هل يمكن للمرء أن يكتب عن أحدث التقنيات المالية والرقمية وفي نفس الوقت يجمع المال لعمل خيري؟ تحاول مؤسسة DW عمل ذلك من خلال عرض عمل فني رقمي بتقنية الـNFT للبيع في مزاد علني. فما هي هذه التقنية؟ وما سبب العرض؟
إعلان
نعيش اليوم في زمن ليس مواتيا لحرية الصحافة. لهذا السبب ربما تم منح جائزة نوبل للسلامإلى صحفيين استقصائيين، هما ماريا ريسا من الفلبين وديميتري موراتوف من روسيا. لجنة الجائزة أشادت بعمل الصحفيين من أجل حرية الرأي، وهو ما اعتبرته شرطاً من شروط الديمقراطية والسلام الدائم.
حول العالم، يقبع حالياً 339 صحفية وصحفياً في السجون، بالإضافة إلى نحو مائة مدون ومواطن صحفي وعامل في القطاع الإعلامي، وذلك بحسب إحصائية لمنظمة "مراسلون بلا حدود". وهذا عدد أكبر بكثير من العام الماضي، والذي سجل آنذاك رقماً قياسياً في الاعتقالات. ناهيك عمن فقدوا حياتهم، الذين يقدر عددهم بأكثر من ثلاثين هذا العام.
مزاد من أجل حرية الصحافة
من أجل إظهار احترامنا لكافة زميلاتنا وزملائنا حول العالم، قمنا في مؤسسة DW الإعلامية بإنتاج فيديو يحمل عبارة "حرية الصحافة" باللغات الثلاثين التي تبث بهم DW محتوياتها. وهذا الفيديو سنقوم بعرضه للبيع في مزاد علني، على أن يذهب عائد البيع إلى منظمة "مراسلون بلا حدود".
والدافع من وراء هذا العمل هو الرغبة في التعرف على ظاهرة مثيرة للانتباه وواعدة، ولكنها غريبة للغاية هي تقنية: الرموز غير القابلة للاستبدال أو ما تعرف اختصارا بـ (NFT)؟ والفيديو الذي سنعرضه في المزاد سيكون ممهوراً بـ"رمز غير قابل للاستبدال".
والرموز غير القابلة للاستبدال هي بمثابة شهادة إثبات رقمية بأن العمل الفني هو نسخة أصلية. أي أنه من خلال هذه التقنية، يمكن التأكد من أن العمل الرقمي أصلي وليس منسوخاً عن الأصل، وهي مبنية على تقنية سلسلة الكتل، والتي تعمل من خلالها العملات الرقمية المشفرة، مثل بيتكوين وإيثريوم.
أسعار فلكية
خلال العام الحالي انتشرت موجة حماس كبيرة حول الرموز غير القابلة للاستبدال، وذلك بسبب بيع عدد من تلك الأعمال الفنية الرقمية مقابل مبالغ هائلة. ففي مارس/ آذار بيع عمل رقمي للفنان الأمريكي الشهير بـ"بيبل" بنحو 69 مليون دولار، وبهذا قفز الفنان الأمريكي المغمور نسبياً إلى ثالث أغلى فنان على قيد الحياة، بعد جيف كونز وديفيد هوكني. كانت هذه المرة الأولى التي تقوم فيها دار مرموقة للمزادات العلنية مثل كريستيز بعرض عمل فني بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال.
لكن أغلب الأعمال الفنية الرقمية تُعرض على مواقع إلكترونية متخصصة. هناك أيضاً يتم عرض الكثير من المال، بدءاً من لوحة شخصية لمسرّب البيانات إدوارد سنودن، مروراً بمقاطع فيديو من مباريات رياضية، ووصولاً إلى صور كوميدية ساخرة منتشرة على الإنترنت. بل حتى هناك صفحة من جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية تتضمن مقالاً حول ظاهرة الفن الرقمي بيعت في مزاد علني بمبلغ خيالي. لكن بالطبع هناك أيضاً أعمال فنية حقيقية.
