاني/ يناير الماضي على عفرين، نزح سكان عشرات القرى هربا من الغارات الجوية والقصف العشوائي العنيف. وفي هذا السياق أكد لـ DW عربية الطبيب محمد عبدو أن "سكان حوالي 50 قرية ومراكز 4 نواحي (أقضية) والبالغ عددهم نحو 100 ألف نسمة قد نزحوا إلى مدينة عفرين التي باتت تعاني من اكتظاظ سكاني شديد وضغط كبير على البينة التحتية الضعيفة أصلا" وفي إشارة إلى سوء وضع هؤلاء النازحين قال إن كثيرين منهم يقيمون "في محلات وأقبية غير صالحة للسكن أو في منازل لم ينته بناؤها بعد بلا أبواب وبلا نوافذ في ظل هذا البرد الشديد".
ومن جانبها قالت جاكمت إن من المعتقد أن 30 في المئة من سكان منطقة عفرين نزحوا عن ديارهم لكنها أكدت أنها لا تملك أرقاما أخرى. وأضافت "الأغلبية تعيش في أوضاع مزرية حيث تستضيفهم تجمعات سكنية ومراكز جماعية. الاشتباكات المتواصلة أرغمت آلافا غيرهم على الفرار. وما نفعله الآن هو تلبية أمسَّ الاحتياجات لأشد الناس عرضة للخطر".
محطات في الهجوم التركي على عفرين
شنت تركيا بتحالف مع جناح المعارضة السورية المعروف بالجيش الحر هجوماً على عفرين المدينة التي تسكنها غالبية كردية وتسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردية. عملية "غصن الزيتون" حسب التسمية الرسمية قد تصل الى إدلب.
صورة من: picture alliance/AP/ANHA
جنائز أهل عفرين
تتفاوت الأرقام المعلنة لعدد ضحايا الهجوم التركي على عفرين، وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في العاصمة البريطانية لندن في بيانات متفرقة مصرع عشرات المقاتلين والمدنيين بينهم عدد غير معروف من الأطفال والنساء. في الصورة نساء من عفرين يندبن قتلاهن الذين لفت نعوشهم بعدة رايات وبيارق.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
بداية الهجوم التركي
أكد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي الجمعة (19 يناير/ كانون الثاني 2018) انطلاق عملية "غصن الزيتون" على منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا . العملية بدأت بقصف عبر الحدود، واعقبته غارات جوية، ثم تدفقت القوات بعد ذلك الى المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
مقاتلو الجيش الحر المتحالفون مع تركيا
انضم الجيش الحر وهو فصيل سوري معارض تدعمه تركيا الى عملية "غصن الزيتون" . ويتهم الكرد وفصائل معارضة أخرى قوات الجيش الحر بأنها تضم عناصر جند الشام وجبهة النصرة وداعش بين صفوفها. الصورة تظهر أحد عناصر الجيش الحر المهاجم لعفرين وهو يرفع اصبعه في شارة التوحيد التي تشيع بين الفصائل الإسلامية المتشددة.
صورة من: picture-alliance/dpa/DHA-Depo Photos
مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية
يتصدى مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية بأسلحة خفيفة للهجوم التركي المدرع المسند بالطائرات. هذه الوحدات هي التي تصدت لتنظيم داعش، وقهرته في أغلب مناطق سوريا ونزعت منه كوباني وكانت سببا لهزيمته في سوريا والعراق. الصور لمجموعة من هؤلاء المقاتلين في الحسكة وهم يرفعون بنادقهم الكلاشنكوف في الهواء تعبيرا عن عزمهم الاستمرار في القتال.
صورة من: Reuters/R. Said
تدمير معبد عين داره
معبد عين داره الذي بني خلال عصر الحديد في الحقبة الآرامية (بين 1300-700 قبل الميلاد) وقد دمر جزء كبير منه واصيب بأضرار جسيمة جراء القصف الجوي التركي وفقا لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. مدير المرصد رامي عبد الرحمن كشف أن "نسبة التدمير (التي تعرض لها المعبد) بلغت أكثر من 60 بالمئة".
صورة من: picture alliance/AP/ANHA
ممثلة الناتو زارت تركيا خلال الهجوم
دولياً، أعربت ألمانيا عن قلقها إزاء العملية التركية في عفرين وطالبت بوقفها. لكنها أقرت بـ "المصالح الأمنية المشروعة" لأنقرة، فرنسا دعت الى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث عملية غصن الزيتون.فعقد الاجتماع دون إصدار اعلان. الولايات المتحدة دعت الى ضبط النفس واوقفت شحنات العتاد والسلاح الى المقاتلين الكرد. لم يصدر عن الناتو رد فعل بشان الهجوم وقد إطلع عليه منذ البداية.
صورة من: NATO
اردوغان توعد بمد العمليات الى أدلب
واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته بتوسيع عملية الجيش التركي على مدينة عفرين لتصل الى مدينة أدلب، مستخدما مصطلحا محببا لدى الجنود الأتراك: "صغيري محمد يزحف إلى عفرين. بمشيئة الله سيزحف إلى إدلب".
صورة من: picture-alliance/AP/M. Cetinmuhurdar
صواريخ من سوريا على مدن تركية
عمال الاغاثة يخلون مصابين اتراك جرحوا بصاروخين أطلقا من سوريا وسقطا على مدينة كيليس قرب الحدود السورية، ونجم عن الهجوم 13 اصابة في صفوف المدنيين. الهجمات مستمرة منذ أطلقت تركيا عملية "غصن الزيتون".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Can Erok/DHA-Depo Photos
تظاهرات كردية حاشدة في المدن الألمانية
شارك نحو عشرين ألف كردي في مدينة كولونيا بألمانيا وفي مدن ألمانية أخرى في تظاهرات منددة بالهجوم التركي على عفرين . أضطرت الشرطة لتفريق المظاهرة بعد أن رفع بعض المتظاهرين رايات حزب العمال الكردستاني المحظور في ألمانيا، وصورا للزعيم الكردي السجين عبد الله اوجلان. وتضم ألمانيا أكبر جالية كردية وأكبر جالية تركية في العالم وتخشى السلطات أن ينعكس الهجوم على عفرين على الجاليتين.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt