طرابلس تصدر مذكرة توقيف بحق حفتر وستوقف التعاون مع باريس
١٨ أبريل ٢٠١٩
حذر مبعوث الأمم المتحدة من "اشتعال" الوضع في ليبيا، موضحا أن الانقسامات الدولية شجعت حفتر على حملته للسيطرة على طرابلس. ومن جانب آخر اتهمت حكومة طرابلس فرنسا بدعم حفتر وأصدرت مذكرة توقيف بحقه هو وستة من ضباطه الكبار.
إعلان
أصدر المدعي العام العسكري في حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دولياً، مذكرة توقيف اليوم الخميس (18 أبريل/ نيسان 2019) ضد المشير خليفة حفتر، وفقا لنص المذكرة التي نشرها المكتب الإعلامي التابع للحكومة. ويأمر المدعي العام العسكري بالقبض على حفتر وستة من ضباطه بتهمة شن غارات جوية على منشآت وأحياء مدنية.
وبالإضافة إلى اسم حفتر الذي جاء على رأس قائمة المطلوبين، ورد أيضاً في أمر القبض الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) على نسخة منه أسماء كل من، آمر غرفة عمليات الكرامة، عبد السلام الحاسي، وآمر غرفة العمليات الجوية، محمد المنفور، ورئيس أركان القوات الجوية، صقر الجروشي، وثلاثة ضباط آخرين.
وبحسب مكتب المدعي العام، جاء أمر القبض على خلفية قضيتي قصف مطار معيتيقة في طرابلس، وقصف منطقة سكنية في بلدية أبو سليم بطرابلس ما أدى إلى سقوط مدنيين.
ووجه مكتب المدعي العام العسكري أوامر القبض إلى كل من: "إدارة الشرطة والسجون العسكرية" و"إدارة الاستخبارات العسكرية" و"جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب" و"جهاز الأمن الداخلي" و"جهاز المباحث الجنائية" و"الإدارة العامة للأمن المركزي" و"قوة العمليات الخاصة".
ويأتي هذا القرار ردا على مذكرة توقيف أصدرها "الجيش الوطني الليبي" التابع لحفتر في 11 أبريل/ نيسان ضد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ومسؤولين حكوميين آخرين في حكومته.
خليفة حفتر على مائدة الصحافة الغربية: اتهامات لداعيميه ومخاوف من تقدمه نحو طرابلس..#مسائية_DW
01:55
طرابلس ستوقف التعاون مع باريس
وعلى صعيد آخر اتهمت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المعترف بها دوليا فرنسا اليوم الخميس بدعم خليفة حفتر وقالت إنها ستوقف التعاون مع باريس. وذكرت الوزارة التي مقرها طرابلس في بيان أنه سيتم وقف "أي تعامل مع الجانب الفرنسي في الاتفاقيات الأمنية الثنائية".
ومن جانبه حذر مبعوث الامم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة الخميس من "اشتعال" الوضع بعد شن المشير خليفة حفتر حملة للسيطرة على طرابلس "شجعته" عليها الانقسامات الدولية، وفق تعبيره. واعتبر سلامة في مقابلة مع فرانس برس بطرابلس أن الحملة التي شنها "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر على العاصمة، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، أوصلت الوضع إلى حالة من "الجمود العسكري" على الأرض.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن بدعوة من رئاسته الألمانية، اجتماعا جديدا مغلقا الخميس عند الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينتش، وذلك بعد فشل مشروع قرار عرضته لندن لوقف اطلاق النار في الحصول على التوافق اللازم، بحسب دبلوماسيين.
وقتل 205 أشخاص على الأقل وأصيب 913 آخرون منذ الرابع من نيسان/ أبريل، بحسب حصيلة لمنظمة الصحة العالمية. وقالت المنظمة إن فرقها الطبية والجراحين الذين نشرتهم يواصلون التدخل في مستشفيات ميدانية أقيمت على خطوط الجبهة.
ص.ش/ع.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س