1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طريقة جديدة للتعرف على ضحايا الكوارث والحروب

تُخلف الكوارث والحروب وراءها عدداً كبيراً من الضحايا المجهولين، وكثيراً ما يصعب التعرف عليهم والكشف عن هويتهم. معهد علمي في مدينة بون توصل إلى طريقة جديدة تكشف عن هوية الضحايا في وقت أقصر باستخدام الحاسوب الآلي.

التعرف على ملامح الوجه باستخدام الحاسوبصورة من: Bernd Vogel/caesar

هناك ما يكفي من الحالات التي أثبتت فيها الطرق التقليدية مثل بصمات الأصابع أو الحديثة جداً كتحليل الحمض النووي (دي إن إي) فشلها في التعرف على هوية جثث الضحايا البالية كتلك المكتشفة في المقابر الجماعية أو غيرها من ضحايا الكوارث الطبيعية. وغالباً ما يتم فحص الجمجمة في مثل هذه الحالات والاستعانة بها بهدف محاولة إعادة بناء أو تشكيل الأجزاء اللينة أو الطرية للوجه للتعرف على ملامحه. ومن أجل صنع شكل ثلاثي الأبعاد لشكل الوجه، كان الاختصاصيون يحتاجون إلى أسابيع عدة في بعض الأحيان.

جثة تم العثور عليها في مستنقعصورة من: dpa

قام مركز أبحاث التصوير المجسم في مدينة بون "Caesar" مؤخراً بتطوير طريقة جديدة تستعين بالتصوير الطبقي باستخدام الحاسوب ويتم فيها عمل صور عديدة لطبقات الجمجمة. وبمساعدة الصورة المجسمة الناتجة عن هذه العملية يتم تشكيل الأجزاء اللينة أو الطرية على هيكل عظمي باستخدام برامج الحاسوب. أما النتيجة فهي عبارة عن شكل للوجه تمت إعادة بناءه بشكل مفصل جداً يمكن من خلاله التعرف على شكل الضحية.

نماذج ثلاثية الأبعاد

والطريقة الجديدة تقوم على تصميم مجموعة كبيرة من أشكال مختلفة من الوجوه ثلاثية الأبعاد يتم استخدامها كنماذج، ثم تقوم برامج الحاسب الآلي التي قام المصممون بتطويرها بمضاهاة الجمجمة قيد البحث بأحد هذه النماذج. وفي حال تم التعرف على جمجمة ما، يُعمل لها صورة طبقية باستخدام الحاسوب ثم يتم مقارنتها بنماذج الوجوه المخزنة والبحث عن شكل الوجه المناسب لها، هذا ما يقوله السيد بيتر هيرنغ، رئيس مركز "Caesar".

وفي حال لم يتطابق النموذج المختار بشكل كامل، تتم معالجته بطريقة تعرف بالتشكيل (Morphing) يتم من خلالها صقل وتحسين النموذج المختار حتى يتناسب مع شكل الجمجمة. وبفضل الطريقة الجديدة يمكن الكشف عن جنس الضحية وعمره وإلى أي عرق ينتمي.

مزايا الطريقة الجديدة

أهم ما يميز طريقة القياس باستخدام التصوير المجسم لملامح الوجه عن الطريقة التجميلية التقليدية هو سرعتها، هذا ما يقوله السيد تورستون بوتسوغ من "RheinAhr-Campus Remagen" أحد شركاء مركز "Caesar". ففي حين تحتاج الطريقة التقليدية من ثلاثة أيام إلى أسبوعين وذلك تبعاً لحجم الدقة المطلوبة، تقوم الطريقة الحديثة وبفضل برامج الحاسوب الآخذة في التطور المستمر بإعطاء شكل مفيد وصالح للاستعمال في وقت لا يزيد عن ساعة أو ساعتين.

صعوبة التعرف على هوية ضحايا تسونامي المدمرصورة من: AP

ولا يوجد فرق في دقة العمل بين الطريقة التجميلية التقليدية أو الحديثة باستخدام الحاسوب، ولكن الأخيرة تتميز بإمكانية التصحيح فيها بشكل متكرر ودون أي مشاكل. الطريقة الجديدة يمكن استخدامها للتعرف على ضحايا الكوارث الطبيعية مثل كارثة تسونامي المدمر في جنوب آسيا أو ضحايا المقابر الجماعية التي يتم اكتشافها في مناطق النزاع والحروب الأهلية، حيث من الصعب استخدام الطريقة التجميلية لنقص الوسائل التقنية. وتتميز الطريقة الجديدة ايضاً في سهولتها وسرعتها في الكشف والتعرف على شكل الضحايا.

استخدامات أخرى

كما يمكن استخدام الطريقة الجديدة في مجالات حياتية. إذ يقول هيرنغ: "لدينا على سبيل المثال حالة طبية الآن ستُفيدنا فيها طريقتنا الجديدة. فبعد أن فقدت إحدى الفتيات وعيها سقطت وارتطم وجها بموقد الطبخ الكهربائي، مما أدى إلى احتراق النصف الأيسر من وجهها بشكل تام. وهنا وفي مثل هذه الحالة، يمكننا استخدام الطريقة الجديدة وذلك بالتقاط العديد من الصور لوجه المصابة وإعادة بناء شكل وجها الأصلي، وبالتالي يمكن معالجة الوجه وإعادته إلى حالته الأولى". كما يمكن للطريقة الحديثة باستخدام الحاسوب التكهن بشكل وجه شخص ما قبل إجراء عملية تجميلية له.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW