1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طلاب من ألمانيا ورحلة استكشاف لمصر الجديدة

سميح عامري٨ يونيو ٢٠١٣

بعد رحلة مثيرة إلى مصر دامت أكثر من خمسة أشهر، عاد ثلاثة من طلاب العلوم الإسلامية إلى ألمانيا. DW عربية التقت الطلاب واستمعت إلى انطباعاتهم عن الحياة اليومية في مصر وواقع الحريات هناك، وعن تجربتهم بحلوها ومرّها.

Fatima Günenc und Joceline Berger auf dem Tharir Platz in Kairo. Foto: Fatima Günenc, Bild aus dem Privatarchiv, Undatierte Aufnahme, Eingestellt 04.04.2013
صورة من: Fatima Günenc

يقضي قسم من طلاب الجامعات في ألمانيا جزءا من دراستهم خارج البلاد لمدة تتراوح غالبا بين 6 إلى 12 شهرا. ويتم هذا في إطار برامج التبادل الأكاديمي بين الجامعات الألمانية والجامعات الأخرى في العالم. وقد ازداد الإقبال في السنوات الأخيرة على هذه البرامج لما تقدمه من معارف ثقافية ولغوية وتجارب تثري رصيد الطلاب في مسيرتهم الجامعية والعملية.

تدرس كل من جوسيلين بيرغر وفاطمة غونيتش العلوم الإسلامية في جامعة هامبورغ، فيما يدرس باسكال بروغه في جامعة كيل شمال ألمانيا. الطلاب الثلاثة حطوا الرحال في مصر في إطار تبادل أكاديمي. بيد أن آراءهم حول وضع المرأة وحقوق التعبير في ظل حكم الرئيس مرسي كانت متباينة جدا.

وضع المرأة في مصر

تعمل جوسيلين بيرغر، 23 سنة، في الوقت الراهن على إعداد مشروع ممول من طرف مكتب التبادل الأكاديمي الألماني لترسيخ قيم الديمقراطية في مصر، وبالنسبة إليها فإن "المرأة المصرية هي المسيطرة، هي التي تقود المظاهرات وهي التي تأخذ دوما زمام المبادرة".

طالبتا العلوم الإسلامية من جامعة هامبورغ جوسيلين بيرغر وفاطمة غونيتش في ميدان التحريرصورة من: Fatima Günenc

 أما عن ظاهرة التحرش الجنسي فتقول الطالبة، التي نشأت في حي مليء بالمسلمين في مدينة هامبورغ، إنها لم تتعرض أبدا لأي تحرش جنسي وتضيف: "كامرأة أوروبية يجب احترام تقاليد البلدان الإسلامية، فلا أستطيع مثلا الخروج بتنورة قصيرة حتى ولو كانت دراجة الحرارة مرتفعة".

اهتمام بيرغر بالعالم الإسلامي حفزها أكثر على دراسة العلوم الإسلامية واللغة العربية حتى يتسنى لها التعرف على الدين والثقافة العربية الإسلامية عن قرب.

 وتشاطرها صديقتها فاطمة غونيتش، 30 سنة، الرأي، إذ ترى الطالبة الألمانية ذات الأصول التركية: "أن حقوق المرأة في مصر بعد الثورة ليست مهددة كما يعتقد البعض في أوروبا، إذ ليس هناك مثلا شرطة أخلاقية كما هو الشأن في المملكة العربية السعودية".

المرأة في مصرـ حسب رأيها ـ تتقلد مناصب عليا في الجامعات والمؤسسات وهي لن تسمح لأحد أن يسلبها حقوقها، بل وعلى العكس، فهي تسعى لتدعيمها. 

باسكال بروغه، 26 سنة، كان في برنامج تبادل مختلف عن برنامج جوسيلين وفاطمة، وهو لديه رأي مخالف تماما، إذ يعتقد أن هناك محاولات "لأسلمة" المجتمع المصري من قبل الحكومة والحد من حقوق المرأة المصرية، وهذا يتمثل في بعض القوانين كقانون يسمح بزواج القاصرات: "العديد من الطالبات اللواتي تعرفت عليهن في الجامعة، سواء كن محجبات أو لا، تحدثن عن مخاوفهن من فقدان المكاسب التي ناضلت أجيال طويلة من أجلها وعن انتشار ظاهرة التحرش الجنسي".

