تكافح طالبة جامعية تنحدر من تركيا في شعر "الصلام" العنصرية في الحياة اليومية في ألمانيا: من اعتداءات الطعن، إلى فرص الحصول على عمل أو مسكن بالإضافة للصورة النمطية عن المحجبات.
عيشة إيرم في نهائي مهرجان شعر "الصلام" في ألمانياصورة من: Sebastian Willnow/dpa/picture alliance Fragen Erklären
إعلان
فازت الشاعرة عائشة إيرم، ببطولة ألمانيا لشعر "الصلام" لتصبح الشابة البالغة من العمر 26 عاما أول مسلمة وأول امرأة من خلفيات مهاجرة تفوز بالجائزة. تتناول عائشة في أشعارها موضوع العنصرية في الحياة اليومية وشعورها بأنها "ليست بيضاء بالقدر الكافي".
واستضافت مدينة كيمنتس في شرق البلاد وعلى مدار أربعة أيام مهرجان شعر "الصلام" السنوي.
وتمكنت طالبة هندسة العمارة التركية الأصل، عيشة إيرم، من الفوز على 80 متسابق ومسابقة في نسخة المهرجان التاسعة والعشرين. وشارك فيها متسابقون ومتسابقات من ألمانيا والنمسا وسويسرا وإيطاليا وبلجيكا وليختنشتاين ولوكسمبورغ.
وفي مقابلة مع محطة "فيه.ديه.إر" أعادت عائشة تقديم بعض مقاطع شعرها التي فازت به بالجولة النهائية. وتحدثت عائشة في ظهورها الأخير أمام الجمهور عن تركي طعن في الشارع في ألمانيا التي هاجر إليها بحثاً عن الأمان. ولكن السلطات لم تعترف بالعنصرية كدافع للاعتداء، ويكون الطاعن مريض "نفسي" لأن المطعون "لم يكن أبيض البشرة بما فيه الكفاية". كما تطرقت عائشة في المقابلة إلى الصور النمطية المرتبطة بالمحجبات في ألمانيا ووصفهن من قبل البعض بالغباء وربط الحجاب بعاملات التنظيف.
وشعر الصلام" ظهر في البداية في الولايات المتحدة عام 1968 ومنذ سنوات يقام مهرجان له في ألمانيا. وحسب لجنة اليونسكو في ألمانيا أصبح المهرجان في ألمانيا أكبر وأكثر تنوعاً من نظيره الأم في أمريكا. ويصنف شعر "الصلام" منذ 2016 تراث ثقافي غير مادي.
الصلام، فن كلامي ظهر منذ منتصف الثمانينات في الولايات المتحدة على يد الشاعر الأمريكي مارك سميث الذي أراد تقريب القراءات الشعرية من الناس ونزع النخبوية عنها. لكنه بدأ في الآونة الأخيرة يلفت انتباه الشباب ولا سيما في تونس والمغرب حيث يتبارون بإلقاء ما يمكن وصفه بالشعر الملحون. ويتطلب الصلام مهارة خطابية ليتمكن الشباب من التعبير عن المواضيع المختلفة التي يودون التطرق إليها كالأحداث الآنية والحياة الاجتماعية.
تحرير: ابتسام فوزي
ألمانيا واللاجئون.. كيف تغير الحال منذ الترحيب الكبير في 2015؟
أغلبية الألمان كانت في عام 2015 مع استقبال اللاجئين ومنحهم الحماية. ولكن الأمور لم تستمر كذلك، حيث تراجعت نسبة التأييد للاجئين بشكل متسارع اعتباراً من مطلع عام 2016. نستعرض ذلك في هذه الصور.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
ميركل وعبارتها الشهيرة
"نحن قادرون على إنجاز ذلك". عبارة قالتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في هذا المؤتمر الصحفي للحكومة، الذي عقد بتاريخ 31 أغسطس/آب 2015. لم تكن تعرف حينها أن الجملة ستدخل التاريخ الألماني الحديث، وتسبب استقطاباً في البلاد، ويتحول الرأي العام الألماني من مرحب بنسبة كبيرة باللاجئين، إلى تناقص هذه النسبة بمرور السنوات.
صورة من: Imago/photothek/T. Imo
تأييد كبير لاستقبال اللاجئين
حتى مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى ألمانيا من حوالي 41 ألف طلب لجوء في عام 2010 إلى 173 ألف طلب لجوء في 2014، كانت الأغلبية الساحقة من الألمان، في مطلع عام 2015، مع استقبال اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
أول محطة ترحيب
صيف وخريف 2015 شهد ذروة موجة اللجوء الكبيرة. فبعد أخذ ورد على المستوى السياسي الألماني، ومع الدول الأوروبية المجاورة، سمحت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بدخول طالبي اللجوء إليها. مئات الآلاف دخلوا البلاد خلال أسابيع قليل. وظهرت صور التعاطف معهم من جانب السكان الألمان. وكان ذلك واضحاً للعيان في محطات القطارات وفي مآوي اللاجئين.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
التأييد حتى على مدرجات الملاعب
وحتى على مدرجات ملاعب كرة القدم، في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا)، شاهد العالم عبارات الترحيب باللاجئين، كما هنا حيث رفعت جماهير بوروسيا دورتموند هذه اللافتة العملاقة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين أول 2015.
وبالمجمل وصل إلى ألمانيا خلال عام 2015 وحده حوالي 890 ألف طالب لجوء.
صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage
الرافضون لاستبقال اللاجئين أقلية في 2015
بنفس الوقت كان هناك رافضون لسياسة الهجرة والانفتاح على إيواء اللاجئين، وخاصة من أنصار حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، الذين كانوا يخرجون في مسيرات، خصوصاً في شرق البلاد، للتعبير عن رفضهم لاستقبال اللاجئين. كما كانت تخرج مظاهرات مضادة لحركة "بيغيدا" وداعمة لاستقبال اللاجئين.
صورة من: Reuters/F. Bensch
ليلة الانعطاف الكبير
وبقي الرأي العام منفتحاً على استقبال اللاجئين حتى ليلة حاسمة، مثلت علامة فارقة في قضية الهجرة واللجوء في ألمانيا. فبينما كان العالم يودع عام 2015 ويستقبل 2016، والاحتفالات السنوية تقام أيضا في المدن الألمانية، وردت أنباء متتالية عن عمليات تحرش بالكثير من الفتيات في موقع احتفال برأس السنة في مدينة كولن (كولونيا). أكثر من 600 فتاة تعرضن للتحرش والمضايقات.
صورة من: DW/D. Regev
تعليق لم الشمل لحملة الحماية المؤقتة
من تلك اللحظة بدأ المزاج العام في التغير وأخذ حجم التأييد لاستقبال اللاجئين يتراجع في الرأي العام الألماني. وبدأ التشديد في قوانين الهجرة واللجوء، كتعليق لم الشمل لمدة عامين للاجئي الحماية الثانوية (المؤقتة)، بموجب القانون الذي صدر في ربيع عام 2016، والذي صدر في عهد وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزير.
صورة من: Getty Images/AFP/J. McDougall
الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين 2016
وقبل أن يودع الألمان عام 2016 بأيام قليلة، أتت كارثة جديدة صدمت الرأي العام: هجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في العاصمة برلين، نفذه اللاجئ التونسي سميح عمري. 13 إنسان فقدوا حياتهم في الهجوم، وأصيب 63 آخرون. حصيلة مؤلمة ستترك ندوباً في المجتمع.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب البديل يدخل البرلمان للمرة الأولى
استفاد من هذه الأحداث حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المناهض لسياسة الهجرة واللجوء الحالية والرافض لاستقبال اللاجئين كلياً. ليدخل الحزب البرلمان الألماني لأول مرة في تاريخه، محققاً المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي أقيمت في سبتمبر/أيلول 2017، بنسبة 12.6 بالمئة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاستقطاب
شهدت السنوات اللاحقة استمرار الاستقطاب في المجتمع، خصوصاً مع بعض الهجمات التي نفذها لاجئون، بدوافع إرهابية. أمر قلص الدعم الشعبي للهجرة. إلى أن تراجعت الشعبية، وبات قرابة ثلثي الألمان في استطلاعات الرأي يريدون استقبال أعداداً أقل من اللاجئين أو وقف استقبالهم كلياً.