ظريف من ميونيخ يهاجم "دعاة الحرب" وروحاني يغازل دول الخليج
١٧ فبراير ٢٠١٩
اغتنم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مشاركته في مؤتمر ميونيخ ليرد بشدة على نائب الرئيس الأمريكي وليتهم إسرائيل بأنها تشكل مصدر خطر حرب..الأوروبيون لم يسلموا من انتقادات بينما غازل الرئيس روحاني دول الخليج.
إعلان
اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأحد(17 شباط/فبراير 2019) أن اسرائيل "تسعى الى الحرب"، في إشارة واضحة الى الضربات الإسرائيلية في سوريا والتي تطاول أهدافا إيرانية. وقال ظريف خلال جلسة أسئلة وأجوبة في مؤتمر الأمن في ميونيخ إن "البعض يسعى إلى الحرب". وحين طلب منه تحديد هوية هؤلاء الأطراف، رد ببساطة "اسرائيل".
وأضاف الوزير الإيراني "نحن في سوريا بناء على طلب الحكومة السورية لغرض وحيد هو محاربة الإرهاب وليس لهدف آخر".
كما ندد ظريف بتصريحات نائب الرئيس الأمريكي الذي اتهم طهران بالتحضير لمحرقة جديدة والسعي إلى حيازة السلاح النووي، معتبرا أنها "جاهلة وسخيفة". وكثف مايك بنس هذا الأسبوع اتهاماته لإيران أمام مسؤولين أجانب، سواء في وارسو أو ميونيخ.
وقال ظريف إن بنس "طلب بغطرسة من أوروبا، على أرضها، أن تنضم إلى الولايات المتحدة (وتنسحب من الاتفاق النووي الإيراني)، وأن تضر عبر ذلك بأمنها". واضاف أن "اتهاماته المشينة لإيران، بما فيها مزاعمه الجاهلة عن معاداة السامية (...) سخيفة وخطيرة في الوقت نفسه".
يذكر أن بنس أتهم إيران بنبرة شديدة بالتحضير "لمحرقة جديدة" عبر طموحاتها الإقليمية التي تستهدف إسرائيل خصوصا، حسب تعبيره. فيما وصف ظريف السياسة الأميركية حيال إيران بانها "هاجس مرضي يتسبب بمعاناة المنطقة منذ أربعين عاما" حسب تعبيره.
بيد أن وزير الخارجية الإيراني انتقد "حلفاء" بلاده في أوروبا أيضا مشيرا إلى أن الآلية الأوروبية للتجارة مع إيران لا تفي بالغرض وإن على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بذل جهد أكبر لإظهار التزامهم بالاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015. وأضاف ظريف أمام مؤتمر ميونيخ للأمن "ينبغي أن تكون أوروبا مستعدة لتحمل المخاطر إذا أرادت أن تسبح ضد تيار الأحادية الأمريكية الخطير."
على صعيد آخر، أكد رئيس منظمة التخطيط والموازنة الإيرانية محمد باقر نوبخت، أن "الآلية المالية الأوروبية الخاصة"، التي أطلقتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا للتعامل التجاري مع إيران، تعد مقدمة لإجراءات أوروبية لاحقة. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عنه القول اليوم الأحد :"الآلية ليست برنامجا لمقايضة النفط بالسلع، ولا تعد منظومة متكاملة بعد، وإطلاقها كان مؤقتا، ولكن من شأنها أن تمهد لإجراءات أوروبية لاحقة".
والآلية عبارة عن شركة تتخذ من باريس مقرا لها وتعمل كجهة وسيطة بين إيران والشركات الأوروبية، وبفضلها ستتمكن إيران من بيع نفطها وسلع أخرى إلى أوروبا، على أن يحول ثمنها إلى الشركات الأوروبية التي تبيع طهران المنتجات الصناعية والأدوية والسلع الغذائية.
وفيما تبدو رسائل غزل من طهران للدول الخليجية، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأحد إن بلاده مستعدة للعمل مع جيرانها لإحلال السلام بالشرق الأوسط في مواجهة ما وصفه "العدوان الأمريكي والإسرائيلي"، وذلك في أحدث محاولات من طهران لإضعاف العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة. وذكر روحاني في خطاب ألقاه في إقليم هرمزجان بجنوب البلاد وبثه التلفزيون الرسمي على الهواء "إيران مستعدة للعمل مع دول المنطقة للحفاظ على الأمن في الشرق الأوسط... نريد إقامة علاقات أخوية مع كل دول المنطقة... إيران لم تبادر مطلقا بأي عدوان في المنطقة"، حسب تعبيره.
وتابع قائلا "دول المنطقة التي تعتقد أن باستطاعة إسرائيل وأمريكا تحقيق الأمن مخطئة. يجب علينا نحن المسلمين أن نضمن أمن المنطقة"، وردت الحشود بهتافات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".
