"إيران والسعودية توافقان على تبادل زيارات دبلوماسيين"
٢٤ أغسطس ٢٠١٧
في خطوة قد تدل على بدء تطبيع العلاقات، صرح وزير الخارجية الإيراني أن بلاده والسعودية وافقتا على تبادل زيارات الدبلوماسيين لتفقد البعثات الدبلوماسية لكل منهما، دون الإشارة إلى احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية.
إعلان
صرح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في حوار معه نشرته وسائل إعلام اليوم الخميس (24 آب/أغسطس 2017) أن ايران والسعودية اللتين قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما، وافقتا على تبادل زيارات الدبلوماسيين لتفقد البعثات الدبلوماسية لكل منهما. ولم يشر ظريف الى احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين الكبريين، لكن هذه الخطوة يمكن أن تترجم بدء تطبيع بينهما.
وقال ظريف في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) ونشرتها وسائل إعلام أخرى الخميس أن "تأشيرات دخول منحت للجانبين. يجب تسوية بعض التفاصيل قبل أن يتمكن دبلوماسيينا من الذهاب لتفقد سفارتنا وقنصليتنا، وأن يتمكن دبلوماسيون سعوديون من القيام بالأمر نفسه في سفارتهم وقنصليتهم".وقال ظريف إن زيارات الدبلوماسيين يفترض أن تجري بعد الحج الذي ينتهي في الأسبوع الأول من أيلول/سبتمبر المقبل.
وهي المرة الأولى التي يقبل بها البلدان تبادلاً دبلوماسياً من هذا النوع منذ قطع العلاقات بينهما في كانون الثاني/يناير 2016. وكانت العلاقات قطعت بمبادرة من السعودية بعد تخريب سفارتها في طهران من قبل حشد رداً على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
والجدير ذكره أنه وخلال الحج في 2015، أدى تدافع كبير إلى مصرع حوالى 2300 حاجاً بينهم 464 إيرانياً. وفي السنة التالية، لم يسمح للإيرانيين بالمشاركة في الحج إذ أن البلدين لم ينجحا في التفاهم على قضايا أمنية ولوجستية. واتفقت طهران والرياض على أن يتمكن الحجاج الإيرانيون من أداء فريضة الحج هذه السنة.
من جهة أخرى، انتقد ظريف سياسة السعودية في المنطقة. وقال الوزير الإيراني إن "سلوك السعودية يتنافى مع مصالحها الخاصة. نحن نريد الأمن والاستقرار في كل المنطقة ونصر على ضرورة مكافحة المخاطر التي تهددنا جميعاً"، في إشارة إلى الجهاديين. وأضاف "نعتقد ان السعودية لم تستفد شيئاً من سنتي الحرب والأعمال المروعة ضد اليمنيين بل بالعكس. الأمر نفسه ينطبق على سوريا والبحرين. نأمل أن يختاروا طريقاً آخر"، مؤكداً أن ايران مستعدة دائماً للحوار مع السعودية.
خ.س/ح.ع.ح (أ ف ب)
الحج .. جبهة أخرى في الصراع بين إيران والسعودية
ما أن تهدأ حرب التصريحات بين إيران والسعودية حتى تندلع حرب كلامية أخرى بين البلدين على طرفي الخليج. هذا العام جاءت الحرب الكلامية في ظل غياب الحجاج الإيرانيين عن موسم الحج بعد وفاة 464 إيرانيا العام الماضي بسبب التدافع.
صورة من: Getty Images/F.Bahrami
ليس استقبال أكثر من مليوني حاج بالمهمة السهلة. السلطات السعودية تنسق مع البلدان الإسلامية لاستقبال عدد محدد من الحجاج. وتحاول السيطرة على مسار الشعائر وتوفير خدمات التمريض. بيد أن المشكلة تكمن غالبا عند رمي الجمرات. الآن تم تحديد مسارات وبوابات الكترونية لإدارة الحشود. كما تم توزيع أساور إلكترونية على الحجاج ليتمكنوا من تتبع حركة الحشود والحصول على إنذار مبكر قبل بداية التكدس.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Naamani
اعتبر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن زعماء إيران بأنهم "ليسوا مسلمين" ليثير استنكار طهران في تراشق كلامي عنيف بين القوتين الإقليميتين المتنافستين بشأن إدارة الحج. آل الشيخ صرح قائلا: "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس وعداؤهم للمسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة".
صورة من: picture-alliance/dpa
تصريح مفتي السعودية جاء بعد تذكير مرشد الثورة في إيران آية الله علي خامنئي لحادث تدافع منى الذي أودى بحياة نحو 2300 شخص السنة الماضية، حيث لقي فيه 464 حاجا إيرانيا مصرعهم. خامنئي وصف حكام السعودية بأنهم "لا يعرفون الله ولا دين لهم".
صورة من: Tasnim
غاب الإيرانيون عن أداء فريضة الحج لأول مرة منذ ثلاثين عاما، بسبب عدم الاتفاق بين الجانبين على الإجراءات اللوجستية بعد حادث منى العام الماضي. ومن شأن هذه الحرب الكلامية التي تتزامن مع توافد الحجاج أن تعمق الخلاف القائم بين المملكة السنية والجمهورية الشيعية اللتين تدعم كل منهما أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية وفي صراعات أخرى بالشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
السلطات السعودية الرسمية أعلنت أن حادث التدافع أدى إلى مقتل 769 حاجا، إلا أن إحصاءات أظهرت أن أكثر من 30 دولة فقدت رعايا لها في الحادث، الذي أفضى إلى حصيلة توازي ثلاثة أضعاف الرقم المعلن عنه في السعودية رسميا. قبل هذا الحادث بأيام، قتل 109 أشخاص على الأقل جراء سقوط رافعة في الحرم المكي، تابعة لمجموعة بن لادن السعودية التي كانت تنفذ أعمال توسعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/O. Bilgin
ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز دخل على خط التصريحات وقال إن المملكة لن تسمح لإيران أو غيرها بمخالفة أو تسييس شعائر الحج. بينما اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بتسييس الحج هربا من مشاكلها الداخلية، ووصف تصريحات خامنئي بأنها محاولة لتحويل أنظار الشعب الإيراني عن حكومة طهران التي خذلتهم ومنعتهم من فرصة إتمام مناسك الحج.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
رد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تغريدة على تصريح مفتي السعودية بأن زعماء إيران "ليسوا مسلمين"، واعتبر أنه "لا تماثل بين إسلام الإيرانيين ومعظم المسلمين من جهة والتطرف والتعصب الذي يدعو له كبير علماء الوهابية وأسياد الإرهاب السعودي"، حسب قوله.