1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"عام 2011 الأكثر مأساوية في تاريخ سياسة اللجوء الأوروبية"

٢٨ مارس ٢٠١٢

حفل عام 2011 بأحداث كثيرة لاسيما في جنوب المتوسط، ما دفع الكثيرين إلى الهرب بحثا عن الأمن ولقمة العيش، لكن سياسات الدول المستقبلة أضحت أكثر صرامة وطرق اللجوء أكثر خطورة، ومع ذلك مازالت "قوارب الموت" تمخر عباب البحر!

صورة من: picture alliance/dpa

الهدوء يسبق العاصفة في الجزيرة الايطالية لامبدوزا. فالمياه تتجه بهدوء باتجاه سواحل هذه الجزيرة الايطالية بينما العمال اليدويين هناك يحضرون لموسم السياحة القادم، وصيادو الأسماك يمارسون عملهم اليومي بهدوء من جديد. خلال الشتاء الماضي ابتعدت لامبدوزا عن الأضواء بعد ما كانت قد أشغلت الرأي العام العالمي في الصيف الماضي بسبب مشكلة اللاجئين الكبيرة فيها، إذ وصلها المئات منهم خلال العام المنصرم. في تقريرها الأخير أشارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن طلبات اللجوء المقدمة في ايطاليا ومالطا في العام الماضي كانت أكبر بكثير عن معدل الطلبات المقدمة في العام الذي سبقه؛ أي في عام 2010. وأشار التقرير إلى أن طلبات اللجوء المقدمة في تركيا ازدادت أيضا في العام الماضي بشكل كبير وخاصة تلك المقدمة من قبل لاجئين من العراق وسوريا.

عام صعب لكثير من سكان العالم

تقارير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هو انعكاس طبيعي لسنة حفلت بالكثير من الأحداث السياسية، كالربيع العربي ونتائج الحرب الأهلية في سوريا والصراعات المسلحة الدامية في أفريقيا. في الدول الصناعية الـ 44 والتي تضم دول أوروبا وشمال أمريكا واستراليا ونيوزلندا وشمال شرق أسيا، قُدم العام الماضي 441.300 طلب لجوء، أي بزيادة تقدر بنحو عشرين بالمائة عن 2010.

مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنتونيو كوتيريس، وفي تعقيب لها عن هذا التقرير، أوضح بأن: زيادة عدد طلبات اللجوء تشير بوضوح إلى أن عام 2011 كان عام صعب لكثير من سكان العالم. إذ كانت تقارير منظمته السابقة أشارت في وقت سابق من العام الماضي إلى أن عدد طلبات اللاجئين في 2010 كانت قد قلت عن الأعوام التي سبقت.

أما المختص بشؤون أوروبا في منظمة دعم اللاجئين "برو أزول" كارل كوب فقد وصف عام 2011 بالمأساوي وأضاف في حديث خاص مع DW: عام 2011 كان الأكثر مأساوية في تاريخ سياسة اللجوء الأأوروبية، إذ تخلله الكثير من الحوادث المؤسفة، كموت أكثر من 2000 لاجئ في الطريق المؤدي من ليبيا أو تونس إلى إيطاليا.

الهروب إلى الأمام

مخيم للاجئين السوريين في تركياصورة من: Reuters

في العام الماضي احتل لاجئو دول ساحل العاج وليبيا وسوريا مرتبة الصدارة في زيادة عدد طلبات اللجوء، ثم يليهم لاجئو أفغانستان والصين والعراق. كارل كوب من منظمة دعم اللاجئين "برو أزيل" وضح بأن اللاجئين الأكثر تضررا في العام الماضي كانوا من النازحين أصلا من بلدانهم كلاجئي العراق في سوريا واللذين يواجهون الآن خطر الهروب والنزوح من جديد إلى بلدان أخرى بسبب الأوضاع الداخلية الصعبة في سوريا. كذلك النازحين الأفغان واللذين يواجهون ضغوطا كبيرة من قبل الدول التي يتواجدون فيها، أي في باكستان وإيران، وإرغامهم إلى العودة القسرية إلى بلادهم، مما يدفع الكثير منهم إلى محاولة الهروب إلى بلدان أخرى طلبا للجوء.

الدول الأوروبية احتلت الصدارة في استقبال طلبات اللجوء في العام الماضي بـ 327.200 طلب لجوء، تلتها الولايات المتحدة باستقبالها لـ 99.400 طلب لجوء. أما ألمانيا فاستقبلت 45.741 طلب لجوء. السيدة روكسانا سورايا من الهيئة الاتحادية الألمانية للاندماج وضحت بان هنالك زيادة وتغيير كبير طرأ على طلبات اللجوء في ألمانيا والمقدمة من قبل لاجئي أفغانستان وإيران وسوريا وباكستان.

طرق اللجوء أصبحت أكثر صعوبة وأكثر كلفة من السابق

عدد طلبات اللجوء في تزايد في الدول الصناعية رغم سياسة اللجوء الصارمة هناكصورة من: picture-alliance/dpa

الإحصائيات الأخيرة لعدد اللاجئين في العالم أشارت إلى أن عدد اللاجئين قد ازداد في العام الماضي إلى دول كاليابان وكوريا الجنوبية بنسبة 77 بالمائة عن العام الذي سبقه. المختص بشؤون أوروبا في منظمة دعم اللاجئين "برو أزيل" كارل كوب أوضح بان هذه الزيادة ترتبت بسبب 2900 طلب لجوء أكثر من العام الذي سبقه وإنها تشير بوضوح إلى أن اللاجئين في العالم بدئوا يبحثون عن دول بديلة تمنح اللجوء، كاليابان وكوريا الجنوبية. وأضاف كارل كوب "في قارة أمريكا الجنوبية ازدادت أيضا طلبات اللجوء المقدمة في العام الماضي، مما يشير إلى أن طريق اللجوء في العالم أصبح أكثر صعوبة وأكثر كلفة وأكثر خطورة من السابق". بالإضافة إلى أن الدول الأوروبية واستراليا وبسياساتها الصارمة تجاه اللجوء، ردعت اللاجئين من الوصول إليها. رغم ذلك فإن توقعات خبراء الهجرة غير الشرعية وخبراء شؤون اللاجئين تقول بان عدد طلبات اللجوء لهذه السنة سوف لا تقل عن الطلبات المقدمة في العام الماضي. والتقارير الأخيرة أشارت إلى أن سفن اللاجئين بدأت بالفعل تقتف شواطئ جزيرة لامبدوزا الايطالية ووصلها في شهر آذار /مارس الحالي المئات منهم.

مونيكا كريبيلير/ زمن البدري

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW