1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عبد الباسط سيدا لDW: نظام الأسد بات جزءاً من الماضي ونستعد لتسلم السلطة

٢٠ يوليو ٢٠١٢

دعا عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري الاتحاد الأوروبي في حديث حصري لDWإلى تكثيف مساعدتها الإنسانية لسوريا، وأكد أن سوريا المستقبل ستحفظ حقوق جميع الأقليات بما فيها المسيحيين والعلويين. وفيما يلي نص الحوار.

Abdelbasset Sida, leader of the opposition Syrian National Council, speaks during a news conference in Istanbul July 13, 2012. REUTERS/Murad Sezer (TURKEY - Tags: POLITICS HEADSHOT)
صورة من: Reuters

DWالفيتو المزدوج الروسي الصيني حال مرة أخرى دون صدور قرار دولي لفرض عقوبات ضد نظام الأسد. هل سئمتم من قدرة الأمم المتحدة على معالجة الأزمة السورية؟

عبد الباسط سيدا:صراحة لم نكن نرغب في هذا الفيتو المزدوج. لم نكن نتوقع الفيتو الصيني وإن كانت هناك مؤشرات بهذا الصدد توحي بذلك، كنا نأمل على الأقل امتناعا صينيا عن التصويت. الفيتو الروسي كان متوقعا بالنسبة لنا. نحن نقول أن الأمم المتحدة بهيكلتها وآليتها الحالية، التي تعود إلى ما بعد الحرب العامية الثانية، غير قادرة على التعامل مع الأزمات. وطالما أن النظام الحالي يتيح لروسيا التحكم في آليات قرار مجلس الأمن، فلابد أن يتحرك المجتمع الدولي خارج مجلس الأمن، خصوصا وأن الأمن والاستقرار الإقليميين مهددين بسبب النظام السوري الذي يدفع بالأمور في المنطقة إلى الهاوية.

هل لديكم تصور واضح حول شكل هذا التحرك ومضمونه؟

نسعى لأن يتم هذا التحرك ضمن "مجموعة أصدقاء سوريا" التي تضم مائة دولة ومنظمة دولية، وهي تمثل نواة لشرعية دولية، قادرة على التصرف واتخاذ القرارات.

البعض يفسر الموقف الروسي بمصالح موسكو في سوريا. هل أنتم مستعدون لطمأنة روسيا على هذه المصالح؟ وكيف سيكون موقفكم مثلا من قاعدة طرطوس البحرية في حال سقوط نظام الأسد؟

نحن نعلم أن روسيا دولة عظمى لها مصالحها الحيوية، ونحن نتفهم ونحترم هذا، ولكن هذه المصالح لا يمكن أن تتم على حساب دماء السوريين وتطلعاتهم. إن العلاقات مع روسيا ستستمر، ولكن نطالب في نفس الوقت أن يتفهم الجانب الروسي أهداف الشعب السوري. لقد قلنا لهم في موسكو أن الأمر يتعلق بثورة ناتجة عن الاحتياجات السورية الداخلية بعد عقود من نظام دكتاتوري أوصل البلاد إلى وضعية منهكة.

المعارك محتدمة في عدد من أحياء دمشق، عقب لانفجار الذي استهدف أركان النظام في مقر الأمن القومي. هناك أيضا أنباء عن سيطرة الثوار على عدد من المعابر الحدودية إضافة إلى تزايد أعداد المنشقين داخل الجيش. هل تعتقد أن نظام الأسد يشرف على الانهيار؟

نظام الأسد يعيش المرحلة الأخيرة الحاسمة، وطول هذه المرحلة يتوقف على المعطيات الميدانية وتفاعلات المعادلات الدولية والإقليمية. الشعب السوري انتظر كثيرا المجتمع الدولي، ونحن قلنا، أنه حين سيفقد هذا الشعب الأمل فإنه سيعتمد على ذاته. إن الشعب السوري لن يتراجع، وهذه مسألة يجب أن تكون مفهومة من قبل الجميع. إن نظام الأسد بات في منظورنا جزءا من الماضي.

