1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عام على سجن دينيز يوجيل في تركيا.. "لا للصفقات القذرة"

١٤ فبراير ٢٠١٨

بات اسمه حاضراً على رأس أجندة العلاقات بين أنقرة وبرلين: إنه الصحفي دينيز يوجيل المعتقل منذ سنة في تركيا. ما خلفيات اعتقاله ومحاولات إطلاق سراحه؟ وهل يمكن أن يحدث ذلك بأي ثمن؟

Berlin Demonstranten fordern Frelassung von Deniz Yücel
صورة من: Imago/snapshot/K.M. Krause

"دينيز يوجيل شخص لم يتحفظ في تغطيته الصحفية. فقد وجه الانتقاد يميناً ويساراً، وكتب تحليلات حادة"، يقول كريستيان براكيل للدويتشه فيله. وهذا الأخير يدير مكتب "مؤسسة هاينريش بول" في إسطنبول. يوجيل الذي وُلد في 1973 بالقرب من فرانكفورت لأب وأمّ تركيين، عمل كمراسل لصحيفة "دي فيلت" اليومية من تركيا. وفي الـ 14 من شباط/فبراير 2017 وضعته الشرطة في الحجز الاحتياطي، وصدر أمر اعتقال ضده. ومنذ آذار/مارس 2017 يقبع الرجل البالغ من العمر 44 عاماً، الحامل لجوازي السفر الألماني والتركي، في السجن بدون توجيه تهمة له. ويعتبره الكثيرون رهينة عند الحكومة التركية. ويقول براكيل بأن الانتقاد الحاد للحكومة التركية هو الذي جلب المتاعب ليوجيل. وفي أمر الاعتقال يُتهم يوجيل "بالتحريض" و"الدعاية الإرهابية"، وتمت الإشارة بهذا الصدد إلى ثمانية مقالات صحفية كتبها لصحيفة "دي فيلت".

قضاء غير مستقل

وبعد المحاولة الانقلابية في صيف 2016 تعرض الكثير من الأشخاص في تركيا للاعتقال. ومن بين المعتقلين 28 مواطناً ألمانياً بما فيهم دينيز يوجيل. وباستثناء ستة أشخاص تم، حسب وزارة الخارجية الألمانية، إطلاق سراحهم جميعاً. وتشدد الحكومة التركية على الدوام على أن القضاء مستقل. إلا أن مدير مؤسسة هاينريش بول ينفي ذلك. فحتى بعد التأثير السياسي ظل معتقلان في السجن رغم أن المحكمة العليا التركية أمرت بإطلاق سراحهما. والأمر نفسه حصل مع قضية رئيس "منظمة العفو الدولية" في تركيا حيث تراجعت محكمة في غضون ساعات عن إطلاق سراحه.

كريستيان براكيل، مدير مؤسسة هاينريش بول في اسطنبولصورة من: Heinrich-Böll-Stiftung/S. Röhl

وفي ملف يوجيل تدخل الرئيس أردوغان شخصياً، حيث قال: "إنه في الحقيقة عميل وإرهابي. ومن المستبعد أن يكون صحفياً. وطوال شهر أخفته السفارة الألمانية في مقرها الصيفي في إسطنبول". ويفيد براكيل بأن خلف هذه المواقف يكمن نوع من الجنون الارتيابي في مفاصل قيادة الدولة، حيث تسيطر عليها "فكرة سعي الأوروبيين والأمريكيين معاً لتدمير تركيا".

ميركل: سنفعل كل ما فيّ وسعنا

وقال أردوغان لاحقاً بشأن ترحيل يوجيل إلى ألمانيا: "لن يحصل ذلك في كل الأحوال ما دمت في هذا المنصب". إلا أنه عرض بصفة غير رسمية في حديث مع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، كما يقول كريستيان براكيل، "مبادلة دينيز يوجيل بعسكريين أتراك شاركوا في المحاولة الانقلابية وحصلوا في ألمانيا على حق اللجوء".

وحتى المستشارة الألمانية اتخذت موقفاً بعد الاعتقال. فبعد أسبوعين فقط من اعتقال يوجيل قالت: "يجب أن يمارس الصحفيون عملهم. ولهذا فإن بالنا مشغول على دينيز يوجيل الموجود في الاعتقال الاحترازي في تركيا والذي نطالب بإطلاق سراحه، لأننا نعتقد أنه لم يفعل شيئاً سوى القيام بعمله الصحفي المستقل. وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال". ووعدت رئيسة الحكومة الألمانية: "الحكومة الألمانية ستقوم بكل ما في وسعها لكي يُطلق سراح يوجيل".

ممارسة التأثير دون التعرض لخسارة

ويفيد منتقدون بأن الحكومة الألمانية لم تفعل في البداية إلا القليل للدفع باتجاه إطلاق سراح مواطنيها. ففي صيف 2017 كما يلاحظ كريستيان براكيل أنه تم فعل القليل بهذا الخصوص. ففي تلك اللحظة أطلق وزير الخارجية زيغمار غابرييل تحذيرات بشأن سفر الألمان إلى تركيا، وأعلن أنه سيقلص من ضمانات القروض الحكومية. ويقول الخبير السياسي براكيل بأنه يوجد تداخلات اقتصادية وعسكرية وثقافية تجعل من الصعب على ألمانيا "ممارسة ضغط كبير، لأن ذلك يلحق الضرر بالمصالح الذاتية لبرلين".

قوبلت الخطوة بانتقاد شديد في الصحافة الألمانيةصورة من: Imago/photothek/F. Gaertner

غابرييل يصب الشاي لنظيره التركي

وفي عام 2018 يراهن الطرفان بوضوح على تطبيع العلاقات المتوترة. فوزير الخارجية الألماني زار نظيره التركي في دائرته الانتخابية. ثم استقبل غابرييل نظيره التركي في بيته في غوسلار الألمانية وقدم له أمام الصحافة الشاي التركي، الأمر الذي عرّض غابريل لهجوم الصحافة الألمانية.

وتحدث ضيفه عدة مرات عن "صديقه زيغمار" الذي يأمل منه مزيداً من الدعم لتوسيع الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي ومساعدة عسكرية إضافية. وأوضح غابرييل أن صادرات الأسلحة الإضافية ستبقى مرهونة بحل مشاكل، بينها قضية الصحفي دينيز يوجيل الذي يقلق لتحوله إلى لعبة سياسية.

"الحرية غير الملطخة بالصفقات القذرة"

وفي مقابلة كتابية أجراها عبر محاميه مع وكالة الأنباء الألمانية أشار يوجيل إلى اتفاقيات بين فرنسا وتركيا، وقال بأنه يريد الحصول على حريته دون "تلطيخها بصفقات دبابات مع شركة راينميتال أو تسليم ضباط سابقين انقلابيين". وأوضح "بأنه غير مستعد لصفقات وسخة". ونفى الوزير غابرييل هذه الاتهامات، معتبراً أنه لا يمكن الحديث عن صفقات وسخة.

وبالنسبة إلى كريستيان براكيل ستكون "صفقة وسخة" عندما يكف الحديث بعد إطلاق سراح دينيز يوجيل عن الأتراك الذين يعملون من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية ويختفون جماعات في السجون. ولا يحصلون، على خلاف المواطنين الألمان، حتى على فرصة آذان صاغية لدى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية.

"لسنا هنا للمرح"

دينيز يوجيل على كل حال لن يسكت داخل السجن حيث يريد المتابعة والكتابة ومزاولة عمله كصحفي. وسبق له أن ألف مقالات في الاعتقال الاحترازي وهربها إلى الخارج. وسيواصل عمله، كما وعد في كتابه الجديد: "لأننا لسنا هنا من أجل المتعة". وكتبت دوريس أكراب في مقدمة الكتاب: "هناك سبب واحد فقط لسجن أشخاص مثل دينيز يوجيل: يُراد إجبارهم على ابتلاع ألسنتهم والكف عن الكلام. ولتوضيح أن ذلك لن يحصل، يصدر هذا الكتاب".

أندريا غروناو/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW