عالم ألماني: "الأشجار تزيد من تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري"
١٤ مايو ٢٠٠٧أكد الباحث الألماني فرانك كيبلر من معهد ماكس بلانك للكيمياء مجدداً ما توصل إليه فريق الباحثين الذي يترأسه في كانون ثان/يناير 2006 وهو أن غاز الميثان ينبعث من النباتات الحية. وصرح كيبلر لمجلة "عالم الكيمياء": "أنا واثق مائة بالمائة من أن النباتات تطلق الميثان،" مشدداً على أن أبحاثه التي لم تنشر نتائجها بعد ستؤكد هذا الاكتشاف بصورة نهائية.
اكتشاف غير متوقع
وتسبب اكتشاف كيبلر غير المتوقع في وقوع جدل بين علماء الأحياء من جهة وعلماء كيمياء الغلاف الجوي من جهة أخرى. فمن المعروف أن البكتيريا في التربة أو المواد المتحللة تنتج غاز الميثان في ظل انعدام الهواء، لذاك لا يوجد سبب واضح أو آلية تطلق النباتات الحية من خلالها هذا الغاز وسط بيئة غنية بالأكسجين. ويعتقد كيبلر أن هذا الاكتشاف ستكون له تداعيات مقلقة، إذ أن انبعاثات الميثان من النباتات والأشجار قد تصل إلى ملايين الأطنان في العام الواحد وهو الأمر الذي سيلغي فهم العلماء لمصادر الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري ويجعل كل أبحاثهم دون أساس.
شكوك وريبة
لكن كثير من الباحثين شككوا في مسألة الأثر العالمي لهذا الاكتشاف، مشيرين إلى أن حسابات كيبلر المبنية على حجم انبعاث غاز الميثان من كل وحدة حية نشطة من النباتات تنطوي على مبالغة كبيرة في التقدير. لكن حتى وقت قريب لم يشكك أي بحث منشور في اكتشاف كيبلر الأساسي وهو أن النباتات بامكانها إطلاق غاز الميثان. إلا أن باحثين منافسين في نفس المجال أشاروا مؤخرا إلى أن النباتات لا تنبعث منها أي نسبة من غاز الميثان على الإطلاق. ويقول توم دويك من جامعة فاجينجين الهولندية إن التجارب المستقلة لفريقه البحثي تظهر أن انبعاثات غاز الميثان من النباتات تصدر بصورة ضئيلة للغاية أو تكون منعدمة نهائيا. وهذا يعني أن إسهام النباتات في نسبة غاز الميثان في العالم وبالتبعية في ظاهرة الاحتباس الحراري أمر لا يستحق القلق بشأنه.
وقال دويك إن مجموعته لم تكرر تجربة كيبلر حرفيا والسبب هو أنها "لم تكن صحيحة من الناحية المنهجية." وبدلا من ذلك رفع فريقه درجة حساسية طرق قياس غاز الميثان عن طريق زرع نباتات في جو مشبع بنظير كربوني ثقيل ، "سي 13". وأضاف أن هذه الطريقة أظهرت أن أي كمية كبيرة من النباتات حتى لا تصدر سوى انبعاثات ضئيلة للغاية من غاز الميثان تصل على أقصى تقدير إلى نحو 0،3 بالمائة من القيم التي أشار إليها كيبلر.