"حرية الصحافة X30"
في مقالات لاحقة، سنتطرق إلى كيفية عمل تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال، ولماذا يعلق عليها كثيرون آمالاً كبيرة، بينما يعتبرها آخرون وسيلة غش وخداع وأداة إضافية لتدمير البيئة!
يحمل العمل الفني الرقمي الذي تعرضه DW للبيع اسم "PressFreedomX30" (حرية الصحافة في 30)، وهو بالنسبة لنا فرصة لمعرفة المزيد عن هذا التطور الشيق، والذي يمكن مقارنته ربما بأول عملية بيع على منصة "إيباي" في عام 1995، أو أول اختبار لقيادة سيارة "تسلا" عام 2008.
من يود دخول المزاد العلني، سيحتاج إلى محفظة رقمية يمكنها التعامل مع عملة "إيثر" ورابط المزاد هو:
سينطلق المزاد يوم الثلاثاء (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) في الساعة الخامسة مساءً بتوقيت وسط أوروبا. وينتهي المزاد بعد 24 ساعة من أول عرض.
عائد بيع العمل، بعد خصم عمولة منصة البيع، سيذهب إلى مكتب منظمة "مراسلون بلا حدود" في ألمانيا. هذه المنظمة غير الحكومية تقوم بتوثيق انتهاكات حرية الصحافة حول العالم، وتقدم الدعم للصحفيات والصحفيين الذين يتعرضون للاضطهاد.
أندرياس بيكر، نيكولاس مارتين/ ي.أ/ص.ش
بالصور- صحفيون ومدونون قادتهم أراؤهم الحرة للموت أو السجن
يُعتقلون ويُعذبون ويُقتلون. لأن الصحفيين يزاولون مهنتهم؛ يصبحون هدفا لحكومات وعصابات أو مقاتلين متعصبين وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو/ أيار) تقدم DW هذه الجولة المصورة تذكيرا ببعض الضحايا من بقاع العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Hamed
روسيا: نيكولاي أندروشتشينكو
تعرض للضرب من قبل مجهولين في الشارع في سان بطرسبرغ. في 19 من أبريل/ نيسان 2017 لفظ نيكولاي أندروشتشينكو البالغ من العمر 73 عاما أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه. هذا الصحفي سبق وأن كتب عن خروقات حقوق الإنسان والجريمة. في وثائقه الأخيرة كشف أن الرئيس فلاديمير بوتين وصل إلى السلطة بفضل ارتباطات مع مجرمين وأجهزة الاستخبارات.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Usov
المكسيك: ميروسلافا بريتش
ميروسلافا بريتش تمت تصفيتها أمام منزلها في مدينة شيهواهوا بشمال المكسيك في 23 مارس/ آذار 2017 من قبل قاتل أطلق عليها ثمان رصاصات. الصحفية كتبت عن الفساد والجريمة لدى عصابات المخدرات المكسيكية وتأثيرها في السياسة والاقتصاد. قاتلها ترك رسالة جاء فيها: "للخائنة". ميروسلافا بريتش هي ثالث شخصية صحفية تُغتال في مارس/ آذار في المكسيك.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/C. Tischler
العراق: شيفا غردي
الصحفية شيفا غردي توفيت عندما انفجر لغم في الـ 25 من فبراير/ شباط 2017 في جبهة القتال في شمال العراق. الصحفية الكردية العراقية المولودة في إيران كانت تعمل لصالح إذاعة كردية في أربيل وقامت بتغطية العمليات القتالية بين الوحدات العراقية وميليشيات "داعش". ومن حين لآخر يقوم إرهابيون تابعون لتنظيم "داعش" بالقرب من الموصل بخطف صحفيين وطردهم أو قتلهم.
صورة من: picture alliance/dpa/AA/F. Ferec
بنغلاديش: أفيجيت روي
أفيجيت روي كان يصف نفسه بأنه "إنسان علماني" وأثار بذلك غضب متطرفين إسلامويين في بنغلاديش. أفيجيت روي كان يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية وسافر في فبراير/ شباط 2015 إلى معرض الكتاب في داكا حيث مزقه متعصبون بمناجل. ويتعرض مدونون في بنغلاديش من حين لآخر للاغتيال.
صورة من: Getty Images/AFP/M. U. Zaman
العربية السعودية: رائف بدوي
حكم على الناشط السعودي بعشر سنوات سجنا و 1000 جلدة. ومنذ 2012 يقبع رائف بدوي في السجن بتهمة "ازدراء الإسلام". وفي يناير/ كانون الثاني 2015 تم جلده لأول مرة أمام الملأ، ونشأت حملة عالمية لإطلاق سراحه، وألغى النظام تلك العقوبة. وحصلت زوجته إنصاف حيدر والأبناء على حق اللجوء في كندا.
صورة من: Imago/C. Ditsch
أوزبكستان: سليون عبد الرحمانوف
منذ عام 2008 يقبع سليون عبد الرحمانوف في السجن ـ حكم عليه بسبب الحيازة المفترضة لمخدرات. منظمة صحفيون بلا حدود تقول إن الحكومة توظف حيازة المخدرات لإسكات المنتقدين. "جريمة" عبد الرحمانوف تتمثل في أنه كتب لصالح مواقع الكترونية مستقلة وإذاعة صوت أمريكا وغيرها حول الفساد وحقوق الإنسان وتدمير البيئة.
تركيا: دنيز يوجِل
الصحفي الألماني من أصل تركي دنيز يوجِل مسجون في تركيا منذ فبراير/ شباط 2017. الاتهامات الموجهة ضد مراسل صحيفة "دي فيلت" هي الدعاية للإرهاب والتحريض، والسلطات التركية لم تقدم أدلة. ورغم الاحتجاجات القوية من ألمانيا أعلن الرئيس أردوغان أنه لن يطلق سراح يوجِل أبدا. أكثر من 140 من رجال الإعلام في تركيا تم اعتقالهم منذ المحاولة الانقلابية في يوليو/ تموز 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/C.Merey
الصين: غاو يو
يواجه الصحفيون المنتقدون للنظام والمدونون والنشطاء في الصين ضغوطا قوية. وحتى مراسلة DW السابقة غاو يو اعتُقلت في 2014 وحُكم عليها بالسجن سبع سنوات في أبريل/ نيسان 2015 بسبب إفشاء مزعوم لأسرار الدولة. وعلى إثر ضغط دولي تمكنت غاو يو من مغادرة المعتقل وتقضي عقوبتها منذ ذلك الحين في الإقامة الجبرية.
صورة من: DW
أذربيجان: محمان حسينوف
يصدر محمان حسينوف مجلة اجتماعية سياسية في الإنترنت قام فيها بفضح الفساد وخروقات حقوق الإنسان. ويُعتبر حسينوف من أشهر المدونين بالفيديو في أذربيجان. حملته "مطاردة موظفين فاسدين" اتهمت كوادر قيادية كبرى بالفساد في أذربيجان. تعرض للتهديد مرات وحكم عليه في مارس/ آذار 2017 بالسجن سنتين بتهمة القذف.
صورة من: twitter.com/mehman_huseynov
مقدونيا: تومسلاف كيزاروفسكي
كان يُعتبر السجين السياسي الوحيد في جنوب شرق أوروبا: إنه تومسلاف كيزاروفسكي الذي لم يكن مريحا، لأنه كان يسرد تقارير الشرطة الداخلية وقام بالبحث في ملابسات الموت غير المعروف لصحفي آخر. وفي محاكمة مشبوهة صدر بحقه في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 حكم بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف، وفي الحكم النهائي بسنتين في الإقامة الجبرية. والآن يقوم كيزاروفسكي بتدوين كتاب عن فترة اعتقاله.