1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طلبة مسلمون بألمانيا لتعزيز الحكم الرشيد ببلدانهم

إسماعيل عزام٢١ سبتمبر ٢٠١٤

فسيفساء طلابي من دول إسلامية عديدة وخليط حضاري يؤمن بالعمل المشترك من أجل غد أفضل. تلك سمة أحد برامج الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي الذي نظمته الهيئة هذا الأسبوع بمدينة بون، ويحمل عنوان "السياسات العامة والحكم الرشيد".

Ala' Omari, Studentin aus Palästina
آلاء العمري، طالبة من فلسطينصورة من: DW/I. Azzam

طلبة كُثر ينصتون باهتمام إلى محاضرات الأساتذة الحاضرين، وبين الفينة الأخرى، يصعد بعضهم إلى المنصة كي يتحدث عن تجربته الخاصة. هنا صوت شبابي يعبّر عن تطلّعات ملايين الناس عبر دول المعمورة، خاصة تلك التي ما زالت تطمح للتقدم. DW عربية حاورت بعض الطلبة المنحدرين من دول إسلامية، وعبروا عن رغبتهم في تنمية شاملة تنهي الكثير من المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تحدّ من تطوّر بلدانهم.

تجارب من بلدان عربية وإسلامية مختلفة

أتى من أفغانستان كي يتخصص في الاقتصاد الدولي في مدرسة ويلي براندت للسياسات العامة بمدينة إرفورت. وذلك بعد دراسته القانون والمعاملات الإسلامية في بلده، وبعد أن اشتغل كمحام وكمنسق لبعض مشاريع الاتحاد الأوروبي. هو إدريس أريب الذي استطاع تكوين تجربة مميزة على مدار سنتين من الدراسة في ألمانيا.

أما آلاء العمري، القادمة من الضفة الغربية بالأراضي الفلسطينية، فتخصصها في جامعة دويسبورغ-إيسن الألمانية في مجال التنمية. ويعود اختيارها هذا إلى دراستها للاقتصاد في بلدها وإلى خبرة خمس سنوات مع مؤسسات دولية تعمل في مجالات التنمية البشرية بفلسطين.

إدريس أريب، طالب من أفغانستانصورة من: DW/I. Azzam

في وقت تظهر فيه تجربة مروة حمدي مختلفة بعض الشيء، فبعد مسار في العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعملها في وزارة التعاون الدولي كمقيّمة للمشاريع بين مصر وشركائها الدوليين، تخصّصت على مدار السنتين الماضيتين، في الإدارة العامة الدولية بجامعة مدينة بوتسدام.

اختلافات الدراسة في ألمانيا

"ارتحت كثيراً للدراسة هنا، فقد وجدت الدروس التي كنت أبحث عنها ولم يسنح لي التعليم في بلدي أن أتابعها، ومنها حقوق الإنسان والقانون الدولي ومحاربة الرشوة.."، يقول إدريس، مستطرداً بأنه التقى في ألمانيا بطلبة من ثقافات متعددة، استطاعوا خلق شبكة مميزة ستمكّنهم من التعاون مستقبلاً فيما بينهم.

"الدروس مُصممة هنا بطريقة إبداعية، وزيادة على الاستفادة الأكاديمية فهناك جوانب تطبيقية في غاية الأهمية، خصوصاً أن الأستاذ يحرص على بدء الدرس من نقطة الصفر حتى خط الفهم الشامل"، كما تقول مروة حمدي، معربة في السياق ذاته عن إعجابها الكبير بالبلد الألماني، خاصة فيما يتعلق بطريقة تجاوزه للأزمات وبنائه لنظامه السياسي والاقتصادي بشكل يصلُح للاقتداء به.

مروة حمدي، طالبة من مصرصورة من: DW/I. Azzam

ولا تخفي آلاء العمري بأنها عانت في البداية من صعوبات في الاندماج، إلا أن برنامج تعلّم اللغة الألمانية الذي استمر لستة أشهر، ساعدها كثيراً على فهم الثقافة السائدة هنا، لا سيما وأن انتقالها في فترة معيّنة من الشرق إلى الغرب في ألمانيا، ولقاءها بطلبة من بلدان متنوعة، جعل مقامها يطيب بهذه البلاد، لتجتهد أكثر في دراستها التي استفادت منها كثيراً.

العودة إلى بلدان الأصل

"وطني يعاني من مشاكل متعددة في كل القطاعات. ومن حقه عليّ أن أعود إليه وأساهم في تنميته، لكن ذلك سيتأخر قليلاً بما أنني أرغب في مراكمة تجارب أخرى بأوروبا"، تقول آلاء العمري التي تطمح إلى التعرّف أكثر على جوانب التنمية في أوروبا بما يساعد فلسطين في تجاوز أوضاعها الصعبة.

يؤكد إدريس أريب أنه سيعمل كل ما بوسعه عندما يعود إلى أفغانستان من أجل أن ينفض عنه هذا البلد صورة العنف المعروف بها على الصعيد الدولي، وأن يساهم من موقعه في تغيير وطنه نحو الأفضل. ليس هو الأفغاني الوحيد الذي يفكر في ذلك بحسب قوله، بل هناك المئات من الطلبة الأفغان الذين درسوا في الخارج، والذين يعتبرون أن الدفع ببلادهم إلى الأمام يتم أولاً بأبنائها.

كما تشير مروة حمدي إلى أنّ إنجازها لرسالة الماجستير عن الطاقة المتجددة، سيساهم في إيجاد حلول للطاقة بالنسبة لمصر التي تشهد تراجعاً كبيراً في اقتصادها، وسيعيدها إلى مكانتها في منطقة الشرق الأوسط، معتبرة كذلك أن حفاظ ألمانيا على التعدديّة الثقافية والسياسية، درس مهم على مصر أن تستفيد منه بما يبعدها عن نيران الانقسامات.

إيفانا أوليتش دي أوليفيرا، منسقة البرنامجصورة من: DW/I. Azzam

برنامج لتعزيز الحكم الرشيد

تؤكد إيفانا أوليتش أوليفيرا، منسقة برنامج "السياسات العامة والحكم الرشيد"، أنه على مدار خمس سنوات من الاشتغال استطاعت الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي أن تدعم مئات الطلبة وتساعدهم في إيجاد فرص دراسة بأرقى المعاهد والجامعات الألمانية، معتبرة أن مختلف المجالات التي يختارها الطلبة، تساعدهم على العودة إلى بلدانهم الأصلية بزاد معرفي من شأنه المساهمة في تطوّرها.

وحول الطلبة العرب، تقول أوليتش في تصريح لـ DWعربية، إن دولهم تحتاج إلى مزيد من الدعم في اختيار أنجع الطرق للحكم الرشيد، ولمجتمع مدني متميز يقوم بدوره على أحسن ما يرام. لذلك فالبرنامج يراهن على أن ينطلق التغيير نحو الأفضل من الداخل، أي من شباب هذه الدول بما يقوي أواصر مجتمعاتهم ويجعلها أكثر ديمقراطية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW