رونالدو ليس أول ضحايا قرارات الحكم الألماني بريش
٢٠ سبتمبر ٢٠١٨يا لها من بداية مريرة للنجم البرتغالي كرستيانو رونالدو وللسيدة العجوز التي دفعت أكثر من مائة مليون يورو مقابل انتقاله استعداداً للنيل لقب دوري الأبطال المنشود منذ 1997. بعد 29 دقيقة من بدء مباراة النادي الإيطالي مع فالنسيا الإسباني خرج النجم رونالدو باكياً بقرار من الحكم الألماني فيلكس بريش، الذي بات هدفاً لسهام نقد الصحافة الإيطالية.
وأظهرت لقطات تلفزيونية رونالدو وهو يعتدي على ما يبدو بدون كرة على منافس في منطقة جزاء بلنسية، وبدا مذهولاً عندما أشهر الحكم الألماني البطاقة الحمراء في وجهه. هذا الطرد قد يعني أن رونالدو سيغيب عن مباراة يوفنتوس مع ناديه الأسبق مانشستر يونايتد الشهر المقبل.
ولا تُطبق تقنية الفيديو المساعد في بطولة دوري أبطال أوروبا بعد، وفي هذا السياق قال المدرب ماسيميليانو اليجري وصيف البطل مرتين في آخر أربع نسخ للبطولة: "لا يمكنني القول سوى أن تقنية الفيديو يمكن أن تساعد في مثل هذه الحالات. ولو كانت موجودة لعرف الحكم أن الطرد لم يكن مستحقاً". زميل رونالدو في الفريق ليوناردو بونوتشي اعتبر قرار الحكم خاطئاً: "لا أعرف حقاً ما الذي رآه الحكم"، موضحاً أن الأمر كان احتكاكاً عادياً وأن رونالدو أراد أن يتخلص من رقابة جيسون موريلو.
وإذا كانت هذه هي المباراة الأولى لرونالدو في دوري الأبطال بقميص السيدة العجوز، فإنها كذلك أول مباراة دولية للحكم الألماني فيلكس بريش (43 عاماً) منذ مونديال روسيا في صيف 2018، الذي لم يحكم فيه سوى مباراة واحد أثارت قراراته فيها الكثير من الجدل وقتها. إذ لم يحتسب ضربة جزاء واضحة لصالح المنتخب الصربي في مباراته مع سويسرا وعدم اعتماده على تقنية الفيديو التي تطبق للمرة الأولى في كأس العالم.
وكان هذا القرار المثير للجدل سبباً في قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بإبعاده من تحكيم أي مباراة أخرى في المونديال. وكان الاتحاد الصربي لكرة القدم قد تقدم وقتها بشكوى ضد بريش قائلاً: "من غير الواضح بالنسبة لنا كيف أن حكماً ألمانياً يتم اختياره لإدارة مباراة سويسرا وصربيا مع العلم أن أحد الأقاليم السويسرية ناطقة بالألمانية".
لكن سجل الحكم الألماني في القرارات المثيرة لا يخلو من قرارات أخرى مثيرة للجدل، ففي موسم 2013-2014 من الدوري الألماني "بوندسليغا"، احتسب بريش "هدفاً وهمياً" لمهاجم باير ليفركوزن، الدولي شتيفان كيسلينغ، والذي منح الفوز للفريق على حساب هوفنهايم، وكان الهدف من أغرب الأهداف في كرة القدم، فقد مرر كيسلينغ كرة رأسية دخلت مرمى هوفنهايم من ثقب خارجي في شبكة المرمى، وهو ما أكدته التسجيلات التلفزيونية لاحقاً. وقدم هوفنهايم احتجاجاً رسمياً بعدما احتسب الحكم بريش "الهدف الشبح"، كما سمته وسائل الإعلام الألمانية آنذاك.
ورغم أن كيسلينغ نفسه اعتذر عن الهدف آنذاك قائلاً: "أتفهم تماماً ردود الفعل التي صدرت عن الكثيرين منكم. أنا أشعر بأسف شديد"، إلا أن محكمة التحكيم في الاتحاد الألماني لكرة القدم قررت احتساب الهدف المثير للجدل. ورفضت المحكمة الموافقة على الالتماس الذي تقدم به فريق هوفنهايم لإعادة المباراة، معللة حكمها بأن حكم المباراة فيلكس بريش لم يقم بأي عمل مخالف لقوانين الاتحاد الألماني أو الدولي لكرة القدم "فيفا". وأظهرت الإعادة التلفزيونية كيسلينغ يضع يديه على رأس حزناً على إهدار الفرصة، وبدا عليه الارتباك عندما احتسب الحكم فيلكس بريش الكرة هدفاً.
وعن طرد رونالدو ، الذي سجل 121 هدفاً في دوري الأبطال في طريقه للفوز باللقب خمس مرات إجمالاً، كتب موقع "كازيتا ديلو سبورت" الرياضي "بطاقة حمراء لرونالدو، ويخرج باكياً"، فيما قالت صحيفة "لاستامبا" في تورين "بطاقة حمراء مجنونة. كرستيانو رونالدو يُطرد من الملعب باكياً". أما صحيفة "توتوسبورت" الرياضية الإيطالية فقد وصفت قرار الحكم بـ"الفضيحة".
أما في إسبانيا فقد كتبت "آس": "رونالدو يخرج باكياً بسبب عجزه"، فيما عنونت "ماركا": "دراما CR7".
ع.غ/ ع.خ