يشعر واحد من كل خمسة أطفال في ألمانيا بضغط نفسي أعلى من المتوسط، خاصة بعد أن ازدادت أعراض القلق منذ جائحة فيروس كورونا. هذا الأمر كان محور اليوم العالمي للصحة النفسية. فماذا يمكن للآباء فعله؟
تشير المخاوف المختلفة إلى تحولات في نمو الطفل، كما أنها تشجع على التكيف وتساعد على التأقلم مع الأشياء الجديدةصورة من: Oksana Shufrych/Zoonar/picture alliance
إعلان
يُصنّف 12 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً في ألمانيا أنفسهم على أنهم يعانون من مشاكل في الصحة النفسية، بينما يرى 9% آخرون أنفسهم على حافة هذا الشعور. كانت هذه نتيجة استطلاع شامل للطلاب أُجري عام 2024.
ونادراً ما توجد دراسات موثوقة طويلة الأمد حول الصحة النفسية للأطفال في ألمانيا، ويُقدّر جوليان شميتز، معالج الأطفال والمراهقين، أن حوالي واحد من كل عشرة أطفال يعاني من اضطرابات القلق.
كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك واحدا منهم؟
يقول جوليان شميتز في الفيلم الوثائقي العلمي "هل يحتاج طفلي إلى علاج؟" الذي بثته قناة ARD الألمانية: "من الطبيعي تماماً أن يشعر الأطفال بالقلق والخوف. في نمو الأطفال، هناك مراحل متكررة يطور فيها الكثيرون مخاوف نموذجية"، كما يوضح شميتز.
مثلاً، يتفاعل الرضع حديثي الولادة بخوف مع الأصوات العالية المفاجئة، وبعدها يتطور لديهم قلق الانفصال، حيث يستطيعون التمييز بين الأشخاص المألوفين وغير المألوفين ويتفاعلون بخوف تجاههم.
أما في مرحلة ما قبل المدرسة، فيخاف الأطفال من الظلام أو الوحوش، وهو تعبير عن خيالهم المتنامي. وفي سن المدرسة، يمكنهم التمييز بشكل أفضل بين الواقع والخيال. تهيمن المخاوف الحقيقية، مثل مخاوف الكوارث الطبيعية أو أزمة المناخ أو الحروب. يضاف إلى ذلك مخاوفهم من الحصول على درجات سيئة ومن التنمر.
متى نقلق على الأطفال؟
تشير المخاوف المختلفة إلى تحولات في نمو الطفل، كما أنها تشجع على التكيف وتساعد على التأقلم مع الأشياء الجديدة. وحسب تقرير حول الموضوع نشرته صحيفة تاغس شاو الألمانية، فإنه ليس من السهل تحديد متى تتجاوز مخاوف الطفل المعدل الطبيعي، كما يقول المعالج النفسي شميتز: "يجب أن تقلق إذا كان الخوف شديداً للغاية واستمر لفترة طويلة، أو إذا توقف الطفل عن ممارسة الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً بسبب هذه المخاوف".
ويشير الخبراء إلى أنه إذا انسحب الطفل لأسابيع أو حتى أشهر، فإن هذه تعد علامة تحذير. في هذه الحالة، يُنصح بالتحدث مع معالج نفسي متخصص، كما يمكن أن يشير الصداع وآلام المعدة أيضاً إلى القلق، خاصة قبل الذهاب إلى المدرسة.
إعلان
ماذا يمكن للآباء فعله؟
تختلف الآراء، حتى بين الخبراء، حول التأثير الفعلي للآباء على مخاوف أطفالهم. ينتقد عالم النفس والمؤلف روديغر ماس الإفراط في حماية الآباء لأطفالهم. يوضح ماس: "يمكن وصفهم أيضًا بـ"آباء جزازة العشب"، وأضاف: "أجزّ كل شيء حتى لا يتعثر طفلي، أحاول تنظيف كل شيء مسبقًا".
ووفقاً لماس، فإن هذا الحذر قد يُشعر الآباء أطفالهم بأن العالم مليء بالمخاطر، وهذا يُثير الخوف. يرى ماس أن اللوم لا يقع على الآباء أنفسهم، بل على المجتمع. يقارن الآباء أنفسهم بشكل متزايد بآباء آخرين، ويتعرضون لضغوط اجتماعية للإفراط في حماية أطفالهم.
لكن المسؤولية لا تقع على عاتق الوالدين فقط، كما يقول جوليان شميتز: "تُظهر الأبحاث أن مشاكل الصحة النفسية لا تنشأ أبداً لسبب واحد. فبالإضافة إلى الوالدين، تلعب تجارب التعلم والبيئة الاجتماعية والعوامل الوراثية دوراً أيضاً".
تحرير: عماد حسن
الإنترنت ووسائل التواصل ـ مخاطر الغرق في بحر التزييف والتضليل!
اختار رسامو كاريكاتير من فيتنام إلى كوستاريكا إبراز مدى تأثير منصات التواصل الاجتماعي على حياتنا، كما مرروا عبر لوحاتهم رسائل تحذيرية للجمهور، فمن منا لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام؟
صيد السمك بشباك الشركات الكبيرة
يبدو الأمر وكأن لا أحد يستطيع الإفلات من قبضة شركات التكنولوجيا الكبرى. فالهاتف الذكي وتطبيقاته المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي توفر بوابة إلى العالم، ومن المفترض أنها تفتح لنا آفاقاً جديدة. ولكن هل نحن، المدمنون عليها، السمكة التي يصطادها المليارديرات؟
صورة من:
مفيد في الحياة الواقعية
قد يواجه كبار السن أحيانًا تحديات بسبب التكنولوجيا الحديثة، لكنهم لا يفتقرون إلى الإبداع. من قال إن الهاتف الذكي مفيد فقط لإجراء المكالمات الهاتفية أو إرسال الرسائل أو تصفح الإنترنت؟ يجعله الرسام الهولندي غريغ مكشطة جليد في الشتاء!
التنمر في الماضي والحاضر
في الماضي، كان يتم ربط المجرمين على منصة وعرضهم أمام الملأ. ثم يقوم الناس برميهم بالفاكهة الفاسدة. أما مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي فلديهم طرق أسهل لتخويف ضحاياهم، كما يشير يان ريكهوف من ألمانيا في هذا الرسم الكاريكاتوري، مشيرا إلى أن التنمر عبر الإنترنت أصبح مشكلة كبرى في مجتمع اليوم.
رسائل البريد الإلكتروني الغزيرة
من منا لم يختبر هذا: تعود إلى العمل بعد إجازتك وتجد صندوق بريدك الإلكتروني مليئا بالرسائل - وكثير منها يبدو تافها. تصور الفنانة التركية مينيكسا كام سيدة يصير لها هذا الموقف بشكل كاريكاتوري.
صورة من: Menekse Cam/toonpool
ابتسم من فضلك!
حاليا، لا يكتمل أي نشاط بدون صور سيلفي، يبتسم الناس بسعادة للكاميرا في كل موقف، ويفضلون أن يكون ذلك على خلفية جميلة، كنهر جليدي في القطب الشمالي أو برج إيفل في باريس. لوحة رسام الكاريكاتير الأسترالي مارك لينش ضمن صنف الفكاهة السوداء في موقف السيلفي الغريب هذا.
صورة من: Mark Lynch/toonpool
الغرق في عالم افتراضي
الهواتف الذكية موجودة في كل مكان في حياتنا اليومية. ومن خلال التصفح المستمر، نتعرض لقصف من المعلومات الجديدة، والتي يكون الكثير منها ضارا أو كاذبا. يقارن رسام الكاريكاتير الفلبيني زاك الإنترنت بحوض أسماك القرش الذي يمكن للمرء أن يغرق فيه بسهولة.
البحث عن قشة في بحر
الرسام ميغيل موراليس شبه الإنترنت ببحر مظلم حيث يصعب العثور على معلومات موثوقة. يجب أن نحذر عند محاولة معرفة حقائق مفقودة في المياه العميقة.
عندما يتحول الكذب إلى حقيقة
بغض النظر عن مدى غرابة أو عبثية كلامك، فما عليك إلا أن تكرر قول شيء حتى تتسلل الشكوك إلى ذهن الآخرين. في مرحلة ما، تصبح الكذبة حقيقة لا يمكن دحضها. هذه الطريقة ممارسة شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمها كثيرون لتحقيق غاياتهم.
ذات الرداء الأحمر والذئب الشرير
الخصوصية على شبكات التواصل! معظم الناس لا يدركون أنه يتم تحليل زياراتهم إلى جوجل وفيسبوك وما شابه ذلك ثم استخدامها. والهدف الرئيسي لهذه الشركات الكبرى هو الربح. الأمر شبيه بقصة ذات الرداء الأحمر البريئة، التي تستمر في الوقوع في فخ الذئب الشرير، كما يصوره البرازيلي كارلوس أموريم.
عصر المؤثرين
أن تصبح مؤثرا هو حلم العديد من الشباب هذه الأيام، وعلى الرغم من أنه قد يكون أمرا جميلا عندما يتعلق الأمر بالموضة أو الجمال، إلا أنه يثير تساؤلات حول مدى سهولة التلاعب بآرائنا عبر الإنترنت. فقد ثبت أن روسيا، على سبيل المثال، تستخدم المرثرين لنشر معلومات مضللة والتأثير على الانتخابات. ويشير رسام الكاريكاتير الهولندي تجيرد روياردز إلى هذا في أعماله الفنية.
صعوبة التمييز بين الحقيقي والمزيف
لم يساعد الانتشار الكبير للذكاء الاصطناعي أي شخص على التمييز بين الحقيقي والمزيف. ومع التقدم السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي يمكنها بسهولة خلق واقع غير موجود أصلا. بالنسبة للفنان أركاديو إسكيفيل من كوستاريكا: "الارتباك أمر لا مفر منه، كما هو الأمر حين لعب هذه اللعبة القديمة".
مخاطر الإنترنت!
على الرغم من فائدة الإنترنت، إلا أنه يحمل في طياته العديد من المخاطر: الأخبار الكاذبة، والتلاعب، والانسياق وراء عالم وهمي، ويتعين على الناس أن يدركوا كيف تسيطر علينا وسائل التواصل الاجتماعي. في مختلف أنحاء العالم، يهدد الفخ بالانغلاق إلى الأبد، وهو ما يحذر منه رسام الكاريكاتير الأرجنتيني هوراسيو بيترا.