عام 2020.. كورونا تخيم على الملاعب وتحرم المستديرة من عشاقها
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠
يسدل الستار على واحد من أصعب الأعوام التي مرت على الرياضة وعلى كرة القدم خصوصا فقد عاشت الفرق الرياضة أوضاعا صعبة، وحرم الملاين من متابعة لعبتهم المفضلة. ما أهم تداعيات كورونا؟ وما أبرز المنافسات التي تجاوزت المحنة؟
إعلان
قبل تفجر أزمة كورونا، كان من المفترض أن يكون هذا العام بمثابة احتفالية رياضية كبيرة في ظل الأحداث الرياضية العديدة التي كانت مقررة خلاله وفي مقدمتها دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو وبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020). ولكن الرياضة العالمية عانت الأمرين في هذا العام، وأقيمت المباريات وسط مدرجات خاوية من الجماهير وخسرت الأندية والكيانات الرياضية المختلفة مبالغ مالية طائلة ظهرت آثارها في الشهور الماضية، وينتظر أن تظهر لها مزيد من الآثار في الفترة المقبلة.
ومع العواقب الوخيمة لأزمة كورونا، لجأت الرياضة إلى خطط طوارئ سواء على مستوى التعديلات والتغييرات الجذرية في برامج فعالياتها أو فيما يتعلق بالإجراءات الصحية المشددة والتي طبقت في مختلف الفعاليات لتأمين سلامة الرياضيين والمسؤولين في الفعاليات التي أقيمت على مدار الأشهر
الارتباك في روزنامة الأحداث الرياضية لم يحرم بايرن ميونخ من مواصلة هيمنته على الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) حيث توج بلقب البطولة للموسم الثامن على التوالي رغم استئناف فعاليات المسابقة في غياب الجماهير.
أوروبياً وبعد سبع سنوات من الانتظار، رفع بايرن ميونيخ لقب دوري أبطال أوروبا. وحسم الفريق البافاري مبارياته الـ 11 وصولاً الى النهائي ضد باريس سان جرمان الفرنسي. لكن مباراته في ثمن النهائي، أكدت انه الوحش الصارخ للموسم الماضي، بعد إذلاله برشلونة الاسباني 8-2. مشوارٌ سمح لهدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي بالحصول على جائزة أفضل لاعب مقدّمة من قبل الاتحاد الدولي، وذلك في ظل حجب جائزة الكرة الذهبية لفرانس فوتبول بسبب كورونا.
ومرّ باريس سان جرمان الفرنسي ونجمه البرازيلي نيمار على مقربة من تحقيق حلمه وحلم مالكه القطري باحراز لقب دوري أبطال أوروبا.
وانتظرت جماهير ليفربول ثلاثين سنة لترى فريقها يحرز لقب الدوري الانكليزي مجدداً، في ظل هيمنة مانشستر يونايتد لسنوات مع السير اليكس فيرغوسون وانتزاعه صدارة ترتيب الاندية الاكثر تتويجاً. بعد موسم رائع للاعبي المدرب الألماني يورغن كلوب، جاء فيروس كورونا المستجد وكاد يبعثر أحلام "الحمر" من خلال توقف الدوري.
ولم يرد عام 2020 الرحيل دون أن يأخذ معه أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو ماردونا، الذي أبكى موته مئات الملايين من محبيه.
كان من المفترض أن يشهد عام 2020 رقماً قياسياً من السباقات في بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1، حيث كان مقرراً أن يشهد العام الحالي 22 سباقاً ضمن فعاليات البطولة للمرة الأولى، بيد أن تأجيل انطلاق البطولة وكذلك الإجراءات والقيود الصارمة في عدد من الدول إلى ارتباك واضح في جدول سباقات البطولة والذي تقلص من 22 سباقا كانت مقررة، وكانت ستصبح رقما قياسيا في تاريخ البطولة، إلى 17 سباقاً فقط.
ورغم هذا الارتباك في الموسم، حسم البريطاني لويس هاميلتون (35 عاماً) سائق فريق مرسيدس لقب البطولة لصالحه ليعادل بهذا الرقم القياسي لعدد الألقاب التي يحرزها أي سائق على مدار مسيرته مع فورمولا-1، رافعاً رصيده إلى سبعة ألقاب بالتساوي مع الأسطورة الألماني مايكل شوماخر.
