طهران ـ واشنطن: إيشنغر يبحث عن فرصة أخيرة للدبلوماسية
١٧ مايو ٢٠١٩
يزداد القلق من حصول تصعيد في الشرق الأوسط. رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، فولفغانغ إيشنغر اقترح عقد مؤتمر سلام دولي لتفادي خطر الحرب. ما هي احتمالات عقد مثل هذا المؤتمر وأي أطراف يمكنها إجلاس واشنطن وطهران إلى طاولة؟
إعلان
فولفغانغ إيشنغر يترأس منذ أكثر من عشر سنوات مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي الذي بات المنتدى الأول عالميا لقضايا السياسة الخارجية والأمنية. سابقا كان إيشنغر يتحرك في الدبلوماسية العملية كسفير ألماني في لندن وواشنطن. وعليه كان من المهم لأكبر صحيفة شعبية في ألمانيا، وهي صحيفة "بيلد"، نشر اقتراح قدمه إيشنغر على صفحتها الأولى، قال فيه: إنه يجب على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الاجتماع مع القادة السياسيين في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا لعقد مؤتمر سلام دولي لنزع فتيل الحرب المهددة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
"ربما الفرصة الأخيرة للدبلوماسية"
إيشنغر يرى أن الرئيس الإيراني سيفكر مليا قبل رفض عرض الحوار. ويقدر إيشنغر خطر التصعيد ويقول:" قد تكفي شرارة صغيرة أو سوء فهم عسكري إلى الانفجار". وأضاف إيشنغر أنه يوجد على ما يبدو أيضا في واشنطن مواقف مختلفة حول ما إذا كان هناك ضرورة لتصعيد إضافي. "نزاع مسلح إضافي في الخليج مع آلاف الجنود الأمريكيين لا يرغب فيه الكثيرون. وهذه فرصة للدبلوماسية، ربما الأخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران".
نوريبور: " كل شيء آخر يؤدي إلى الحرب"
التصعيد الأخير ظهر، لأن إيران لم تعد تشعر بأنها ملتزمة بأجزاء من الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا. فالولايات المتحدة الأمريكية ألغت الاتفاق منذ عام وشددت بالتالي العقوبات ورفعت من وجودها العسكري في المنطقة. ومن هذا المنطلق يعتقد خبير الشؤون الخارجية في حزب الخضر، أوميد نوريبور أن على أوروبا التحرك عاجلا، معتبرا أن مقترح إيشنغر جيد:" كل مقترح لإنهاء الصمت بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران هو اقتراح جيد. كل شيء آخر يؤدي إلى الحرب"، كما قال نوريبور في حديث مع DW.
بروك: " عن ماذا يجب التفاوض؟"
تبين يوم أمس الخميس (16 آيار/ مايو 2019) خلال نقاش داخل البرلمان الألماني بأن الكثير من خبراء السياسة الخارجية من جميع الأحزاب تقريبا، يعتقدون باحتمال قائم جدا للحرب . وهذا ما يراه أيضا النائب البرلماني من الحزب المسيحي الديمقراطي، إلمار بروك، لكنه متشكك فيما إذا كانت مبادرة إيشنغر ستأتي فعلا بالنجاح حتى ولو حصل اللقاء. وقال لـ DW:" عن ماذا يجب التفاوض هناك؟ فالولايات المتحدة تقول الاتفاق النووي غير مجدي وإيران وجب عليها التنازل في مجالات إضافية. وإيران تقول: نحن لا نلتزم بالاتفاق النووي وأشياء أخرى".
وأضاف بروك أن العقوبات بوجه خاص والضغط من الولايات المتحدة الأمريكية كذلك على شركات أوروبية لوقف التجارة مع طهران زادت من صعوبة الوضع:" التجارة الغربية مع إيران تراجعت في النصف الأول من العام بأكثر من 50 في المائة. وهذا دراماتيكي. وعندما ننظر إلى الوضع الاقتصادي في إيران، فإنه من الواضح أن الرئيس روحاني لم يعد يحصل على دعم الصقور".
رئيسة الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، دانييلا شفارتسير ترى بالفعل أن على أوروبا تأدية واجبها. فالولايات المتحدة الأمريكية وإيران انزلقتا في موقف مواجهة، وهذا يعني أن "الأوروبيين وجب عليهم الاستثمار أكثر في كلا الطرفين لإقناعهما بالجلوس على الطاولة. وهذا غير مستبعد، إذ هكذا تعمل الدبلوماسية"، كما قالت شفارتسير لـDW.
ينس توراو/ م.أ.م
مؤتمر ميونيخ للأمن.. حقائق ومعلومات
يعقد مؤتمر ميونيخ للأمن في شهر شباط/ فبراير من كل عام، ويعد منصة فريدة من نوعها لطرح النقاش حول قضايا الأمن الدولي. في ما يلي معلومات أساسية حول المؤتمر: تاريخه، ومكان انعقاده، وموضوعاته، وأهميته، وتمويله.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
56 عاماً على الولادة
انعقد مؤتمر ميونيخ للأمن للمرة الأولى في عام 1963. آنذاك كان يُسمى بـ" اللقاء الدولي لعلوم الدفاع". وكان الآباء المؤسسون هما الناشر الألماني إيفالد فون كلايست، وهو أحد مؤيدي المقاومة ضد النازية وهتلر في "الرايخ الثالث" - والفيزيائي إدوارد تيلر. بيّد أن المؤتمر غير اسمه لاحقاً إلى "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، ومن ثم أصبح اسمه "مؤتمر ميونيخ للأمن".