 حرية التعبير أفضل من ذي قبل لكن ..

سبق لجوسيلين أن زارت مصر من قبل في إطار رحلة أكاديمية، وغادرت البلد ثلاثة أسابيع فقط قبل اندلاع ثورة 25 يناير. تغير كل شيء في نظرها وليس بالإمكان مقارنة الوضع الحالي مع أيام مبارك.

باسكال بروغه من جامعة كيل الألمانية على ضفاف النيلصورة من: Pascal Bruegge

"آنذاك كنا نرى على الأقل 20 شرطيا في كل شارع. لقد كنا نحس أننا فعلا في نظام بوليسي، أما الآن فالكل يستطيع أن يعبر عن رأيه بحرية وأن ينتقد الحكومة". وتضيف: "لا يوجد رقابة، فالليبراليون كما هو الشأن للسلفيين، لديهم الحق في التظاهر دون شوشرة".

وفي نظر فاطمة، التي تأمل أن تصبح مدرسة للعلوم الإسلامية، فقد "تقلص حضور الشرطة كثيرا، والجميع يتمتع بحرية التعبير، فضلا عن أن الشباب والطلبة يتظاهرون من أجل تحسين الأوضاع". 

عند إجابته عن سؤال حول حرية التعبير في مصر، ضحك باسكال بروغه ساخرا وقال: "برنامج باسم يوسف مهدد بالإغلاق ليس لسبب إلا لأنه يقدم كوميديا ساخرة كالتي يقدمها شتيفان راب عندنا في ألمانيا".

ويضيف بروغه: " الوضع في مصر لا يدعو للاطمئنان إذ دوما ما قابلتني صفوف طويلة أمام محطات البنزين. كما تحدثت مع العديد من أصحاب المطاعم وهم جميعا محبطون من السياسة في مصر. هناك شيء من الفوضى، فالجنيه قد انهار نسبيا ونقاط التفتيش في كل مكان والحالة الأمنية متردية وخطيرة خاصة في سيناء".

وحسب رأيه، فإن ما لمسه على أرض الواقع في مصر ينبأ بأن الرئيس مرسي لن يصمد كثيرا في وجه شعبه، "فجميع من قابلتهم في مصر حتى من مناصري الإخوان المسلمين، قد ضاق ذرعا بسياسة الرئيس الحالية". 

تجربة رائعة رغم بعض النقائص


عند اندلاع المظاهرات في كانون الثاني/ يناير الماضي، لم تكترث جوسيلين المولعة بفن التصوير الفوتوغرافي كثيرا بالمخاطر، فذهبت إلى ميدان التحرير، صحبة رفيقتها فاطمة، لتوثيق الأحداث وللحديث مباشرة مع المتظاهرين.

باسكال في شوارع القاهرةصورة من: Pascal Bruegge

 وتقول بانبهار واضح: "لقد كان في الواقع احتفالا عائليا بكل ما في الكلمة من معنى، كان هناك مجموعة من المتظاهرين بدؤوا في غناء أهازيج ثورية وهناك من كان يلقي أشعارا. الأطفال الصغار كانوا يلعبون وهناك عائلات كانت جالسة لشرب الشاي، لقد كان ذلك شيئا استثنائيا ورائعا".

أما عن التجارب التي تعلمها في مصر، فأعرب باسكال عن عدم رضاه، خاصة حول برامج دورات اللغة العربية، إذ يقول: "لقد كانت دورات اللغة العربية في دمشق التي زرتها صيف 2010  أفضل بكثير من حيث التنظيم والمضمون، لذا فأنا لم أتعلم في الواقع شيئا كثيرا هناك. ولكن في المقابل، أعترف بأنني قضيت وقتا ممتعا، فمصر هي بدون شك بلد ساحر".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW