ظريف: سنتبادل الزيارات الدبلوماسية مع السعودية قريبا
٢٣ أغسطس ٢٠١٧
نقلت وكالة أنباء إيرانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن وفودا من إيران والسعودية ستتبادل الزيارات الدبلوماسية قريبا، مؤكدا أن التأشيرات فقد صدرت بالفعل من الجانبين. فيما لم تعلق الرياض عن هذه التصرحات.
إعلان
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة نشرتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية اليوم الأربعاء (23 أغسطس/ آب 2017) إن وفودا من إيران والسعودية ستتبادل الزيارات الدبلوماسية قريبا. وأضاف أن الزيارات قد تحدث بعد انتهاء موسم الحج في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول القادم.
وستكون هذه أول علامة على تحسن العلاقات بين البلدين منذ قطعا العلاقات الدبلوماسية العام الماضي. ونقلت الوكالة عن ظريف قوله: "صدرت التأشيرات بالفعل للجانبين... وننتظر إتمام الخطوات النهائية حتى يتمكن دبلوماسيو البلدين من تفقد سفاراتهم وقنصلياتهم".
من جانبها لم تعلق الرياض على هذه التصريحات حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
وكانت السعودية قد نفت منذ أسبوع بأنها لم تطلب أي وساطة وبأي شكل كانت مع إيران. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) في 16 آب/أغسطس 2017 عن مصدر سعودي قوله: "تتمسك المملكة بموقفها الثابت الرافض لأي تقارب بأي شكل كان مع النظام الإيراني الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم ويقوم بالتدخل بشؤون الدول الأخرى". وأضاف أن "المملكة ترى أن النظام الإيراني الحالي لا يمكن التفاوض معه بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الدبلوماسية".
وجاء كلام المصدر السعودي المسؤول عقب تصريحات صحفية أدلى بها وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي قال فيها إن السعودية طلبت من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التدخل للتوسط بين الرياض وطهران، ولكنه عاد لاحقا ونفى ما قاله.
وتمر العلاقات بين إيران والسعودية بأدنى مستوى لها منذ سنوات حيث يتبادل البلدان الاتهامات بتقويض الأمن الإقليمي ودعم أطراف متعارضة في الصراعات في سوريا والعراق واليمن. وكان محتجون إيرانيون اقتحموا السفارة السعودية في إيران في يناير كانون الثاني 2016 بعد إعدام رجل دين شيعي سعودي مما دفع الرياض لإغلاق السفارة.
وقطعت السعودية وعدة دول عربية أخرى العلاقات مع قطر مستشهدة بتقاربها مع إيران ضمن الأسباب الرئيسية لهذه الخطوة. وكانت إيران اتهمت السعودية بالوقوف وراء هجومين في السابع من يونيو حزيران في طهران أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنهما. وقتل ما لا يقل عن 18 شخصا وأصيب أكثر من 40 في الهجومين اللذين تنفي الرياض صلتها بهما. ويوجد حاليا آلاف الإيرانيين في السعودية لأداء فريضة الحج.
ي.ب/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
الحج .. جبهة أخرى في الصراع بين إيران والسعودية
ما أن تهدأ حرب التصريحات بين إيران والسعودية حتى تندلع حرب كلامية أخرى بين البلدين على طرفي الخليج. هذا العام جاءت الحرب الكلامية في ظل غياب الحجاج الإيرانيين عن موسم الحج بعد وفاة 464 إيرانيا العام الماضي بسبب التدافع.
صورة من: Getty Images/F.Bahrami
ليس استقبال أكثر من مليوني حاج بالمهمة السهلة. السلطات السعودية تنسق مع البلدان الإسلامية لاستقبال عدد محدد من الحجاج. وتحاول السيطرة على مسار الشعائر وتوفير خدمات التمريض. بيد أن المشكلة تكمن غالبا عند رمي الجمرات. الآن تم تحديد مسارات وبوابات الكترونية لإدارة الحشود. كما تم توزيع أساور إلكترونية على الحجاج ليتمكنوا من تتبع حركة الحشود والحصول على إنذار مبكر قبل بداية التكدس.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Naamani
اعتبر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن زعماء إيران بأنهم "ليسوا مسلمين" ليثير استنكار طهران في تراشق كلامي عنيف بين القوتين الإقليميتين المتنافستين بشأن إدارة الحج. آل الشيخ صرح قائلا: "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس وعداؤهم للمسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة".
صورة من: picture-alliance/dpa
تصريح مفتي السعودية جاء بعد تذكير مرشد الثورة في إيران آية الله علي خامنئي لحادث تدافع منى الذي أودى بحياة نحو 2300 شخص السنة الماضية، حيث لقي فيه 464 حاجا إيرانيا مصرعهم. خامنئي وصف حكام السعودية بأنهم "لا يعرفون الله ولا دين لهم".
صورة من: Tasnim
غاب الإيرانيون عن أداء فريضة الحج لأول مرة منذ ثلاثين عاما، بسبب عدم الاتفاق بين الجانبين على الإجراءات اللوجستية بعد حادث منى العام الماضي. ومن شأن هذه الحرب الكلامية التي تتزامن مع توافد الحجاج أن تعمق الخلاف القائم بين المملكة السنية والجمهورية الشيعية اللتين تدعم كل منهما أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية وفي صراعات أخرى بالشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
السلطات السعودية الرسمية أعلنت أن حادث التدافع أدى إلى مقتل 769 حاجا، إلا أن إحصاءات أظهرت أن أكثر من 30 دولة فقدت رعايا لها في الحادث، الذي أفضى إلى حصيلة توازي ثلاثة أضعاف الرقم المعلن عنه في السعودية رسميا. قبل هذا الحادث بأيام، قتل 109 أشخاص على الأقل جراء سقوط رافعة في الحرم المكي، تابعة لمجموعة بن لادن السعودية التي كانت تنفذ أعمال توسعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/O. Bilgin
ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز دخل على خط التصريحات وقال إن المملكة لن تسمح لإيران أو غيرها بمخالفة أو تسييس شعائر الحج. بينما اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بتسييس الحج هربا من مشاكلها الداخلية، ووصف تصريحات خامنئي بأنها محاولة لتحويل أنظار الشعب الإيراني عن حكومة طهران التي خذلتهم ومنعتهم من فرصة إتمام مناسك الحج.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
رد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تغريدة على تصريح مفتي السعودية بأن زعماء إيران "ليسوا مسلمين"، واعتبر أنه "لا تماثل بين إسلام الإيرانيين ومعظم المسلمين من جهة والتطرف والتعصب الذي يدعو له كبير علماء الوهابية وأسياد الإرهاب السعودي"، حسب قوله.