طريق الأورانيين ... من شفيرين الألمانية حتى القصر الملكي في أمستردام
١٨ يوليو ٢٠٠٧يعتبر الأورانيون من أعرق وأشهر الأسر الملكية في القارة الأوروبية، إذ يسجل التاريخ أن هؤلاء الأمراء كانوا أصحاب قوة ونفوذ ومجد وتاريخ. ومع أن أصول الأورانيين تعود إلى فرنسا، إلا أن كثيرين يجهلون أن جذورهم موجودة في ألمانيا وبالذات الفرع الذي تنحدر منه الأسرة الملكية الهولندية الحاكمة حاليا، حيث ولد المؤسس والأب الأول للأورانيين، فيلهيلم دير شفايجر أو فيلهيم فون أورانين عام 1533 في منطقة ناساو ديلينبورغ في ولاية هيسن الألمانية. ومن ألمانيا، قاد دير شفايجر ثورة الهولنديين ضد الملك الأسباني عام 1568م. لذلك يطلق على العائلة الملكية الهولندية اسم أسرة أورانيي ناساو أو بلاط أورانيي ناساو، وذلك نسبة إلى المنطقة الألمانية التي شهدت ميلاد مؤسس الأسرة الأول وقائد ثورة الهولنديين ضد الأسبان.
من شفيرين إلى أمستردام : رحلة عبر تاريخ الأورانيين
ومازالت الآثار التي تركها الأورانيون خلفهم شاهدة على تاريخهم العريق وعلى عمق العلاقات مع الألمان، لاسيما ما يعرف اليوم بطريق الأورانيين الشهيرة التي يلتف حولها العديد من المناطق الألمانية والهولندية في شكل شبه دائري متعرج. وتمتد هذا الطريق، طريق الأورانيين من أمستردام في هولندا حتى مدينة شفيرين، عاصمة ولاية ميكلينبورغ فوربوميرن مرورا بكثير من المناطق في البلدين. ويبلغ طول هذه الطريق التاريخية أكثر من 2400 كيلومتر وتمر عبر 27 مدينة في كل من ألمانيا وهولندا. وتبدأ الرحلة عبر هذه الطريق من أمستردام مرورا بشمال ووسط ألمانيا وتلتف لتنتهي في الأراضي الهولندية مرة أخرى مقتفية المدن والمناطق التي ارتبطت بالأورانيين وتاريخهم. حيث تبدأ الطريق في ولاية شمال الراين ـ وستفاليا، راينلاند ـ بفالس، هيسن ثم تتجه إلى الشمال الشرقي عبر ساكسونيا السفلى، ساكسونيا ـ انهالت، براندينبورغ وبرلين. ومن هنا تتجه نحو الشمال الغربي عبر ميكلنبورغ ـ فوربومرن، متجهة نحو الغرب عبر شليزفيع ـ هولشتاين ثم بريمن. ومن هنا تتجه مرة أخرى إلى ولاية شمال الراين ـ وستفاليا مرورا بسواحل بحر الشمال، لتعود في نهاية المطاف الى أمستردام حيث تكتمل الحلقة.
تناغم بين جمال الطبيعة وعبق الماضي
بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة التي تمر عبرها هذا الطريق التارخية ـ السياحية، تمثل القصور والقلاع والحدائق والمعالم التاريخية والمدن القديمة أهم المعالم التي تزين الطريق في تناغم بديع بين جمال الطبيعة وعبق الماضي الحضاري. أماكن كثيرة تذكر بالأمراء الأورانيين ونفوذهم السياسي والعسكري وإرثهم الثقافي في القرون المنصرمة. وتضم المتاحف المنتشرة في هذه المدن على طول الطريق أثارا تشير إلى تاريخ هذه السلالة الملكية.