ما يزال فيروس كورونا المستجد غامضاً بالنسبة للباحثين، ويخفي الكثير من الأسرار. فقد كشفت دراسة مؤخراً أن ألم البطن قد يشير إلى الإصابة بكوفيد-19 ويكون أحد الأعراض التي كانت مجهولة في السابق. فماذا يخفي هذا الفيروس أيضاً؟
فقد أظهرت دراسة فرنسية أن آلام البطن والجهاز الهضمي قد تكون عرضاً غير نمطي لعدوى كورونا، وذلك بعد إدخال ثلاثة مرضى إلى غرفة الطوارئ في مونبلييه بفرنسا نتيجة معاناتهم من آلام حادة في البطن، ليكشف الفحص لاحقاً إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، بحسب ما نشر موقع (HNA) الألماني.
كما تؤكد حالة من ولاية كوينزلاند الأسترالية أيضاً الاشتباه في أن ألم البطن الحاد يمكن أن يكون مؤشراً على الإصابة بفيروس كورونا المستجد. فعلى الرغم من أن آلام البطن لا تعد من الأعراض الشائعة للإصابة بكوفيد-19، إلا أن ممرضاً يبلغ من العمر 37 عاماً في كوينزلاند كان قد عانى من آلام البطن الحادة، فاشتبه بإصابته بكورونا، الأمر الذي أثبت لاحقاً عبر نتائج الفحوصات الإيجابية.
وأشاد نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة في كوينزلاند ستيفن مايلز بوعي الممرض وذكائه لاعتقاده بإمكانية وجود علاقة بين ألم البطن الذي يشعر به والإصابة بكورونا، وأكد مايلز على أهمية مراقبة الإشارات والأعراض التي يرسلها الجسم للشخص، وعدم إهمال أي تغير غريب في الجسم أو ألم غير مألوف، فقد يكون أحد أعراض الإصابة بفيروس كورونا التي ما تزال مخفية، بحسب ما نشره موقع (ميرور) البريطاني.
ر.ض/ص.ش
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".