ظروف استقبال المهاجرات بفرنسا تزيد من تبعات الصدمات النفسية
٢٩ نوفمبر ٢٠٢٢
وفقا للخبراء في مركز "بريمو ليفي" المختص في تقديم الرعاية النفسية لضحايا العنف، لا يتم تقديم الخدمات الاجتماعية للنساء المهاجرات عند وصولهم إلى فرنسا، خاصة أولئك ضحايا العنف الجنسي، مما يؤدي إلى تفاقم الصدمة لديهن.
إعلان
يقع مركز "بريمو ليفي" في باريس، وهو متخصص في المتابعة العلاجية لضحايا التعذيب أو العنف في بلدانهم الأصلية. يتألف فريق المركز من حوالي 20 شخصا، من بينهم أطباء وعلماء نفس وأخصائيو علاج طبيعي، ومحامون وأخصائيون اجتماعيون. وتشكل نسبة النساء اللاتي يستقبلهن المركز كل عام، 48٪ من المستفيدين من خدماته، ومعظمهن من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ثم من أفغانستان والشرق الأوسط وشرق أوروبا.
بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الموافق الجمعة 25 تشرين الثاني/نوفمبر، أفصحت الجمعية في تقرير عن ظاهرة لاحظتها منذ 10 سنوات، حيث بدأت النساء المهاجرات بسلك طرق الهجرة بمفردهن أكثر فأكثر، ما يجعلهن عرضة لـ"سلسلة من العنف"، في بلدهن الأصلي وخلال رحلة الهجرة، ثم عند وصولهن إلى فرنسا.
مهاجر نيوز: بناء على عملكم في مركز "بريمو ليفي"، ما هي طبيعة العنف الذي عانت منه النساء المهاجرات ممن استفدن من خدماتكن خلال السنوات الأخيرة؟
ماكسيم غيمبيرتو: تعاني النساء المهاجرات من العنف المستمر الذي غالبا ما يبدأ في بلد المنشأ، مع حالات التعذيب والاغتصاب والعنف المنزلي والتشويه الجنسي والزواج القسري، فهناك الكثير من العنف الذي لا يتعلق بالضرورة بالسياسة، بل يتعلق بالقوانين الثقافية التي تتعارض مع حقوق المرأة. يضاف إلى ذلك العنف، الجنسي غالبا، الذي يحدث خلال رحلة الهجرة، وهو أسوأ بكثير مما عانته هؤلاء النساء في بلدانهن الأصلية. لذلك تعاني النساء المهاجرات من صدمة مزدوجة.
مرتكبو عمليات الاغتصاب هذه على طول الطريق هم المهربون أو ميليشيات مسلحة، أو الشرطة أو أي شخص يقابلهن في الطريق. وخلال رحلة الهجرة، دائما ما يكون هناك رجال يقدمون المساعدة للنساء، ويساعدوهن على تجاوز أي عقبات بهدف الوصول إلى هدفهن، لكن هذه الخدمات لا تكون مجانية، وغالبا ما يقابلها استغلال جنسي.
مهاجر نيوز: هل يتم أخذ هذا العنف بعين الاعتبار عند فحص طلب اللجوء في فرنسا؟
ماكسيم غيمبيرتو: في الوقت الحالي، يتم ذكر العنف الذي يعاني منه المهاجرون أثناء رحلة الهجرة، خلال المقابلة مع المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (أوفبرا)، لكن لا يتم أخذه بعين الاعتبار عند أخد قرار يتعلق بطلب اللجوء، أي أنه لا يؤثر على قرار المكتب. يؤخذ عنف طريق الهجرة في الاعتبار فقط إذا كان يشكل خطرا على المهاجر في حال عودته إلى بلد المنشأ، كما هو الحال على سبيل المثال في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يتم نبذ ورفض ضحية الاغتصاب.
عدم التفكير في هذا العنف يعني أيضا نسيان أن هؤلاء النساء يعشن تحت الصدمة، ويعشن تحت تأثير الصدمة حتى خلال مقابلاتهن مع الإدارات الفرنسية، مما يؤثر على قدرتهن على الإجابة أمام موظفي أوفبرا. لقد أكد لنا علماء النفس أن الصمت هو أحد الأعراض التي تظهر على ضحايا العنف الجنسي.
مهاجر نيوز: ما هي المخاطر التي تتعرض لها هؤلاء النساء المهاجرات ضحايا العنف بمجرد وصولهن إلى فرنسا؟
ماكسيم غيمبيرتو: يخبرنا الأخصائيون الاجتماعيون أن حياة هؤلاء النساء في فرنسا تبدأ في الشارع، على الرغم من أنهن يصلن إلى هنا مصابات بصدمات متعددة وأحيانا بصحبة أطفالهن. من المؤكد أنه تم إنشاء أماكن إقامة متخصصة وأماكن في مراكز إيواء الطوارئ، لكن عددها غير كافٍ إلى حد كبير.
لذلك فإن هؤلاء النساء لا يتلقين الدعم الطبي أو النفسي أو الاجتماعي، ولا يجب إعطاء الأولوية لأي جانب من هذه الجوانب الثلاثة، فلا يمكن أن تكون الرعاية الطبية فعالة بدون رعاية نفسية. وبالطبع لا تستطيع المرأة التي تعاني من حالة من القلق الشديد أن تشفى بشكل كامل من صدماتها. كيف تجد الوقت لنفسها إذا لم يكن لديها منزل ولا مدرسة لأطفالها؟ لذا فصعوبة ظروف الحياة في فرنسا تزيد من تبعات الصدمات السابقة.
من القرن الإفريقي إلى اليمن.. طريق الهجرة المزدحم بالاغتصاب والتعذيب
رغم الحرب الطاحنة الضروس فيه، يصل عشرات الآلاف من المهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن، أملاً في الوصول إلى السعودية والحصول على عمل فيها.. تعرف في هذه الجولة المصورة على أخطر طرق الهجرة في العالم!
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المحطة الأولى: جيبوتي
يفصل مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كم بين اليمن وجيبوتي، لهذا السبب تعد جيبوتي بلد العبور الأول لكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن. ينحدر معظمهم من إثيوبيا والصومال. الصورة تظهر 3 فيتات أثيوبيات بعد وصولهن إلى جيبوتي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المهاجرون القصر
الرحلة عبر اليمن من القرن الإفريقي إلى السعودية واحدة من أسرع طرق الهجرة نمواً في العالم - على الرغم من اندلاع حرب ضارية في اليمن، ووصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن أكثر من مرة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". أغلب المهاجرين الذين يغادرون بلدان مثل إثيوبيا والصومال هم فتية. مثل هذا الصبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، يغطّي عينيه لحمايتها من عاصفة رملية، بعد عبوره إلى جيبوتي من إثيوبيا.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
عبور المحيط في قوارب متهالكة
الوصول إلى اليمن عبر القرن الإفريقي يرتب على المهاجرين عبور المحيط. وغالباً ما يتم نقلهم في قوارب متهالكة وصغيرة جداً ما يعرض حياتهم للخطر. في كانون الأول/يناير 2019، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 52 شخصاً قبالة شواطئ جيبوتي. في هذه الصورة يظهر المهاجرون بعد وصولهم إلى وصلوا إلى شواطئ رأس العارة في منطقة لحج باليمن في أواخر تموز/يوليو من هذا العام.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
انتهاك صارخ للحريات
ما أن تنتهي الساعات الطويلة التي يقضيها المهاجرون على متن القوارب الخشبية المزدحمة والمتهالكة حتى يتم نقلهم في شاحنات بواسطة المهربين إلى مجمعات في الصحراء. ويمارس هؤلاء المهربين أبشع طرق التعذيب على المهاجرين والذي يعد انتهاكاً صارخاً يمس حريتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ابتزاز عائلات المهاجرين
يقوم المهربون بسجن المهاجرين في سجون سرية، ثم يبتزون عائلاتهم في دفع ثمن إطلاق سراحهم. السلطات اليمنية لا تبذل أي جهد في سبيل وقف مثل هذه الأنشطة الإجرامية. يتعرض معظم المهاجرين إلى تعذيب يومي بالضرب أو التجويع، بينما تتعرض نساء وفتيات للاغتصاب على أيدي مختطفيهن، وفقاً لتقارير وكالة أسوشيتد برس.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
تعذيب مروع
عبد الرحمن مهاجر إثيوبي عمره 17 عاماً. بعد وصوله إلى رأس العارة، قام المهربون بحبسه وطلبوا أرقام هواتف الأشخاص الذين يمكنهم تحويل الأموال لإطلاق سراحه. أخبر خاطفيه أنه ليس لديه رقم. تعرض للضرب وتُرك دون طعام و ماء لعدة أسابيع. وفي إحدى الليالي، ضرب أحد المهربين ساقه بقضيب معدني. ورمى به في الصحراء. ليعثر عليه بعد ذلك سائق عابر وينقله إلى المستشفى حيث بترت ساقه هناك.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
حالة نادرة من الرأفة
فاطمة وزوجها يعقوب وصلا إلى اليمن على متن قارب من جيبوتي برفقة طفليهما، وجود الطفلين معهما دفع المهربين إلى الرأفة بحالهما والإفراج عنهما. يسعى الزوجان للوصول إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك سيكون شاقا عليهما خاصة وأنهما سيعبران طرقا صخرية وصحاري تضربها العواصف الرملية ودرجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ملعب مدمر يتحول لملجأ مهاجرين
يقع ملعب"22 مايو-أيار" لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية معبر المهاجرين الشرقي. تحول هذا الملعب إلى ملجأ مؤقت للمهاجرين رغم تعرضه لدمار جزئي إبان الحرب. هذا المهاجر الإثيوبي البالغ من العمر 14 عاماً، يأخذ قسطا من الراحة على سرير في الإستاد بعد تعرضه لإيذاء جسدي أثناء رحلته إلى اليمن. قامت قوات الأمن بإيواء مهاجرين أسرتهم خلال جولاتها في الملعب.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
في مرمى النيران
يسافر العديد من المهاجرين في اليمن الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر محافظة الضالع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الجنوبي. البقاء في الضالع أو السفر من خلالها خطير جداً. لجأ هؤلاء المهاجرون في كوخ صغير في سوق القات. يبعد خط القتال الأمامي بين رجال القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بضع مئات من الأمتار.
الكاتب: مارا بيرباخ/ حمزة الشوابكة