ظهور حركة بيغيدا العنيف بعد أزمة اللاجئين
٢٠ سبتمبر ٢٠١٥بعد غياب طويل عن أضواء الإعلام خلال الأشهر الماضية ظهرت من جديد حركة بيغيدا (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب). ظهورها للإعلام من جديد جاء بعد أعمال عنف شهدتها مظاهرة للحركة في مدينة لايبتسيغ شرق ألمانيا. وشارك نحو 500 شخص في المسيرة التي نظمها فرع حركة "الوطنيون الأوروبيون ضد أسلمة الغرب" المعروفة اختصارا بـ"بيغيدا" والتي تشكلت العام الماضي في مدينة دريسدن. من الجانب الثاني تجمع نحو ألف متظاهر يساري وغير يساري معارض لمظاهرة "بيغيدا". ووقعت مشاجرات مع رجال الشرطة وفتحت الشرطة خراطيم المياه عندما شرع بعض المشاركين في المظاهرة في الطرق على الحاجز الذي أقامته الشرطة ودخلوا في اعتصام.
عمر الحركة قد وصل إلى عام تقريبا. DW تحدثت مع مؤسس حركة "ضد بيغيدا" مارسيل نوفسكي وسألته عن الوضع الحالي للحركة المناهضة للأجانب.
DW: منذ حوالي 12 شهرا كانت شعارات بيغيدا ضد اللاجئين والأجانب سببا في بداية الحركة واستمرارها. هل تعتقد أن أزمة اللاجئين الحالية ستزيد من قوة الحركة؟
نوفسكي: لا أظن ذلك، فالحديث حول اللاجئين وزيادة عددهم ليس أمرا جديدا. ما تغير في الحقيقة هو ما نشاهده من صور في ميونيخ مثلا. فكرتهم (أنصار بيغيدا) بما يطلقون عليه "موت الشعب". جنون العظمة التي يدعون إليها منذ عقود والخوف من ازدياد عدد اللاجئين.
لكن ما يؤجج "ليغيدا" وهي فرع بيغيدا في مدينة لايبتسيغ، هو الشعور بالظلم عليهم. فالحركة تشهد مناهضة كبيرة في المدينة مقارنة بالحركات المشابهة في مدينتي دريسدن وكيمنتز في ساكسونيا. ومعارضة الحركة لا تأتي من شريحة الحركات اليسارية فقط، بل من شريحة واسعة من مجتمع المدينة. ما نفعله حقا ضدهم هو أننا ببساطة نزعجهم. واعتقد أن ما يزعجهم أيضا هو أننا نقوم بطرق مشروعة بدعم النشطاء الذين يعارضونهم بأموال حكومية.
قامت قوات الأمن باستخدام خراطيم المياه لتفريقهم بعد حالات عنف شهدتها تظاهرتهم يوم الاثنين الماضي. فيما كانت التظاهرات السابقة تمر عموما بسلام، برأيك ما سبب هذا العنف هذه المرة؟
ربما لم يسلط الإعلام سابقا الضوء بما يكفي على العنف الذي كانت تشهده مظاهراتهم. نفس الناس الذين تظاهروا بالأمس كانوا يتظاهرون في السابق. لم يتغير شيء.
ما تغير في ليغيدا هو خطابها الجديد الذي يقود إلى التصعيد. التركيب في تصورهم أنهم ضحية، والتصور أنهم يحاربون الدولة، ويريدون التخلص من كل ما يرتبط بالمجتمع المفتوح. كل ذلك يقودهم الآن إلى العنف أكثر.
كيف كان بإمكان الشرطة والجهات المسؤولة التعامل مع تظاهرات ليغيدا، في وقت تبدو فيه السلطات مشغولة مع أزمة اللاجئين؟
بعد إغلاق ألمانيا حدودها مع النمسا يوم الأحد اضطرت الدولة لإرسال عدد كبير من شرطتها إلى الحدود. لكن ذلك يجري بالتوازي مع السيطرة على التظاهرات لحركة ليغيدا. ولهذا كان عدد الشرطة الذين تواجدوا في التظاهرة يوم الاثنين الماضي أقل مما كان عليه في التظاهرات السابقة. الأمر الذي لم يمكنهم من السيطرة وتأمين التظاهرة .
هل تعتقد أن التظاهرات ستزداد بعد عام من انطلاقها في دريسدن؟
بالنسبة لمدينة لايبتسيغ لا اعتقد أننا سنشهد زيادة، أغلب من يأتي للتظاهر في المدينة يعيش خارجها وليس من سكانها. إنهم سكان المناطق الصغيرة المحيطة بها. عدد من يشاركون في التظاهرات من لايبتسيغ عدد هامشي صغير. هم لا يملكون أي علاقات حقيقية مع العدد الأكبر من سكان المدينة. ولهذا يكون التظاهر ضدهم واضح جدا. لكن من يعلم ما الذي سيحدث في الأيام القادمة. هناك دائما احتمالات واردة في زيادة عددهم.
ما الفرق في مناهضة حركتي بيغيدا في دريسدن وليغيدا في لايبتسيغ؟
دريسدن مميزة من نواحي كثيرة. فهي تمتلك إمكانية كبيرة للتظاهر ضد بيغيدا. كل الاعتداءات التي حدثت ضد اللاجئين حدثت في مناطق فرايتال ومايسناو وهايدناو، وهي مناطق خارج المدينة. وهي المناطق الحقيقية التي يتواجد فيها أنصار بيغيدا. دريسدن ليست موطن بيغيدا الحقيقي.
هناك عدد كبير من سكان المدينة ممن يعارضون بيغيدا. لكن يجب النظر إلى طبيعة أهلها وكيف يجب عليهم التعامل مع الحركة. فأغلبهم لا يتحرك فعليا للتظاهر ضد الحركة. وهو ما يجعل منها قوية في دريسدن أكثر من لايبتسيغ.
كيف تقيم أجواء دريسدن حاليا؟
كنت مرة واحدة في دريسدن منذ أشهر مضت. كان ذلك حينما تم الاتفاق على استقبال عشر مدن ألمانية للاجئين. حينها تعرضنا للعنف من قبل المتظاهرين. كانت تلك آخر مرة كنت فيها بدريسدن. لأكون صريحا معك، لا أرغب بالعودة إلى هناك مرة أخرى.
مارسيل نوفسكي أسس حركة "ضد بيغيدا" في ديسمبر 2014. يعمل الشاب البالغ من العمر 33 عاما تقني معلومات في لايبتسيغ.