صورة من: dapd
الأهم من نوعه عالمياً
تكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن في كونه منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم يتم من خلالها بحث القضايا الأمنية. كما أنه يمنح الفاعلين السياسيين فرصة التواصل بشكل غير رسمي على مدار ثلاثة أيام. وخلال تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية مؤتمر ميونيخ للأمن في مرتبة أهم مؤتمر من نوعه في العالم.
مشاركة رفيعة المستوى
يتوقع أن يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يفتتح هذا العام يوم الجمعة (17 شباط/ فبراير 2018) ويستمر ثلاثة أيام أكثر من 500 شخصية رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم. ويتكون الحضور من زعماء دول وحكومات ووزراء خارجية ودفاع، من بينهم نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس والمستشارة أنغيلا ميركل ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
أمير قطر في المؤتمر
أمير قطر تميم بن حمد سيحضر هذا العام أيضا في مؤتمر ميونيخ للأمن وسيشارك في جلسة مخصصة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير المالية الألماني أولاف شولتس.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
السيسي في مؤتمر ميونيخ
من الشخصيات الرفيعة المشاركة في دورة هذا العام لمؤتمر ميونيخ للأمن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسيشارك في جلسة مخصصة مع أمير قطر تميم بن حمد ووزير المالية الألماني أولاف شولتس. ومن المتوقع أن يتناول الوضع في مصر والأمن في المنطقة بالإضافة إلى العلاقات مع ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/President Office
ليبيا حاضرة في المؤتمر
الأزمة الليبية ستكون حاضرة في مؤتمر ميونيخ للأمن من خلال مشاركة رئيس الحكومة الليبية فايز السراج. الذي من المتوقع أن يستغل حضوره لبحث أزمة بلاده وآفاق حلها مع المسؤولين والشخصيات السياسية والأمنية المشاركة في المؤتمر.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Solaro
عادل الجبير
من الشخصيات العربية الرفيعة المشاركة في المؤتمر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، الذي شارك في مؤتمر العام الماضي أيضا. ومن المتوقع أن يواجه الجبير أسئلة محرجة تتعلق بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي والحرب في اليمن ناهيك عن توتر علاقة بلاده مع قطر.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
"التقرير السنوي لمؤتمر ميونيخ للأمن"
قدم فولفغانغ إيشنغر التقرير السنوي لمؤتمر ميونيخ للأمن في مؤتمر صحفي عقده في برلين. ويركز تقرير هذا العام 2019 على احتدام الخلاف بين روسيا وأمريكا حول التسليح والحرب التجارية المستعرة بين الولايات المتحدة والصين. وحذر إيشنغر من تزايد انعدام الأمن على مستوى العالم. وقال "إن النظام العالمي يتفكك".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
مكان الانعقاد.. العراقة والفخامة
يعقد المؤتمر وسط مدينة ميونيخ، في الفندق الفاخر "بايريشر هوف" (Bayerischer Hof). وبالرغم من توفر الفندق على 340 غرفة - بما في ذلك 65 جناحاً - و 40 قاعة للمؤتمرات، إلا أن كثافة الحضور الدولي، تشكل تحدياً للفندق. ولهذا شُغل حوالي 250 موظفاً إضافياً خلال المؤتمر، إضافة إلى عدد موظفيه الأصليين البالغ حوالي 700. ويثمن المشاركون جودة الفندق وموقعه المركزي، كما يشكل المؤتمر دعاية مجانية هائلة للفندق.
صورة من: imago/Eibner
إجراءات أمنية مشددة
يتم تأمين المنطقة حول فندق المؤتمر. ولا يسمح بالدخول لهذه المنطقة سوى للأشخاص الذين يمتلكون تصريحا بالدخول. ويذكر أنه تم نشر حوالى 4 آلاف شرطي العام الماضي حول المنطقة من أجل حماية المؤتمر. وبحسب معطيات الشرطة، يتوقع أن يتم الحفاظ على نفس العدد من أفراد الأمن هذا العام.
صورة من: Reuters
احتجاجات مواكبة مناهضة للمؤتمر
وكما يحدث في كل عام، من المتوقع أن يشهد هذا العام أيضاً مظاهرات مناهضة للمؤتمر. وفي العام الماضي، حشد "التحالف ضد مؤتمر أمن الناتو" آلاف المحتجين الذي شاركوا في المظاهرات التي رافقت المؤتمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Hörhager
التمويل
يقدم مؤتمر ميونيخ للأمن نفسه كهيئة مستقلة. غير أن المؤسسة المنظمة للمؤتمر، والمسماة بـ"مؤسسة مؤتمر ميونيخ للأمن" تستفيد بشكل كبير من الإعانات الحكومية. ووفقاً للحكومة الألمانية حصل المؤتمر عام 2015 على تمويل بنحو نصف مليون يورو، فضلاً عن مبلغ 700 ألف يورو مصاريف لموظفين من الجيش الألماني. إضافة للرعاية من شركات ألمانية ودولية كبرى، وتصل ميزانية المؤتمر إلى 2 مليون يورو.