طريقة كنايب للعلاج الطبيعي في مواجهة الأمراض
قبل أكثر 150 سنة حل سيباستيان كنايب ضيفا على قرية منسية تحمل اسم "فوريسهوفن/ Woerishofen" في أقصى جنوب ألمانيا. وفي هذه القرية طور الألماني طريقة للعلاج مستخدما المياه بشكل أساسي وهي تحمل اسمه إلى يومنا. وتعتبر هذه الطريقة من أنجح طرق العلاج الطبيعي في الوقت الراهن.
وصفة المياه الباردة
أينما تنقل المرء في حمام "فوريسهوفن" يصحبه خرير المياه، فكل زاوية في الحمام توجد فيها نافورة تعمل على مدار الساعة. هنا اكتشف سيباستيان كنايب أسرار قوة المياه في معالجة المرضى. يقول مدير مركز كنايب للعلاج الطبيعي يوأخيم بومهامل إن هدف المركز الذي تأسس عام 1891 هو "تقوية نظام المناعة عند المرضى" وإن هذا يتم "باستخدام المياه الباردة." ولكن طريقة كنايب العلاجية لا تقتصر على استخدام المياه الباردة التي يعقبها تعريض جسد المريض لمياه حامية، بل أن فلسفته تستند إلى عدة أعمدة. فمن يريد المعالجة والعيش على غرار كنايب عليه الانتباه إلى التغذية والحركة واستخدام الأعشاب وكذلك إلى التربية الروحية. وفي هذا الخصوص تقول المرشدة السياحية كارين بيندلين إن كنايب حاول القول للناس :"العقل السليم في الجسم السليم."
من هو كنايب؟
ولد سيباستيان كنايب عام 1821 م في ولاية بافاريا الألمانية. وبما أن والده عمل كفلاح في الولاية الألمانية الجنوبية، فإنه توجب عليه منذ الطفولة مساعدة عائلته في الفلاحة. وفي مرحلة الشباب أصيب بمرض السل، لكنه استطاع علاج نفسه بنفسه، وذلك عن طريق المياه الباردة بشكل أساسي. وعندما وصل إلى قرية "فوريسهوفن" كقسيس، كتب عدة كتب أراد من خلالها تعريف الناس على طريقته العلاجية. وخلال حياته التي استمرت حتى عام 1897 تدفق المرضي والمهتمون عليه من جميع أرجاء ألمانيا والدول المجاورة، حتى أن كتابه "العلاج بقوة المياه" ترجم إلى أكثر من 15 لغة.
متحف كنايب
وفي متحف كنايب الذي تشرف عليه القسيسة بيرنانده يمكن الإطلاع على النسخ الأصلية من تراثه العلاجي. كما أن الصور المعلقة على جدران المتحف تُظهر مجموعات سياحية قدمت من عدة دول أوروبية وآسيوية للتعرف على طرقه في العلاج من الأمراض. ولغاية يومنا هذا يزور مركز كنايب ضيوف من جميع أنحاء العالم للاستفادة من النظريات العلاجية التي طورها. ويتوقع المشرفون على المركز العلاجي أن تصبح وصفاته مشهورة كما كان عله الحال قبل 150 سنة. ومما يعنيه ذلك ازدهار سياحة العلاج الطبيعي من جديد في مسقط رأس الطبيب وفي القرية التي طور فيها وصفاته حسب هورست هولتشيك أحد المسؤولين في مركز كنايب. وأضاف إنه يأمل في عودة أيام كتلك التي حضرت فيها إلى المركز لأميرة الإيرانية سريا أو المستشار النمساوي برونو كرايسكي. وأعرب هولتشيك عن رغبته في الترويج لطرق كنايب العلاجية على المستوى الدولي، في خطوة لتعريف العالم بالوصفات الطبية التي طورها وفوائدها للصحة وفي معالجة الأمراض الخطيرة والمستعصية.
دويتشه فيله