طول عنقه 15 مترًا.. ماذا نعرف عن ديناصور "مامنشيسوروس"؟
٢٠ مارس ٢٠٢٣
كشف فحص بالأشعة السينية لفقرة عنقية من حفرية ديناصور عاشب من نوع مامنشيسوروس بأن الحيوان المنقرض تمتع بما يمكن أن يكون أطول رقبة على مر التاريخ، كما كان شديد الضخامة بوزن يصل إلى 70 طناً.
إعلان
كشف تحليل جديد لعظام من عنق أحد حفريات الديناصورات وجمجمته أن الحيوان الهائل والمعروف باسم مامنشيسوروس Mamenchisaurus sinocanadorum، كان له رقبة يبلغ طولها 15 متراً، ليصبح بذلك صاحب أطول رقبة لحيوان عرفها التاريخ.
تم انتشال البقايا المتحجرة للمخلوق المنقرض - الذي جاب شرق آسيا منذ نحو 160 مليون عام - قبل أكثر من 30 عاماً، حيث وُجدت بقايا عظامه داخل صخور يرجع عمرها إلى 162 مليون عام في شمال غرب الصين، ولكن تمت إعادة تقييم طول عنق الحيوان بالكامل مؤخرًا من قبل العلماء، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
كان ديناصور مامنشيسوروس واحدًا من الديناصورات الضخمة العاشبة التي نمت حتى وصل طولها إلى 50 مترًا من أنفها إلى ذيلها وبلغ وزنها أكثر من 70 طناً، كما تمتعت بذيل رفيع استخدمته كسوط للدفاع عن نفسها وضرب الحيوانات التي كانت تحاول الاعتداء عليها، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وعلى الرغم من وجود حفنة قليلة فقط من العظام المتبقية من الديناصور الهائل، تمكن الباحثون من تقدير طول رقبته من خلال مقارنة البقايا بالحفريات الكاملة التي تنتمي إلى ديناصورات قريبة الصلة.
وفي تصريحات صحفية قال أندرو مور، عالم الحفريات في جامعة ستوني بروك في نيويورك: "قد يكون Mamenchisaurus sinocanadorum أطول أنواع الديناصورات ذات العنق الطويل التي تم اكتشافها حتى الآن، ولكن الاحتمالات تشير إلى وجود صربوديات (الديناصورات العاشبة شديدة الضخامة) أكبر وأطول مما كنا نعتقد وكانت تتجول فيما يعرف الآن بالصين في أواخر العصر الجوراسي".
ويقول علماء الحفريات إن الرقبة الطويلة كانت إحدى سمات الجسم الأساسية التي سمحت للصربوديات بالوصول إلى مثل هذه الأحجام الهائلة، وقد سمحت للحيوانات بالرعي في مساحات شاسعة من الغطاء النباتي حتى أثناء وقوفها في مكان واحد، مما يعني أنها كانت تستهلك أطنانًا من الطعام دون إنفاق الكثير من الطاقة في التنقل بين أماكن توافر الغذاء النباتي.
ويرجح العلماء أن يكون وجود رقبة طويلة قد ساعد الحيوانات أيضًا في الحفاظ على برودة حرارة أجسامها من خلال زيادة مساحة سطح الجلد المعرض للهواء.
ويقول العلماء إن أسلوب حياة الصربوديات كان ناجحًا بشكل مثير للإعجاب، حيث تطور هذا الأسلوب مبكرًا في تاريخ الديناصورات واستمر حتى الأيام الأخيرة من حياتها قبل حدث الانقراض الجماعي الناجم عن اصطدام كويكب بالأرض قبل 66 مليون عام، فيما كانت الديناصورات الوحيدة التي نجت هي أسلاف الطيور الحديثة.
لكن كيف طورت الصربوديات مثل هذه الأعناق الطويلة والأجسام الكبيرة دون أن تنهار تحت ثقلها؟ كان هذا أحد الأسئلة التي حيرت العلماء منذ اكتشاف أول حفريات لهذه الحيوانات العملاقة، لكن المسح بالأشعة السينية لأحفوريات مامنشيسوروس أظهر أن الفقرات العنقية كانت خفيفة وجوفاء، وتشكل الفراغات ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع حجمها.
وتظهر ميزات هيكلية مماثلة في الطيور التي تتمتع بأوزان خفيفة ما يساعدها على الطيران. وفي الصربوديات، يرجح العلماء أن هذه الهياكل العظمية خفيفة الوزن كانت عرضة للكسر، لكن الحيوان المنقرض كان لديه فقرات ذات تركيب فريد للغاية تشكلت على صورة امتدادات عظمية طويلة مما أدى إلى تصلب الرقبة وتحسين ثباتها.
ويقول الدكتور مور: "واحدة من أكثر الحقائق الرائعة حول الصربوديات الهائلة هي كيف يمكن أن تكون عظامها خفيفة الوزن"، وتابع: "مثل أبناء عمومتها التي بقيت على قيد الحياة - وهي الطيور - فإن الصربوديات كانت لها رئة قادرة على غزو العظام واستبدال النخاع الثقيل والأنسجة العظمية بالمجال الجوي. كان من الممكن أن يكون مثل هذا الهيكل الخفيف الوزن حاسمًا في تفتيح الأعناق العملاقة لأكبر الصربوديات ".
