في كلمة مثيرة للجدل حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليهود مجددا مسؤولية التسبب بالمحرقة النازية لهم في ألمانيا، معتبراً أن ذلك لم يكن بفعل معاداة السامية، لكنه أستدرك بأنه لا "يجب إزالة إسرائيل من الوجود".
إعلان
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إن المحرقة النازية لليهود في ألمانيا لم تحدث بفعل ظاهرة معاداة السامية، بل بفعل السلوك الاجتماعي لليهود، كمنح القروض المالية (الربا)، كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن خطاب للرئيس عباس اليوم الثلاثاء (الأول من أيار/مايو 2018) أمام المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله.
وحاول الرئيس عباس (82عاما) من جديد نفي وجود جذور للشعب اليهودي في الأراضي المقدسة. وتابع قائلا "إن آدولف هتلر دعم هجرة اليهود إلى فلسطين عبر صفقة بين وزارة الاقتصاد الألمانية وبنك الأنجلو ـ الفلسطيني". وأردف الرئيس الفلسطيني "أنه من خلال هذه الصفقة كان بإمكان اليهود أن يأخذوا ثرواتهم معهم"، حسب تعبيره.
لكن عباس أستدرك في خطابه اليوم وقال " لكني لا أقول هنا إنه يجب إزالة إسرائيل من الوجود، فإسرائيل تبقى موجودة، وكل ما أريده هو دولة نستطيع العيش فيها بسلام".
وهذه ليست المرة الأولى التي يحمل فيها الرئيس محمود عباس اليهود مسؤولية المحرقة النازية، والتي أودت بحياة قرابة ستة ملايين إنسان يهودي في المانيا وعدد غير قليل من الدول الأوروبية.
يشار إلى أن عباس، وفي إطار أطروحته للدكتوراة التي تقدم بها مطلع الثمانينات، كان قد حاول التخفيف من حدة المحرقة عبر اتهام الحركة الصهيونية بالتعاون مع نظام هتلر، لكنه عاد في عام 2014 ليصف إبادة اليهود خلال المحرقة بأنها ابشع "جريمة في العصر الحديث".
وكان الرئيس الفلسطيني قد وصف إسرائيل، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي في كلمة مثيرة للجدل، بأنها "مشروع استعماري" لا صلة له باليهود، بل العكس اليهود كانوا مجرد أدوات استخدموا لتنفيذ المشروع"، حسب تعبيره. وانتقد الرئيس الإسرائيلي رويفن ريفلين خطاب عباس آنذاك بشدة. وقال ريفلين إن عباس قد قال ما أتهم به قبل سنوات بمعاداة السامية وبتكذيبه للمحرقة.
يذكر أن المجلس الوطني الفلسطيني الذي نادرا ما يلتقي ويصف نفسه بأنه "السلطة العليا" للشعب الفلسطيني اجتمع مساء الاثنين لأول مرة منذ 22 عاما، لكن مقاطعات وخلافات تشير إلى أنه سيواجه صعوبة في تحقيق هدفه المعلن الخاص بالوحدة.
من جهة أخرى أنتقد الرئيس الفلسطيني في كلمته الافتتاحية لاجتماع المجلس الوطني استغرقت ساعتين، القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقال عباس للبرلمان الفعلي لمنظمة التحرير الفلسطينية إن الموقف الأمريكي المحابي لإسرائيل يتطلب ما وصفه بقرارات صعبة في المستقبل القريب.
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ/رويترز)
الإسرائيليون والفلسطينيون.. عقود من الصراع على الأرض والذاكرة
في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بمرور 70 عاماً على تأسيس دولتها، يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى "النكبة". سنوات طوال من الشد والجذب بين الطرفين دون الوصول إلى حل للصراع الذي خلف ضحايا كثر وخسائر جسيمة.
صورة من: AP Graphics
إعلان التأسيس والاعتراف
في الـ 14 من أيار/مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. وكانت أمريكا أول الداعمين لتلك الدولة والمعترفين بها ورُفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. قيام إسرائيل فتح الباب على مصراعيه لـ"صراع الشرق الأوسط".
صورة من: picture-alliance / dpa
"أرض الميعاد"
اليهود أكبر مكون في المجتمع الإسرائيلي. ويصل عدد سكان الدولة العبرية اليوم أكثر من 8٫5 مليون نسمة. وينعت اليهود موطنهم الحالي بـ"أرض الميعاد"، إذ يعتقدون أن الرب وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله، وبأنها الأرض التي سيعود إليها اليهـود.
صورة من: AFP/Getty Images
"النكبة"
"عيد الاستقلال" بالنسبة للإسرائيليين هو ذكرى "النكبة" بالنسبة للفلسطينيين. فبسبب حرب 1948 فقد فلسطينيون كثر بيوتهم ومورد رزقهم. وقدر عدد الذين خرجوا من بلدهم حينذاك بـ 700.000 فلسطيني، يُنعتون اليوم باللاجئين الفلسطينيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
لاجئون في دول الجوار وفي الضفة والقطاع
يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم بحوالي 5 مليون لاجئ فلسطيني. وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، فإن اللاجئين الفلسطينيين يوجدون بـ 58 مخيم في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وتُطلق كلمة "لاجئ" على الخارجين من فلسطين بعد نكبة 1948، في حين يقال "نازحون" لمن غادروا فلسطين بعد نكسة 1967.
ظروف مزرية
يعيش اللاجئون الفلسطينيون أوضاعاً اجتماعية واقتصادية قاسية في المخيمات. فقد كشفت أونروا في تقاريرها عن الأوضاع المزرية لهؤلاء، والتي تمتاز عموماً بالفقر وبالكثافة السكانية وبظروف الحياة المكبلة. علاوة عن بنية تحتية غير ملائمة كالشوارع والصرف الصحي. ويشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في هذه المخيمات لا "يملكون" الأرض التي بني عليها مسكنهم، في حين يمكنهم "الانتفاع" بالأرض للغايات السكنية.
صورة من: Mona Naggar
لماذا أنوروا؟
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. وتعمل على المساعدة والحماية وكسب التأييد لهم، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم. وتخصص الوكالة مدارس وعيادات صحية ومراكز توزيع داخل المخيمات وخارجها. تم تأسيس الوكالة بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
صورة من: Getty Images/AFP/
حق العودة
حق العودة حلم يراود معظم اللاجئين الفلسطينيين. ولجأ الفلسطينيون وخصوصاً بعد اتفاق أوسلو إلى تشكيل لجان ومؤسسات بهدف الحفاظ على قضية اللاجئين والدفاع عن حق العودة.
صورة من: picture-alliance/dpa/ZUMA Wire/APA Images/A. Amra
حق العودة "إدامة للصراع"
وقفت إسرائيل، منذ وقت قريب، إلى جانب أمريكا فيما يخص إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، وتمثل ذلك في تصريحات نتانياهو، الذي قال: "أتفق تماماً مع انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب القوية للأونروا". كما اعتبر أونروا "منظمة تديم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتديم أيضاً رواية ما يسمى بحق العودة الذي يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل".
صورة من: REUTERS
"مسيرة العودة" أم "مسيرة الفوضى"؟
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يعرف نهاية. "مسيرة العودة"، كانت آخر التحركات التي قام بها الفلسطينيون، إذ احتشد الآلاف منهم قرب الحدود مع إسرائيل استعداداً لإحياء "يوم الأرض"، ما أسفر على مقتل وجرح العشرات. هذه المسيرة نعتتها إسرائيل بـ"مسيرة الفوضى"، واتهمت حماس بتنظيمها. إعداد: مريم مرغيش.