عائلة الشربيني تطالب ولاية ساكسونيا بدفع تعويضات
٢٩ أكتوبر ٢٠٠٩لليوم الرابع على التوالي، واصلت محكمة دريسدن العليا محاكمة الألماني الروسي الأصل أليكس ف.، المتهم بقتل المصرية مروة الشربيني (31 سنة) وبجرح زوجها علوي علي عكاز بجروح خطرة لا يزال يعاني منها بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الجريمة التي وقعت في مبنى المحكمة ذاته. ولا تزال التدابير الأمنية المشددة المتخذة منذ يوم الاثنين الماضي سارية المفعول، خاصة بعد أن تعارك المتهم مع الشرطة أمس الأربعاء ورفض حضور الجلسة السابقة ضارباً رأسه بالطاولة ورافعاً صوته داخل قاعة المحكمة. وكانت تهديدات ظهرت على الانترنت قبل فترة تدعو المسلمين في ألمانيا إلى قتل القاتل، الأمر الذي جعل السلطات المحلية ترفع من وتيرة تدابيرها الأمنية.
شهود جدد يصفون القاتل وتصرف القاضي
وأدلى المحلَّف في محكمة الاستئناف يوهان أوغوست بشهادته أمام المحكمة قائلاً إن القاضي المسؤول عن القضية آنذاك، ماشييفسكي لجأ فور انقضاض المتهم على الشربيني وهي خارجة مع زوجها وابنهما من القاعة إلى الضغط على زر الطوارئ الموجود تحت طاولته لطلب النجدة، وإنه شاهده بعينه يفعل ذلكن حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية د.ب.أ. وكان ماشييفسكي قال في شهادته إنه حاول في البداية مساعدة الشربيني وعندما فشل وهدده القاتل بسكينه دق جرس الإنذار.
وتجرى تحريات حاليا ضد رئيس المحكمة بتهمة التراخي في تقديم المساعدة، على إثر دعوى رفعها أهل الضحية عليه بتهمة الإهمال في تأمين الأمن في قاعة المحكمة التي شهدت الجريمة.
وبين شهود اليوم الرابع، تحدثت مساعدة اجتماعية كانت تهتم بمجموعة من الألمان من أصل روسي في مدرسة مهنية عام 2006 واصفة المتهم بأنه "متكبر ومتسلط ويسعى باستمرار إلى التقليل من شأن الآخرين". وتابعت أنه "لم يكن يظهر أية مشاعر تنم عن ذكاء، إضافة إلى أنه لم يترك لي أي مجال للتعاطي معه". وبعد أن لفتت إلى أنه كان يركز على تعلم اللغة الألمانية ويريد التحدث بها بصورة صحيحة وبطلاقة، تذكرت حديثا له قال فيه إنه فخور لأنه ألماني، إنما دون التمكن من توضيح ما يعنيه بذلك. وذكرت أيضا أنه كانت مدمناً على الكحول ورفض في حينه عرضاً للحصول على مساعدة في هذا الصدد.
عائلة الشربيني تطالب الولاية بدفع تعويضات مالية لها
من ناحية أخرى، كشف المحامي أوليفر فالّش الذي يمثل شقيق الصيدلانية المصرية، أن العائلة تطالب حكومة ولاية ساكسونيا بدفع تعويضات مالية لإهمالها توفير الأمن والسلامة للمواطنين المتواجدين في مبنى حكومي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المحامي قوله إن محادثات في هذا الصدد بدأت مع السلطات المعنية قبل بدء المحاكمة وهي مستمرة حاليا إلى جانب المحاكمة الجارية، لكن البحث لم يتطرق بعد إلى حجم التعويضات اللازمة. وأضاف أن زوج الضحية الذي لا يزال يعاني من جروحه وطفلهما البالغ الثالثة من العمر سيعانيان على المستوى الاقتصادي والمالي.
يذكر أن الضحية مروة تخصصت في علم الصيدلة وكانت تعمل في هذا الحقل في مصر وبعدها في دريسدن خلال تحضير زوجها لأطروحة دكتوراه في "معهد ماكس بلانك العلمي". وحسب صحيفة "سيكسيشه تسايتونغ"، بررت عائلة الضحية طلبها بعدم توفير السلطات المعنية الحد الأدنى من الأمن المتوافر في المحاكم الألمانية الأخرى.
وأشارت مصادر محكمة دريسدن العليا إلى أن التدابير الأمنية تُعتمد عادة في حال أن المسؤولين تلقوا معلومات عن إمكانية حدوث أعمال تخل بالأمن وتهدد حياة مواطنين، ولذلك لم تتخذ مثل هذه التدابير في يوم استئناف الحكم الصيف الماضي بتغريم أليكس ف. غرامة مالية عقاباً له على إهانة الشربيني وإظهاره عنصريته تجاهها. وكان قاضي المحكمة توم ماشييفسكي كرر أكثر من مرة في شهادته أمام المحكمة في اليوم الثاني بأنه لم يشعر قبل وقوع الجريمة ولا للحظة واحدة بأن المتهم يمكن أن يلجأ إلى فعلته هذه.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: سمر كرم