طريقة جديدة لعلاج تمزق الركبة قد تغني عن اللجوء للجراحة
٣٠ أكتوبر ٢٠١٦
من يعاني من آلام غضاريف الركبة يضطر في الغالب لإجراء عملية جراحية. علماء من سويسرا اكتشفوا طريقة مبتكرة للعلاج عبر خلايا الأنف. الطريقة أثبتت نجاحها على مجموعة صغيرة من المرضى.
إعلان
تتعرض غضاريف الركبة في بعض الأحيان إلى إصابات أو تمزق أو تآكل، مما يتسبب في حدوث آلام شديدة. ولا يمكن للغضاريف أن تلتأم بسهولة، لذلك يلجأ الشخص المصاب في الغالب إلى إجراء عملية جراحية. وحتى الإصابات الخفيفة في غضاريف الركبة يمكن أن تتطور بمرور الوقت إلى آلام مزعجة . ولا تزال الطرق التي تستخدم في علاج الخلايا الغضروفية للركبة لم تصل إلى نتائج جيدة حتى الآن، كما ذكر موقع "لابور فيلت" الألماني.
بيد أن موقع "فيلت" الألماني ذكر أن أطباء من سويسرا توصلوا إلى حل قد يقضي على مشاكل وآلام غضاريف الركبة. وأجرى أطباء من المستشفى الجامعي في مدينة بازل السويسرية علاجا على عشرة مرضى يعانون من تمزقات في غضاريف الركبة تبلغ أحجامها بين 2 إلى 6 سنتيمترات وكانت أعمارهم تتراوح بين 18 و 55 عاما. وقطع الأطباء جزءا صغيرا من غضاريف حاجز الأنف بطول 6 مليمترات بعد إجراء عملية تخدير موضعية. ووضع الأطباء خلايا الأنف في المختبر لمدة 14 يوما وأتموا عملية زرع خلايا جديدة منها ووضعوها في غشاء حافظ وتركوها لمدة 14 يوما أخرى لتتكاثر. بعد ذلك قطعوا أجزاء منها لعلاج التمزقات في غضاريف الركبة للمريض.
وعند فحص المرضى بعد عامين من خضوعهم لهذا النوع من العلاج، اكتشف الأطباء أن غضاريف الركبة الممزقة أو المصابة التأمت تماما. وذكر تسعة من المرضى أن حالتهم الصحية تحسنت بكثير بعد إجراء العملية وأن الآلام التي كانوا يعانون منها قلت، حسبما نقل موقع "فيلت" الألماني. وتم استبعاد أحد المرضى من المتابعة والاستفسار بعد إجراء العملية، كون أن رقبته كانت ممزقة بصورة كبيرة بسبب ممارسته للرياضة.
ونوه الأطباء في نهاية تقريرهم العلمي الذي نُشر في الدورية العلمية "ذه لانسيت"، إلى أن المجموعة التي أجريت عليها التجارب كانت مكونة من عشرة أشخاص فقط وهي مجموعة صغيرة نسبيا من ناحية التجارب العلمية. لذلك لا يمكن الاعتماد كليا على هذه النتائج. ويرغب الأطباء من المستشفى الجامعي في بازل أن يوسعوا نطاق التجارب ليشمل 25 شخصا في المستقبل للتوصل إلى نتائج أكثر دقة.
ز.أ.ب /هـ.د (DW)
الطب المتجدد: عندما يعالج الجسم أمراضه ذاتياً
يتكون الجسم من أكثر من مائتي نوع من الخلاياـ تكون في البداية متشابهة وتعرف بالخلايا الجذعية. لكن سرعان ما تصبح لها وظائف محددة، تتحول بعدها إلى مصدر للخلايا الجذعية المهمة في الطب المتجدد، إذ تمنح الأمل لكثير من المرضى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخلايا الجذعية أصل الطب المتجدد
للخلايا الجذعية دور مهم في تطوير الطب المتجدد، فهي أصل جميع خلايا في الجسم، وبانقسامها تنشأ من الخلايا الجذعية خلايا فرعية لها وظائف محددة، لتتحول ثانية إلى خلايا جذعية. والمميز هو أن هذه العملية تستمر طيلة حياة الإنسان، وبذلك تتجدد أعضاء الجسم.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتقادات حادة
في عام 1998 نجح باحثون أمريكيون في الحصول على خلايا جذعية جنينية بشرية عبر قتل الأجنة، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة. فتوقيت بدء حياة الجنين الذي يتشكل بعد اتحاد البويضة بالنطفة لا يمكن تحديده، وفي عام 1991 تمّ تطبيق قانون حماية الأجنة في ألمانيا، الذي يمنع الحصول على خلايا جذعية من الأجنة، فضلاً عن أن استيراد هذه الخلايا الجنينية إلى ألمانيا لا يمكن أن يتم إلا وفق شروط صارمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
خلايا جذعية مقبولة أخلاقياً
على عكس الخلايا المشتقة من الأجنة، فإن الحصول على ما يعرف بالخلايا الجذعية المستحثة أمر مقبول من الناحية الأخلاقية. فهي خلايا يتم الحصول عليها من خلايا جسدية بالغة، ويمكن تحويلها إلى خلايا جذعية بواسطة أربع خلايا يتم زرعها في المختبر. وتستخدم لعلاج الخلايا أو كأساس لاختبار الأدوية. وكثيراً ما تستخدم في بحوث خاصة بتطور مرض الشلل الرعاش مثلاً.
صورة من: AFP/Getty Images
تجديد أعضاء الجسم
لا يمكن لجميع أعضاء الجسم أن تتجدد، كالعيون والدماغ والقلب. ومع التقدم في العمر، تصبح قدرة الأعضاء على التجدد محدودة، إذ تموت الخلايا وتنخفض قدرة الأعضاء على القيام بوظائفها. أحد أهداف الطب المتجدد هو إعادة تفعيل قوى الشفاء الذاتي للجسم ثانية.
صورة من: Adimas/Fotolia.com
أنسجة بديلة
عبر هندسة الأنسجة يمكن تطوير أنسجة تشبه الأصلية. ويمكن استخدام هذه الأنسجة في علاج الحروق وفي إنتاج الأوردة الدموية والأعضاء. هذه الطريقة تعزز عملية الشفاء الذاتي وهي بمثابة تقدم مهم في عالم الطب يفتح الباب أمام إمكانيات عديدة. وعبر هندسة الأنسجة يسعى الباحثون لاستبدال أعضاء كاملة مثل الكبد أوالكلى.
صورة من: Colourbox
العلاج بالخلايا
الهدف من العلاج بالخلايا هو تحفيز عمليات التجديد، فضلاً عن استبدال الخلايا المشوهة أو المصابة. ويستخدم العلاج الخلوي كثيراً في حالات زراعة الخلايا الجذعية في الدم، وذلك عن طريق استبدال نخاع العظام المريض بخلايا سليمة، مثل علاج الحالات المتقدمة من سرطان الدم. فالعلاج الكيميائي والإشعاعي يؤثر سلباً على عملية إنتاج خلايا الدم والجهاز المناعي للمريض.
صورة من: C. Lee-Thedieck/KIT
العلاج بالجينات
ما يزال العلاج الجيني موضع جدل كبير في عالم الأبحاث. وفيه يتم حقن مادة وراثية جديدة في الخلايا الجذعية، وبهذا يتم استبدال المورثة الجينية المصابة بمورثات سليمة. وتستخدم هذه الطريقة لعلاج الأمراض الوراثية بشكل أساسي وبعض أمراض السرطان. أما مشكلة هذا العلاج فهو استخدام بعض الفيروسات المعدلة وراثياً لنقل هذه المورثات، وهنا من الممكن للفيروسات أن تستعيد نشاطها وبالتالي إصابة المرضى بأمراض أخرى.