طهران تحذر السعودية بعد تصريحات ولي ولي عهد المملكة
٨ مايو ٢٠١٧
نُقل عن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان قوله بعد تهديد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية بنقل المعركة إلى إيران، إن إيران لن تُبقي أي مكان آمنا في السعودية باستثناء الأماكن المقدسة إذا ارتكبت الرياض "أي حماقة ".
إعلان
ونسبت وكالة أنباء تسنيم إلى دهقان قوله "إذا ارتكبت الرياض أي حماقة بالاعتداء على إيران فانه لن يبقى منَ السعودية مكان آمن غير مكةَ والمدينة". وأضاف "يعتقدون أن بوسعهم فعل شيء لأنهم يمتلكون قوة جوية" وذلك في إشارة على ما يبدو إلى اليمن حيث تهاجم الطائرات الحربية السعودية بانتظام المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وكان دهقان الذي أدلى بهذه التصريحات لقناة المنار يرد على تصريحات أدلى بها الأمير محمد الذي قال يوم الثلاثاء إن أي صراع على النفوذ بين السعودية وإيران يجب أن يحدث "داخل إيران وليس في السعودية". وتتنافس السعودية وإيران على النفوذ في الشرق الأوسط وتدعمان فصائل متناحرة في الحرب الأهلية السورية. وتنفي إيران اتهامات سعودية بأنها ترسل دعما ماليا وأحيانا دعما مسلحا لجماعات معادية للرياض في العالم العربي.
وفي تصريحات حادة على نحو غير معتاد استبعد الأمير محمد في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي إجراء حوار مع إيران وتعهد بحماية المملكة مما وصفه بجهود طهران للهيمنة على العالم الإسلامي.
وقال "نعرف أنه.. هدف رئيسي للنظام الإيراني الوصول إلى قبلة المسلمين (مكة)... لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران".
ح.ز/ و.ب (رويترز)
الحج .. جبهة أخرى في الصراع بين إيران والسعودية
ما أن تهدأ حرب التصريحات بين إيران والسعودية حتى تندلع حرب كلامية أخرى بين البلدين على طرفي الخليج. هذا العام جاءت الحرب الكلامية في ظل غياب الحجاج الإيرانيين عن موسم الحج بعد وفاة 464 إيرانيا العام الماضي بسبب التدافع.
صورة من: Getty Images/F.Bahrami
ليس استقبال أكثر من مليوني حاج بالمهمة السهلة. السلطات السعودية تنسق مع البلدان الإسلامية لاستقبال عدد محدد من الحجاج. وتحاول السيطرة على مسار الشعائر وتوفير خدمات التمريض. بيد أن المشكلة تكمن غالبا عند رمي الجمرات. الآن تم تحديد مسارات وبوابات الكترونية لإدارة الحشود. كما تم توزيع أساور إلكترونية على الحجاج ليتمكنوا من تتبع حركة الحشود والحصول على إنذار مبكر قبل بداية التكدس.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Naamani
اعتبر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن زعماء إيران بأنهم "ليسوا مسلمين" ليثير استنكار طهران في تراشق كلامي عنيف بين القوتين الإقليميتين المتنافستين بشأن إدارة الحج. آل الشيخ صرح قائلا: "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس وعداؤهم للمسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة".
صورة من: picture-alliance/dpa
تصريح مفتي السعودية جاء بعد تذكير مرشد الثورة في إيران آية الله علي خامنئي لحادث تدافع منى الذي أودى بحياة نحو 2300 شخص السنة الماضية، حيث لقي فيه 464 حاجا إيرانيا مصرعهم. خامنئي وصف حكام السعودية بأنهم "لا يعرفون الله ولا دين لهم".
صورة من: Tasnim
غاب الإيرانيون عن أداء فريضة الحج لأول مرة منذ ثلاثين عاما، بسبب عدم الاتفاق بين الجانبين على الإجراءات اللوجستية بعد حادث منى العام الماضي. ومن شأن هذه الحرب الكلامية التي تتزامن مع توافد الحجاج أن تعمق الخلاف القائم بين المملكة السنية والجمهورية الشيعية اللتين تدعم كل منهما أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية وفي صراعات أخرى بالشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
السلطات السعودية الرسمية أعلنت أن حادث التدافع أدى إلى مقتل 769 حاجا، إلا أن إحصاءات أظهرت أن أكثر من 30 دولة فقدت رعايا لها في الحادث، الذي أفضى إلى حصيلة توازي ثلاثة أضعاف الرقم المعلن عنه في السعودية رسميا. قبل هذا الحادث بأيام، قتل 109 أشخاص على الأقل جراء سقوط رافعة في الحرم المكي، تابعة لمجموعة بن لادن السعودية التي كانت تنفذ أعمال توسعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/O. Bilgin
ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز دخل على خط التصريحات وقال إن المملكة لن تسمح لإيران أو غيرها بمخالفة أو تسييس شعائر الحج. بينما اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بتسييس الحج هربا من مشاكلها الداخلية، ووصف تصريحات خامنئي بأنها محاولة لتحويل أنظار الشعب الإيراني عن حكومة طهران التي خذلتهم ومنعتهم من فرصة إتمام مناسك الحج.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
رد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تغريدة على تصريح مفتي السعودية بأن زعماء إيران "ليسوا مسلمين"، واعتبر أنه "لا تماثل بين إسلام الإيرانيين ومعظم المسلمين من جهة والتطرف والتعصب الذي يدعو له كبير علماء الوهابية وأسياد الإرهاب السعودي"، حسب قوله.