تحذيرات من إشعال قضية سكريبال فتيل "حرب باردة" جديدة
٢٧ مارس ٢٠١٨
انضم الناتو إلى الدول الغربية في عملية طرد دبلوماسيين روس، وذلك ردا على تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال. في المقابل وصفت صحف روسية عمليات الطرد الجماعي للدبلوماسيين بـ "حقبة جديدة من الحرب الباردة".
إعلان
مسائيةDW : طرد عشرات الدبلوماسيين الروس.. كيف سترد موسكو؟
24:56
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ اليوم الثلاثاء (27 مارس/ آذار 2018) "لقد سحبت اليوم اعتماد سبعة من أعضاء البعثة الروسية لدى حلف شمال الأطلسي. وسأرفض أيضا طلب اعتماد ثلاثة آخرين". وأعلن أيضا أن الحد الأقصى لحجم البعثة الروسية إلى حلف الأطلسي سيخفض أيضا بنسبة الثلث من 30 إلى 20 وأضاف أن "هذا الأمر سيوجه رسالة واضحة إلى روسيا بأن هناك عواقب لسلوكهم غير المقبول والخطير".
وهذه الخطوات تزيد من حدة الضغوط على موسكو بعدما قررت نحو 23 دولة طرد دبلوماسيين في قرار متزامن على خلفية تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري في 4 آذار/ مارس بغاز أعصاب تقول بريطانيا إن روسيا طورته فيما تنفي موسكو أي ضلوع لها في هذه المسألة.
والأمين العام للأطلسي، الذي سبق أن أعلن هذا الشهر أنه لا يريد حربا باردة جديدة مع موسكو، قال إن الحلف يخطط لمواصلة "مقاربته المزدوجة القائمة على الدفاع القوي والانفتاح على الحوار" مع روسيا.
في حين رأت صحف روسية صادرة اليوم الثلاثاء وعلى عكس ما أعلنه ستولتنبرغ، أن طرد أكثر من عشرين دولة بشكل منسق لدبلوماسيين روس ردا على قضية تسميم عميل روسي سابق مزدوج في بريطانيا، يغرق العلاقات بين موسكو والغرب في "حقبة جديدة من الحرب الباردة".
وكتب المحلل فيودور لوكيانوف في صحيفة فيدوموستي أن "العلاقة بين روسيا والغرب تدخل مرحلة حرب باردة بشكل تام"، معتبرا أن عمليات الطرد "سيكون لها أثر مدمر على العلاقات الروسية الأمريكية". وأضاف أنها "ليست نهاية التصعيد، من الواضح أن الأمر سيتفاقم ونتوقع تدابير أقسى مما اتخذ سابقا، وعقوبات اقتصادية ضد روسيا".
سياسة لتدمير الذات
بيد أن إذاعة "صدى موسكو" المستقلة انتقدت سياسة روسيا التي "تركز كل طاقتها على تدمير الذات منذ عام 2014"، وذلك في إشارة إلى تاريخ ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا والذي أعقبه فرض عقوبات غربية على روسيا. وقالت الإذاعة إنه "كلما ساءت العلاقات بين روسيا والغرب، تحسن وضع الرئيس (فلاديمير بوتين) فإذا كنتم في قلعة محاصرة عليكم على الدوام أن تقوموا بأعمال استفزاز للتسبب بشن هجمات عليكم وإلا فستخسرون شرعيتكم".
وكان الكرملين قد أكد أن "روسيا لم تكن لها علاقة ولا صلة لها بهذه القضية". وفي محاولة منه للتهدئة مع الغرب قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي "آمل أن يعلو، آجلا أو عاجلا، صوت العقل الذي تحلى به بعض المسؤولين في الولايات المتحدة بشأن العلاقات مع روسيا".
ع.ج/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.