قبل عام بالضبط، أغلق طريق البلقان، نقطة العبور الأساسية للاجئين الوافدين إلى أوروبا. إذ وصل أكثر من مليون شخص السنة الماضية عبر هذا الطريق. اليوم تقف الأسلاك الشائكة والجدران الإسمنتية في وجه المهاجرين.
إعلان
قصة لاجئين عالقين في طريق البلقان "المسدود"
02:03
في التاسع من مارس/ آذار 2016 تم إغلاق ما يعرف بـ"طريق البلقان"، الذي كان من أبرز الطرق التي يسلكها اللاجئون في اتجاه أوروبا، فأكثر من مليون مهاجر وصلوا إلى أوروبا عبر هذا الطريق، أغلبهم حطوا الرحال بألمانيا والنمسا. ولكن اليوم تغلق الأسلاك الشائكة والأسوار الحدودية على مسافة 525 كم من الحدود، لمنع تدفق المزيد من اللاجئين. والنتيجة هي أن أكثر من 60 شخص تقطعت بهم السبل في اليونان، وحوالي 8000 في صربيا. وهم لا يستطيعون استكمال رحلتهم في اتجاه إلى الشمال ولا يريدون العودة إلى بلدانهم الأصلية.
طائرات بدون طيار لمنع تدفق اللاجئين
ويقع أقصر طريق حدودي عازل على مسافة 25 كيلومترا بين مقدونيا واليونان. وقد تم إقامته من قبل عدد من دول الاتحاد الأوروبي تحت قيادة النمسا وضد رغبة المفوضية الأوروبية وألمانيا. وبذلك تم إغلاق طريق العبور هذا بشكل دائم. وفي هذا الطريق الحدودي يقف اليوم أكثر من 100 ضابط شرطة من العديد من دول الاتحاد الأوروبي ويعملون على حراسة الحدود باستخدام أجهزة المراقبة عن بعد وطائرات بدون طيار، إضافة إلى كلاب. من جهته قام وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس بزيارة لمعاينة الإجراءات الحدودية الصارمة في غيفيغليا.
المجر..رائدة في سياسية إغلاق الحدود!
هذا وتعتبر المجر من الدول الأوروبية الرائدة والسباقة في سياسية إغلاق الحدود المثيرة للجدل. إذ بدأت سياسية إغلاق الحدود المجرية بسياج طوله 170 كيلومترا مع الجارة صربيا، وفي وقت لاحق، أغلقت الحدود على مسافة 100 كيلومترا مع كرواتيا. بعدها أقدمت بلغاريا على نفس الخطوة، حيث أغلقت حدودها على مسافة أكثر من 200 كيلومتر مع تركيا. الأسوار والأسلاك الشائكة تم إقامتها أيضا بين سلوفينيا وكرواتيا وبين النمسا وسلوفينيا – ولكنها حدود مؤقتة. في حين تقوم المجر بتعزيز إجراءاتها التحصينية، ففي الشهر الماضي، بدأت أعمال بناء جديدة لتشييد الأسوار.
ورغم كل هذه الإجراءات ينجح بعض اللاجئين، بمساعدة المهربين، في عبور الحدود. البعض منهم يتم إعادة ترحليه باتجاه الجنوب.
غضب بين دول الاتحاد الأوروبي
من جهة أخرى تثير الإجراءات الحدودية الصارمة الغضب بين بعض دول الاتحاد الأوروبي. ففي يناير/ كانون الثاني اشتكت سلوفينيا من النمسا لدى المفوضية الأوروبية. وذلك بسبب الاختناقات المرورية الضخمة جراء إجراءات المراقبة الصارمة. وهو ما ترتبت عنه انعكاسات اقتصادية سلبية، حسب سلوفينيا.
د.ب.أ/ DW (أمين بنضريف)
لاجئون عالقون في طريق البلقان وعيونهم على ألمانيا
منذ إغلاق طريق البلقان التي كان غالبية اللاجئين يسلكونها للوصول إلى أوروبا، بقي الكثيرون منهم عالقين في مناطق حدودية بأوروبا الشرقية. لكل نازح قصته مع النزوح وخططه للمستقبل. هذه التشكيلة من الصور تقربنا من بعض الأمثلة.
صورة من: DW/M. Ilcheva
"نتواجد في اليونان منذ ستة أشهر، وطفلنا ولد في تركيا". يقول أحمد وفينوس النازحان من قرية قرب اللاذقية في سوريا. وبسبب القصف الروسي فقدوا كل ما يملكون.
