طوفان من الصور الزائفة.. يوصلك لحد الشك بقدراتك العقلية
١٧ فبراير ٢٠١٩
يمكن لأصحاب الحسابات المزيفة في مواقع التواصل الاجتماعي أن يجدوا بسهولة الصور المناسبة، بعد أن بات الذكاء الاصطناعي يُنشئ طوفاناً من صور الأشخاص المزيفة التي يصعب التحقق من حقيقتها بسهولة.
إعلان
الذكاء الاصطناعي والإبداع
00:56
من يوم إلى آخر تزداد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياتنا، من الطب إلى الغذاء وأبحاث الفضاء، لكنها ليست دائماً لخدمة البشرية. إذ باتت بعض تلك التطبيقات تعد بتسهيل عمل أصحاب الحسابات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً من خلال تزييف الصور الحقيقية، فقد أصبح بإمكان أي شخص أن ينشئ صورة لشخص ليس له وجود في هذا العالم، كما تكشف صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".
وبحسب الصحيفة الألمانية يمكن لموقع https://thispersondoesnotexist.com ومعناه (هذا الشخص لم يُوجد قط) أن يطالعك بصورة شخص في كل مرة تزوره فيها. كلما حدثت المتصفح، تظهر صورة جديدة. ويمكن تكرار هذا الأمر إلى ما لا نهاية.
ومن الصعب معرفة أنها صورة افتراضية من بنات خيال الحاسوب المتطور الذي يكمن خلف هذا الموقع؛ إذ تبدو كصورة أي شخص حقيقي آخر.
وتقف خلف هذا الموقع شركة Nvidia للتكنولوجيا، وبالتحديد مطور البرامج فيليب وانغ، الذي يعمل هناك واستأجر الخادم. يعمل الذكاء الاصطناعي في هذا الموقع من خلال صور أشخاص حقيقيين مخزنة، ومن ثم يعمل على تغييرها من خلال تركيب جزء من تقاطيع وجه وصفاته على وجوه أخرى وبالعكس.
وتدعى هذه العملية بحسب الصحيفة الألمانية بـ "النقل النمطي للصور"، إذ يمنح البرنامج لون عيني الشخص لوناً آخر مغاير، ويتم إطالة الشعر أو تقصيره أو جعله مجعداً، أما لون البشرة فيتم تفتيحه أو جعله داكناً.
وهكذا تنشأ في نهاية المطاف صور أشخاص لا وجود لهم أو لم يُخلقوا ربما في هذا العالم، لكنه تبدو حقيقية لدرجة دقيقة.
ومن ثم تتحقق خوارزمية ثانية لمعرفة ما إذا كان وجهاً حقيقياً أو مزيفاً. إذا بدا الوجه مقنعاً، فإن صورة الشخص الافتراضي تظهر بطرفة عين على سطح الموقع في سيل ليس له انتهاء من الوجوه المزيفة.
ويبدو أن الأمر أثار تفاعل الكثير من مستخدمي الموقع، فعلى تويتر بات المستخدمون يشاركون الوجوه التي أنشأها لهم الموقع ومحاولة العثور على أخطاء في الصور التي تشير إلى أن الصورة مزيفة.
وعلى الرغم من متعة المستخدمين في تبادل هذه الصور، إلا أن الصحيفة الألمانية ترى أنه من الأمور التي تبعث على مخاوف كبيرة إذا ما وقعت هذه في الأيدي الخاطئة. إذ يمكن لأي شخص أن يأخذ صورة مزيفة منها واستخدامها في أي مكان أو شيء يريد. وتزداد هذه المخاوف، فالمطور وانغ يقول: "هذه هي البداية فقط!".
ع.غ/ ف.ي
بالصور: هكذا يقتحم الذكاء الاصطناعي حياتنا
بات الذكاء الاصطناعي يمثل المستقبل بحد ذاته. ولكن أين هي التكنولوجيا الذكية حولنا؟ وكيف تساعدنا خلال حياتنا اليومية وهل من الممكن ملاحظتها؟ إليكم بعض الأمثلة من عالم التكنولوجيا.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
يعمل صانعو السيارات على إدخال تقنية جديدة لمنع الحوادث المرورية نتيجة استخدام الهاتف المحمول أو غفوة سريعة، بداية عبر أنظمة مساعدة في السيارات الذكية بإمكانها الالتزام بالمسار أو التوقف عند الحاجة. تتنبه السيارات الذكية لما حولها عبر الكاميرات والماسحات الضوئية، وتضيف إلى خوارزميتها بعد التعلم من مواقف حقيقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
يستفيد الأشخاص الذين لا يستطيعون إدارة حياتهم اليومية لوحدهم من تكنولوجيا "يد المساعدة" إلى حد بعيد. يوجد في اليابان العديد من المشاريع التجريبية في دور المسنين. وفي بافاريا بألمانيا أيضاً، يقوم مركز الفضاء الألماني (DLR) بالبحث عن روبوتات مساعدة - كما (في الصورة) - بإمكانها الضغط على أزرار المصعد أو وضع الأغطية. كما بوسع هذه الروبوتات طلب المساعدة في حالات الطوارئ أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
حتى اللحظة، لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من استبدال الأطباء بشكل تام. غير أنه يساعد في التشخيصات السريعة وترتيب العلاج اللازم، على سبيل المثال عندما يكون المريض مصاباً بسكتة دماغية، قد تكون المساعدات الرقمية مفيدة حينها، كتحليل حالات سابقة والبحث في العلاجات التي ساعدت على الشفاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
لم تعد الساعة التي تتلقى المهام صوتياً من "غوغل و"آبل" أمراً نادراً، بل على العكس شائعة جداً وفي تطور دائم. ومن المواصفات المحدثة ترجمة الكلام إلى لغات أجنبية متعددة. لذا ستجد نفسك غير مضطر لتعلم اللغات، إذ ستقوم ساعتك بالتحدث عنك بلغة البلد الذي تحل فيه.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gabbert
هل يجب إطلاق سراح المتهم بكفالة قبل محاكمته أم لا؟ وفقاً للإحصاءات، فإن هذا القرار غالباً ما يحدده شعور القاضي فقط. لذلك تساعد خوارزمية "تقييم السلامة العامة" في اتخاذ القرارات المشابهة منذ عام 2017، حيث تتضمن بيانات ومعلومات عن ملايين الحالات الأمريكية مع تقييم المخاطر التي تنطوي عليها.
صورة من: psapretrial.org
في أحد مطاعم بكين في الصين، بإمكان ضيوف المطعم طلب قائمة الطعام المفضلة لديهم من الروبوتات، ومن ثم يقوم المساعدون الرقميون بالبحث عن الطعام المطلوب في المطبخ (في الصورة) وتسليمه إلى النادل الروبوت، الذي يوصله إلى طاولة الزبون. نظام مؤتمت تماماً، كما يحفظ طلبات الزبائن من أجل الزيارة القادمة.
صورة من: Reuters/J. Lee
من لا يحلم بالحصول على خادم شخصي في منزله؟ هناك بالفعل بديل لذلك "الخادم الروبوت" مثل "ووكر" (في الصورة)، الذي يعمل كمساعد وينظم التقويم وحساب البريد الإلكتروني. كما يمكنه أيضاً اللعب مع الأطفال. وهناك أنواع أخرى للخادم الروبوت، حيث يحل محل ساعي البريد ويقوم بتسليم الطرود إلى المنازل. كل شيء ممكن!
جينفر فاغنر/ ريم ضوا.