عماد حسن
ديناصوراتٌ منقرضة في متاحفَ عالمية
في فيلم "الحديقة الجوراسية" تمكن الديناصور"سبينوصورس" الشبيه بالزواحف من التغلب على الديناصور"تيرانوصورس" الذي يُعرف اختصاراً "تي ريكس". وسيشهد متحف برلين للتاريخ الطبيعي عرضاً للديناصورين خلال الأشهر القادمة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Emmert
في فيلم "الحديقة الجوراسية" الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ، يتواجه الديناصوران "سبينوصورس" و تيرانوصورس" في معركةٍ دامية. ما حدث كان مستوحى تماماً من الخيال العلمي، لأن الوقائع تُشيرُ إلى وجود فجوة زمنية تُقَدر بأربعين مليون سنة بين الديناصورين. وقد عُثِرَ على الهيكل العظمي لهذا الديناصور منذ بضع سنوات في المغرب. أما الهيكل المتواجد في متحف برلين للتاريخ الطبيعي فماهو إلا نموذج مُخَصَص للعرض.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
عاش الديناصور"سبينوصورس" قبل مائة مليون سنة، وكان نوعاً فريداً من أنواع الديناصورات، إذ كان يعيش في بيئة مائية. كما كان بمقدوره مضغ فريسته بفكيه القويين والتهامها حتى العظام. عُثِرَ على عظام هذا الديناصور لأول مرة عام 1912، إلا أن الفوضى التي رافقت الحرب العالمية الأولى أدت إلى إختفائها. ويعرض متحف التاريخ الطبيعي في هذه الأيام أول نموذج بالحجم الطبيعي للهيكل العظمي لديناصور "سبينوصورس".
صورة من: Reuters/J. Bourg
أمسى بإمكان مُحبي الديناصورات مشاهدة الديناصور "سبينوصورس" وهو يقف جنباً إلى جنب مع الديناصور "تيرانوصورس" المعروف بـ "تي ريكس". وتنتهي فعاليات معرض الديناصور "سبينوصورس" في الثاني عشر من يونيو/ حزيران. أما معرض الديناصور "تي ريكس"، الذي يُعْرَف أيضاً بإسم "تريستان لوتو"، و هو اسم ابن أحد مالكي الديناصور، فسيستمر بتقديم عروضه اعتباراً من شهر ديسمبر/ كانون الأول في برلين ولمدة ثلاث سنوات.
صورة من: DW/A. Kirchhoff
نظراً لثقل وزن الجمجمة مقارنة بطول الهيكل العظمي لديناصور "تي ريكس"، الذي يبلغ 12 متراً، فإنها تُعْرَض في واجهة عرض منفصلة بمتحف برلين للتاريخ الطبيعي. وقد استخدمت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتشكيل نسخة مماثلة للجمجمة الأصلية وثُبِتَت على الهيكل العظمي. يبلغ طول الجمجمة متراً ونصف المتر وهي بنسبة ثمانية وتسعين في المائة بحالة جيدة.
صورة من: Reuters/P. Kopczynski
يبلغ طول الديناصور "سبيغوصورس" 40 متراً ويبلغ ارتفاعه عن الأرض 20 متراً ووزنه 80 طناً. هذه العظام التي اكتشفت عام 2014 في الأرجنتين تُعْتَبر الأضخم لديناصور يكتشف حتى الآن. ونظراً لعدم اكتمال عملية الكشف عن الهيكل العظمي بشكل كلي، فإن الخبراء في برلين يتكهنون بمدى ضخامة الديناصور"ستيغوصورس" ومعرفة حجمه الحقيقي.
صورة من: Imago/Xinhua/Telam
على عكس الديناصورات في متحف برلين للتاريخ الطبيعي، يُعْتَبَر الديناصور"سبيغوصورس" من الكائنات المُسالمة التي تعتمد في غذائها على النباتات. كما يُعْتَبَر هيكله العظمي، الذي يتألف من 300 قطعة من العظام، هو الهيكل الأكثر كمالاً، إذ يبلغ طولة من الرأس حتى الذيل ستة أمتار وستين سنتيمتراً، وهو يعرض الآن في متحف التاريخ الطبيعي بلندن.
صورة من: Getty Images/C. Court
يُعْرَض الديناصور "تيرانوصورس ريكس" في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي بمدينة نيويورك. وتتميز عظام الهيكل العظمي بحالتها السليمة التي تدعو للإعجاب. وقد اكتشف الهيكل العظمي من قبل شركة بترول ألمانية كانت تقوم بأعمال التنقيب عن البترول في الأرجنتين. وتقع المنطقة التي اكتشفَ فيها الهيكل العظمي بمنطقة "باتاغونيا" جنوب الأرجنتين، وهي منطقة جذب لعلماء الأحياء والمستحاثات.