صورة من: DW/M. Ilcheva
العراقي عبد الأمير (49 عاماً)، قضى العقد الأخير كنازح من بلده. في فبراير/ شباط 2016 وصل إلى اليونان. "على بعد لحظات من الساحل اليوناني ظهرت سفينة لخفر السواحل التركية، تسببت في موجات كبيرة، وأُصبنا بخوف كبير".
صورة من: DW/M. Ilcheva
أما الباكستاني فرمان (18 عاماً) فيقول: "وصلت أمس قادماً من بلغاريا عبر تركيا ويجب أن أصل إلى ألمانيا مثل الآخرين". ويضيف: "ألمانيا بلد جميل جداً، وهناك يمكنني أن أعمل طباخاً، فأنا أطبخ بشكل جيد جداً".
صورة من: DW/M. Ilcheva
"تم إعادتي ثلاث مرات من قبل الصرب إلى بلغاريا. لكن سأحاول مرة أخرى الوصول إلى ألمانيا..الكثيرون نجحوا في ذلك وسأنجح أيضاَ"، يوضح الباكستاني وسيم بالقميص الأبيض (28 عاماً).
صورة من: DW/M. Ilcheva
الغالبية في مخيم اللاجئين " باستروغور" ببلغاريا شبان أفغان وباكستانيون، إلى جانب عائلتين منغوليتين من الصين يريدون الوصول إلى ألمانيا. جاؤوا من شيلين التي تتمتع بالحكم الذاتي. ويقولون إن "المنغوليين يتعرضون باستمرار للقمع".
صورة من: DW/M. Ilcheva
تكلف الرحلة من باكستان إلى ألمانيا 6 آلاف دولار أمريكي. علي (يسار الصورة) يتواجد في" باستروغور" منذ أسبوعين، وينتظر مكالمة من أحد المهربين لمواصلة الرحلة. " يجب أن أصل إلى ألماني لدعم عائلتي ماليا. وأستطيع العمل كسائق تاكسي".
صورة من: DW/M. Ilcheva
"أنا مسيحي والمسلمون في هذا المخيم يهينوني باستمرار"، يروي هذا الطبيب من إيران (22 عاماً). ويضيف:"أتصور أن أبقى في بلغاريا، لكن أنا بحاجة للعيش بعيداً عن أصحاب الأديان الأخرى، لأنهم يتحرشون بي."
صورة من: DW/M. Ilcheva
يطلب هذا النازح الباكستاني (يمين الصورة) من مدير مأوى اللاجئين "باستروغور" ببلغاريا إعادته إلى بلده بسبب مرض ابنه. "الرحلة إلى أوروبا كانت خطأ"، كما يوضح. لكنه ليس الوحيد الذي يعتقد ذلك. فهناك بعض الأفغان يريدون الرجوع أيضاً.
صورة من: DW/M. Ilcheva
وصل الباكستاني "هرام" منذ بضعة أيام إلى أحد مخيمات اللاجئين في صربيا. وسبق له أن حاول عبور الحدود إلى المجر، لكنه تعرض للضرب بوحشية من قبل الشرطة المجرية، دون أن يفهم السبب، على حد تعبيره.
صورة من: DW/M. Ilcheva
يوجد الباكستاني عمر شيداد (23 عاما) منذ أحد عشر شهرا في حالة فرار. وهو الآن في صربيا ويريد مغادرتها إلى إيطاليا. "في إيطاليا نحصل بسرعة على اللجوء. بعدها نذهب حيث نريد" يوضح عمر.
صورة من: DW/M. Ilcheva
"أنا منذ أسبوعين هنا وأتمنى أن أستطيع تقديم طلب اللجوء في المجر"، يقول هذا الشاب السوري في الحدور الصربية المجرية. ويضيف "إذا انتهت الحرب في سوريا سأعود. سوريا هي وطني. وقلبي ملك لها".
صورة من: DW/M. Ilcheva
يتساءل هذا الشاب الأفغاني "ماذا فعلت السيدة ميركل؟..هي وجهت لنا الدعوة جميعا. والآن أغلقت الحدود في وجهنا". فهو يتواجد منذ أسبوع في منطقة العبور الحدودية بين صربيا والمجر. وعينه على ألمانيا.