ح.ع.ح/م.س(أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)
صيد الكاميرا في مؤتمر الأمن بميونيخ
لا يعد مؤتمر ميونيخ للأمن الأهم في هذا المجال في العالم فحسب، بل هو مناسبة سنوية لحضور ساسة بارزين وفرصة لدبلوماسية "الأبواب المغلقة". في صور لقطات من كواليس المؤتمر وبعض أهم أسراره.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
ايفانكا ابنة الرئيس تخطف الأضواء
إيفانكا ترامب بفستانها البرتقالي المصفر غريب اللون خطفت الأضواء في المؤتمر. وكانت الكاميرات مصوبة تجاهها في كل مكان تتجه إليه. في الصورة تتحدث مع وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين. يذكر أن إيفانكا ابنة الرئيس ترامب تشغل منصب مستشارة الرئيس والدها. ولا تعرف صفتها الرسمية في المؤتمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
كوشنر قادماً من وارسو
إيفانكا كانت حاضرة مع زوجها جاريد كوشنر الذي يشغل أيضا منصب مستشار الرئيس. وحضر كوشنر إلى ميونيخ قادما من وارسو حيث عرض على وزراء الخارجية المشاركين في مؤتمر وارسو آخر ما توصل إليه الفريق الذي يقوده في البيت الأبيض بشأن خطة السلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
أهم لقاء من نوعه في العالم
يُعتبر مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن أهم وأكبر لقاء من نوعه على مستوى العالم. ويشارك فيه هذا العام نحو 40 رئيس حكومة ودولة و100 وزير. وصدر عن المؤتمر أيضا " تقرير ميونيخ للأمن" الذي يتناول في مائة صفحة الموضوعات المتعلقة بالوضع العالمي والتي يجري تناولها والتشاور حولها في المؤتمر.
صورة من: MSC/Guelland
اختفاء نجمة من نجوم الاتحاد الأوروبي
افتتح رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، فولفغانغ إشينغر المؤتمر مرتدياً سترة زرقاء وقد اختفت نجمة من النجوم الاثنتي عشر التي تستدير في حلقة الاتحاد الأوروبي على صدره، في إشارة إلى ما جرى في بريكست. ويعتزم الدبلوماسي البارز السابق البالغ من العمر 72 عاما جعل أوروبا إحدى أهم القضايا المطروحة في المؤتمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
ميركل وبيلوسي بالأحضان
المستشارة ميركل تعانق رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي المعارضة لسياسات الرئيس الأمريكي ترامب. وكانت ميركل قد ذكرت في المؤتمر أن وصف الأميركيين للسيارات الأوروبية بتهديد "يثير الرعب" ردا على تهديد الرئيس ترامب بفرض ما نسبته 25 بالمئة من الرسوم على سيارات أوروبية، تستهدف خصوصا ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
السيسي في ربوع ميونيخ
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء وصوله فندق "بايريشه هوف". وكان السيسي قد دعا إلى تعزيز التعاون التنموي لمكافحة الإرهاب. وقال إنه يتعين تحقيق الأمن والاستقرار عبر التنمية الاقتصادية أيضا. وأعلن السيسي، الذي تولى مؤخرا رئاسة الاتحاد الأفريقي، عزم بلاده تأسيس مركز إقليمي لإعادة الإعمار وتطوير الاتحاد.
صورة من: MSC/Balk
مايك بنس ينتقد ضمناً ألمانيا وتركيا
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس حض الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بخوان غوايدو رئيسا لفنزويلا. وانتقد ضمنا الاتفاق الألماني الروسي حيال مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2". ووجه بنس انتقادات إلى تركيا أيضا دون أن يذكرها بالاسم وقال:" لن نقف متفرجين عندما يقوم شركاء في الحلف بشراء أسلحة من أعدائنا"، في إشارة إلى شراء تركيا لنظام دفاع صاروخي روسي.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
"فطور عمل" ألماني - روسي
وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس يلتقي نظيره الروسي سيرجي لافروف في "فطور عمل" بصحبة رجال أعمال من البلدين. وناقش الوزيران أيضا وراء أبواب مغلقة الحد من التسلح والتوترات في شرق أوكرانيا وخط أنابيب نورد ستريم2.
صورة من: picture alliance/dpa
حضور أمني مكثف
تشديدات أمنية مكثفة في ميونيخ أثناء انعقاد المؤتمر. ووظفت الشرطة نحو 4400 شرطي لحماية الضيوف. ولا يمكن حضور المؤتمر وقاعاته وفندق "بايريشر هوف" إلا بتصاريح أمنية خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
بايريشر هوف
يعد فندق "بايريشر هوف" من الفنادق الفاخرة وأحد معالم مدينة ميونيخ. شيد في سنة 1841 وزاره الكثير من المشاهير مثل الملكة إليزابيث قيصرة النمسا-المجر، وكذلك عالم النفس الشهير سيغموند فرويد. يحتضن الفندق سنويا مؤتمر الأمن في ميونيخ وضيوفه الكبار.
صورة من: picture-alliance/Xinhua
دبلوماسية "الأبواب المغلقة"
مؤتمر ميونيخ ليس مجرد منصة لظهور ساسة مرموقين أمام الكاميرات، بل هو بالأساس فرصة لدبلوماسية الأبواب المغلقة. وربما يعود هذا أيضاً لمكان عقد المؤتمر. فالفندق التقليدي مترامي الأطراف، "بايرشر هوف" يشمل عدة بنايات ألحقت به وهي مناسبة لدبلوماسية الغرف الخلفية. والعديد من الأدراج والممرات تشكل ممرات محمية بشكل جيد وتؤدي إلى نحو 340 غرفة في الفندق. وحجزت إدارة المؤتمر 100 غرفة للقاءات السرية.