هل المجلس الوطني السوري مستعد لتسلم السلطة الآن في حال انهيار نظام الأسد؟ هل هناك استعدادات وترتيبات ملموسة بهذا الصدد؟

المجلس الوطني السوري مستعد لذلك، وهو في هذا الشأن، يعمل على التنسيق بين جميع المستويات، خاصة على صعيد التواصل مع الداخل، وكذلك مع الفصائل الأخرى في المعارضة، لدينا خطة بهذا الشأن نعكف على متابعتها، وكذلك متابعة الأحداث أول بأول.

هناك قلق في الخارج حول مستقبل الأقليات العلوية والمسيحية. المجلس الوطني يتهم النظام بتأجيج الكراهية بين مختلف الطوائف. ما ذا يفعل المجلس الوطني بالملموس ضد ذلك؟ وما هي خططكم لتفادي الانزلاق الطائفي ولطمأنة الأقليات القلقة على مستقبلها في سوريا؟

النظام هو الذي يدين ذاته بذاته من خلال سياسته وتصرفاته والنزعة الطائفية البغيضة الغريبة على المجتمع السوري الذي لم يعرف في تاريخه نزاعات بين مكوناته الطائفية والمذهبية. ونحن حين نعمل على طمأنة سائر المكونات، لا نفعل ذلك من أجل إرضاء الخارج وإنما لحاجة وطنية سورية. لا يجوز لأي طرف في سوريا أن يخاف من المستقبل. لقد توافقنا مع مختلف فصائل المعارضة على وثيقة عهد وطنية تنص على حقوق الجميع. وسنعمل ميدانيا على تعزيز الثقة بين سائر المكونات لمواجهة الاحتمالات الكارثية التي يخطط لها النظام لبث الفرقة بين مكونات الشعب السوري.

أنت شاركت في مؤتمر الإخوان المسلمين في اسطنبول. وهناك جزء من المسيحيين والعلويين قلقون من قوة نفوذ الإخوان داخل المجلس الوطني. هل تتفهمون هذا القلق؟

الإخوان فصيل أساسي من المعارضة ومن المجلس الوطني السوري. وفي مشاركتي نقلت وجهة نظر المجلس الوطني، وقلت إن سوريا المستقبل ستكون مدنية ديمقراطية وتعددية، لا مكان فيها لأي تعصب ديني أو قومي أو إيديولوجي. أعتقد أن هذه الثوابت تطمأن الجميع سواء علويين أو مسيحيين أو دروز أو غيرهم من المكونات المذهبية وحتى القومية.

ولكن هل تتفهمون قلق هذه الأقليات؟

نحن نتفهم هذا القلق، وفي ظل الوضعية التي خلقها النظام، فإن لهذا القلق مشروعيته، ولكن سنتفادى هذا الإشكال من خلال التعاون مع الجميع بمن فيهم الإخوان المسلمين الذين قدموا وثيقة عهد وطنية، اعترف ممثلو سائر المكونات العلوية والمسيحية وغيرهم، بأنها وثيقة متقدمة ومطمأنة يمكن البناء عليها لمستقبل سوريا.

كيف تقيمون الدعم الذي تتلقاه المعارضة السورية لحد الآن من ألمانيا وأوروبا؟ هل تودون توجيه رسالة ما إلى هذه البلدان؟

ألمانيا لها موقف متميز بتخصيصها لمبالغ كبيرة لجهود الإغاثة، لكن لابد من العمل بوثيرة أقوى وأن تكون المساعدات موجهة إلى من يحتاجها من خلال التقليل قدر الإمكان من الحلقات الوسيطة قدر الإمكان التي تكلف كثيرا وتعيق وصول المساعدات إلى المحتاجين. المساعدات التي تقدم، تتم عبر آليات معقدة، ونحن نعتقد أنه آن الأوان للثقة في شبكات التوزيع المحلية ونحن على استعداد للتعاون مع الجميع في هذا المجال.

الدول الأوروبية تقدم دعما، إلا أنه دعم لا يرقى لحد الآن إلى المستوى المنشود. الاتحاد الأوروبي مطالب بتأسيس صندوق مالي لتقديم الإغاثة للسوريين. سوريا منكوبة اليوم وهي في حاجة إلى المواد الغذائية والأدوية والعمليات الجراحية وكل أشكال المساعدات الإنسانية.

أجرى الحوار: حسن زنيند

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW