عالمة ألمانية: من المبكر تأكيد العثور على قبر نفرتيتي
٢ ديسمبر ٢٠١٥
عالمة آثار ألمانية تقول إنه من المبكر إبداء الفرح أو الإثارة حول اكتشاف وقع مؤخراً في مصر، ويتعلق باحتمال الوصول إلى قبر الملكة الفرعونية نفرتيتي، والتي يقال إن قبرها قد يكون مختفياً وراء أحد جدران قبر توت عنخ آمون.
إعلان
خففت مديرة المتحف المصري ببرلين، فريدريكه زيفريد، من السعادة المحيطة بالاكتشاف الذي وقع مؤخراً لقبر نفرتيتي بمصر. وأضافت زيفريد أن النظرية السائدة لعالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز رغم كونها مثيرة للاهتمام، إلا أنها في أجزاء منها مبنية على تكهنات.
وأضافت عالمة الآثار الألمانية في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "لا أعرف أين يمكننا البدء بوجود الكثير من التكهنات (في النظرية)". وكان ريفز قد نشر نظريته حول خطوط هندسية في قبر الفرعون توت عنخ آمون، الذي تم اكتشافه عام 1922، قد تشير إلى ممرات إضافية مغلقة تؤدي إلى قبور أخرى. وتوقع عالم الآثار البريطاني في نظريته بأن أحد تلك الممرات قد يؤدي إلى قبر نفرتيتي، مستنداً في هذا التوقع إلى أنها كانت زوجة أب توت عنخ آمون، وفي نفس الوقت – بحسب نظرية ريفز – سلفه كملكة فرعونية.
رحلة مصورة عبر مراحل اكتشاف تمثال نفرتيتي
في 6 كانون الأول/ديسمبر عام 1912 عثر عالم المصريات الألماني لودفيغ بورشاردت على تمثال نصفي في ورشة عمل النحات تحتمس. وسرعان ما اتضح له أن التمثال هو لزوجة الفرعون إخناتون نفرتيتي. تاريخ تمثال نفرتيتي في صور.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin
جمال مذهل
عام 2009 تم نصب تمثال نفرتيتي في مكان خاص يليق به: وهو الجناح الشمالي للمتحف الجديد في برلين. ويقال إنه تم تأمين التمثال النصفي بقيمة 400 مليون يورو.
صورة من: Reuters
الوصف لا يكفي، لا بد من رؤيتها...
كتب عنها لودفيغ بورشاردت الكثير في دفتر مذكراته، إذ يبلغ طولها حوالي 50 سنتيمترا وهي مصنوعة من الحجر الجيري ومطلية بطبقة من الجبس. كما كتب بأن قزحية عينها اليسرى لم تسقط وإنما لم يتم أبدا تركيبها. جمال نفرتيتي، التي يعني اسمها "الجميلة أتت"، والذي لا يزال يثير الإعجاب، يليق بمكانتها البارزة إلى جانب زوجها إخناتون.
صورة من: Reuters
ثالوث تل العمارنة
خلافا لما كان شائعا آنذاك، لم يكن الفرعون إخناتون يؤمن بتعدد الآلهة، بل بوجود إله واحد. وبعبادة آتون إله النور، أنشأ أول دين توحيد في التاريخ. وأسس الفرعون إخناتون خصيصا للإله آتون عاصمة جديدة تحمل اسم أخيتاتون. وإلى جانب الفرعون إخناتون والإله آتون لعبت نفرتيتي دورا مهما، إذ كانت الجزء النسائي في الثالوث الإلهي.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Foto: Sandra Steiß
سحر تل العمارنة
كان عالم المصريات لودفيغ بورشاردت مهندسا معماريا. وكان الهدف من بعثته هو التنقيب عن أخيتاتون، عاصمة إخناتون، التي تسمى حاليا "تل العمارنة". وعندما قدم بورشاردت اكتشافه المثير، طالب بوضع التمثال النصفي المحطم لإخناتون واضحا في مقدمة الصورة. واجتذب نبأ الاكتشاف أعدادا كبيرة من المشاهير الذين قدموا لزيارتها.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Vorderasiatisches Museum
مصر تتحول إلى قبلة للأمراء والمشاهير
ومن بين هؤلاء المشاهير أمير وأميرة سكسونيا في صحراء مصر الوسطى، حيث أنشأ الفرعون إخناتون معابد ضخمة وقصور. وبعد وفاته عام 1334 قبل الميلاد تحولت أخيتاتون إلى مدينة مهجورة. وفي عهد ابنه توت عنخ آمون عاد الإيمان بتعدد الآلهة، واُعتبر إخناتون ملحد. ويعتقد بعض الباحثين أنه لذلك تم تحطيم التمثال النصفي لإخناتون عمدا.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Vorderasiatisches Museum
كنوز تاريخية خالدة
رغم محاولات الفراعنة بعد إخناتون لمحو فترة حكمه والدين الذي دعا إليه من الذاكرة، إلا أن هناك الكثير من الكنوز الفريدة من نوعها والتي لا تزال تحظى بالإعجاب حتى يومنا هذا.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Foto: Jürgen Liepe
أشهر برلينية
كما هو معتاد تم تقسيم الاكتشافات الأثرية بين رئيسة بعثة التنقيب والحكومة المصرية، وآل تمثال نفرتيتي النصفي إلى الجانب الألماني. وانتقلت نفرتيتي بعدها عام 1913 إلى برلين، حيث تم عرضها للجمهور بداية من عام 1924. ومنذ ذلك الحين ومصر تطالب بإعادتها، الأمر الذي يرفضه الجانب الألماني.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin
7 صورة1 | 7
وأوضحت فريدريكه زيفريد أنها والكثير من زملائها كانوا يعتقدون بأن هناك بالفعل غرف مخفية وراء جدران قبر توت عنخ آمون، إلا أنها تابعت بالقول إنه يجب أولاً تفسير صور الرادار التي تم عملها لتلك الجدران قبل استباق النتائج. وأضافت زيفريد: "حتى لو أشارت الصور إلى وجود غرفة صغيرة وراء الجدران دون تابوت، سيكون ذلك أمراً رائعاً ... كل اكتشاف يزيد من معلوماتنا حول توت عنخ آمون يحمل بالنسبة لنا كعلماء أهمية خاصة".