كما حقق هاميلتون رقماً قياسياً آخر في الموسم من خلال كسر الرقم القياسي السابق لشوماخر والخاص بعدد السباقات التي يفوز بها أي سائق في تاريخ مشاركاته بالبطولة حيث رفع رصيده إلى 95 انتصاراً مقابل 91 انتصاراً حققها شوماخر.
وفي المقابل، كان الوضع أكثر سوءاً في بطولات أخرى ورياضات أخرى حيث تأجلت بعض بطولات الدوري الأوروبية ثم ألغي الموسم، كما عانت رياضات مثل كرة اليد وكرة السلة في ظل اعتماد عائداتها بشكل أساسي على مبيعات التذاكر.
وبعد فترة من التردد، قررت اللجنة الأولمبية الدولية برئاسة الألماني توماس باخ بالاتفاق مع المنظمين في طوكيو على تأجيل دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) إلى العام المقبل وذلك تأكيداً على أن صحة البشر أهم من الفعاليات الأولمبية التي تتزايد أهميتها كل يوم ورغم استعدادات الرياضيين على مدار سنوات قبل خوض هذه الدورات.
وعانت رياضات الهواة والرياضات الشعبية من حالات الإغلاق الكلي والجزئي للأنشطة المختلفة في العديد من الدول وذلك بسبب إغلاق الملاعب وقاعات المنافسات ما أدى إلى تراجع واضح في أعداد الممارسين.
خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
الأسطورة مارادونا.. حين تعانق العبقرية الجنون بالساحرة المستديرة
رحل أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا عن 60 عاماً ليخلف أرثاً من الإبداع والسحر والإثارة، وصفحات قاتمة من التهور والإدمان. محطات صعود وأفول موهبة فذة.
صورة من: Tareq Onu
الحزن يخيم على الأندية
الحزن يخيم على الأندية
توفى أسطورة الكرة العالمية دييغو أرماندو مارادونا عن عمر 60 عاماً في منزله بأحد ضواحي العاصمة متأثراً بأزمة قلبية. ونعى العالم الكروي بالكامل، وليس وطنه الأرجنتين فحسب، وفاة أحد أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Seeger
العالم يشاهد مراوغة مارادونا
بدأ مارادونا مشواره الكروي باللعب في سن مبكرة بنادي أرجنتينوس جونيورز، ومن هناك انتقل إلى بوكا جونيورز في بوينس آيرس. فقد كان النادي المفضل لأبيه، وتُوج معه بلقب الدوري الأرجنتيني عام 1981. ثم سرعان ما انتقل دييغو بعد ذلك إلى أوروبا للانضمام إلى نادي برشلونة الإسباني، بعد أن أصبحت الأرجنتين صغيرة للغاية بالنسبة له.
صورة من: AP
مارادونا يشتبك مع أودو لاتيك
لقد أنفق النادي الكتالوني رقماً قياسياً بلغ 7,3 مليون دولار في عام 1982 للفوز بتوقيع الفتى الأرجنتيني الساحر مارادونا، ولكنه لم يكن سعيداً قط في برشلونة. واشتبك مارادونا باستمرار مع المدير الفني الألماني أودو لاتيك، وذلك لاهتمامه المفرط بإقامة الحفلات الليلية في منزله الجديد وتعمد السهر. وبعد ثلاثة أعوام، ترك مارادونا النادي وربما اتخذ القرار الأفضل في مسيرته.
صورة من: imago/Werek
بطل نابولي بلا منازع
في يوليو/ تموز 1984، انتقل مارادونا إلى نابولي مقابل مبلغ قياسي عالمي آخر قدره 10.5 مليون دولار. ولم يحقق النادي الإيطالي قبل مارادونا سوى كأس إيطاليا عامي 1962 و1976، لكن الفتى الأرجنتيني قاد النادي بين عامي 1984 و1991 للتتويج بلقب الدوري الإيطالي مرتين وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي وكأس الاتحاد الأوروبي في 1989.
صورة من: picture alliance / Mark Leech / Offside
من بطل إلى إيقونة
في نابولي تخلد مارادونا بطلاً، ولكن إقامته في المدينة ومغامراته فيها اتسمت بالشهرة والسمعة السيئة، إذ بدأ في تعاطي الكوكايين والاقتراب من المافيا المحلية. لقد تمتع مارادونا بالحياة إلى أقصى حد، على حافة الشرعية. ولكن شعبيته ظلت رغم من ذلك، وبات إيقونة خالدة.
صورة من: Getty Images
دييغو مارادونا ولقب كأس العالم
لم يترك أي لاعب آخر بصماته على بطولة كأس العالم كما فعل مارادونا عام 1986. فقد فاز بالبطولة مع الأرجنتين وأصبح نجم كرة القدم بلا منازع. وأحرز هدفه الشهير – المعروف بـ "يد الله"- ضد إنجلترا في ربع النهائي، لكنه تبعه بهدف آخر في نفس المباراة وكان واحداُ من أكثر الأهداف إثارة في تاريخ اللعبة. واُختير مارادونا كأفضل لاعب في البطولة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Fumagalli
الهزيمة الأصعب
كانت واحدة من أصعب اللحظات في مسيرة مارادونا الكروية عندما خسر نهائي كأس العالم أمام المنتخب الألماني في إيطاليا عام 1990، حيث حد المدافع غيدو بوخفالد من خطورته في المباراة، ليسجل الألماني أندرياس بريمه هدف الفوز من ركلة جزاء مانحاً ألمانيا المجد ويفسد حلم مارادونا في الفوز بكأس العالم للمرة الثانية. الكابتين لوتر ماتيوس يواسي مارادونا بالخسارة.
صورة من: picture-alliance/dpa
لحظات متهورة
وعلى مستوى الأندية انتقل مارادونا إلى إشبيلية عام 1992 قبل أن يعود إلى وطنه الأرجنتين. ولعب خمس مباريات فقط بقميص نيولز أولد بويز. ففي فبراير/ شباط 1994 أطلق النار من بندقية هوائية على الصحفيين بعد محاصرة فيلته بالقرب من العاصمة بوينس آيرس وحُكم عليه بالسجن لمدة سنتين و10 أشهر مع وقف التنفيذ.
صورة من: picture-alliance/AFP
قرار الاعتزال
خاض مارادونا مباراته الأخيرة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1997 مع نادي بوكا جونيورز الذي كان يدعمه دائماً. وقبل ذلك، تم إيقافه عن اللعب لمدة 15 شهراً بسبب تعاطيه المواد المخدرة. ومن أجل تجنب المزيد من الإيقاف، أعلن مارادونا اعتزال اللعب في نهاية الشهر، وهو يبلغ من العمر 37 عاماً، لينهي مسيرته الكروية المليئة بالسحر والإبداع والفضائح والتهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Pisarenko
تدريب المنتخب.. حلم يتحقق ولكن...
في أكتوبر/ تشرين الأول 2008 عُين مارادونا مدرباً لمنتخب الأرجنتين، على الرغم من قلة خبرته التدريبية. ورغم نجومه الكبار ومنهم ليونيل ميسي فقد عانى فريقه في نهائيات كأس العالم 2010، حيث خسر 4-0 أمام ألمانيا في ربع النهائي وتمت إقالته في النهاية. ومن ثم درب أندية في المكسيك وأماكن أخرى، لكنه لم يكن بنفس مستوى نجاح مسيرته الكروية.
صورة من: DANIEL GARCIA/AFP/Getty Images
مارادونا والسياسة
بعد مسيرته الكروية ظل مارادونا يتصدر عناوين الصحف - على سبيل المثال عندما زار الرئيس الكوبي الأسبق فيدل كاسترو. كان هناك تقارير منتظمة عن إقامة حفلات كبيرة واستخدام مفرط للمخدرات والكحول. فأينما حل مارادونا كان موضع ترحيب.
صورة من: AP
صراع مع المرض
لقد أدى أسلوب حياة مارادونا إلى مشاكل صحية، بما في ذلك وزنه. أكثر من مرة تفادى الموت، إلى أن وفاته المنية أمس. وبعد أن خضع اللاعب السابق لجراحة طارئة هذا الشهر لعلاج تجمع دموي على المخ، تعرض مارادونا لأزمة قلبية أمس الأربعاء وتوفي عن عمر يناهز 60 عاماً. إعداد يورغ ستروشين/ و.ع