عبد الجليل يزور سرت والثوار يضيقون الخناق على ابن القذافي
١١ أكتوبر ٢٠١١وصل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، الثلاثاء (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) بصورة مفاجئة إلى مدينة سرت، التي تخوض فيها قوات الثوار معارك شرسة للقضاء على آخر معاقل العقيد الليبي الهارب معمر القذافي. وقال مراسل لرويترز بالمدينة وهي مسقط رأس القذافي، إن عبد الجليل اعتلى ظهر شاحنة في حين كان مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي يرددون "ليبيا.. ليبيا" ويطلقون النار في الهواء احتفالاً.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية من مدينة سرت، قال عبد الجليل إنه هدف من هذه الزيارة تحفيز الثوار الذين يقاتلون في المدينة، وكذلك لطمأنة الأهالي بأن هؤلاء المقاتلين إنما حضروا لتخليصهم من نظام القذافي. وأضاف أنه جاء أيضا ليرسخ في عقلية الثوار "أنه يجب الالتزام بتعاليم الإسلام في القتال وعدم انتهاك الحرمات". وقال، مخاطباً مقاتلي قوات القذافي "إن باب الصلح مازال مفتوحاً"، داعياً إياهم إلى تسليم أسلحتهم.
وفيما يتعلق بالمعارك في هذه المدينة الساحلية قال أحمد باني الناطق باسم المجلس الانتقالي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.) بطرابلس إن الصراع في سرت دخل "مرحلته الأخيرة"، في ظل تضييق الخناق على القوات الموالية لنظام القذافي، مؤكدا أنهم يقومون حاليا "بتمشيط" شوارع مدينة سرت من فلول العقيد الليبي. وتابع "ثوارنا يطوقون مدينة سرت بالكامل".
تضيق الخناق على ابن القذافي
وبعد أسابيع من القتال سيطرت قوات المجلس الوطني الانتقالي على معظم سرت، وطردت الموالين للقذافي إلى اثنين من أحياء شمال المدينة، بالقرب من ساحل البحر المتوسط. وتعتقد قوات الثوار إنها تحاصر أحد أبناء معمر القذافي في وسط سرت، لكن المقاومة الشرسة تمنعها من الإطباق عليه. وقال العقيد محمد الجسير، لوكالة رويترز، إن هناك قليل من الجيوب التي تسيطر عليها قوات القذافي وإنه وفقا للمعلومات المتوافرة لديهم فإن هذا هو مكان المعتصم القذافي مع مجموعة أخرى. وقال أحد قادة قوات المجلس الانتقالي إن مقاتلي القذافي يدافعون عن آخر منطقتين في سرت بشراسة، لأن المعتصم مستشار الأمن القومي لوالده، معهم.
من جانبه قال قائد بحلف شمال الأطلسي، الذي تحلق طائراته في سماء سرت وتقوم أحيانا بقصف أهداف يسيطر عليها الموالون للقذافي، إن قوات الزعيم المخلوع في المدينة تبدي قدرة مدهشة على المناورة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الجنرال رالف جيه. جوديس قوله: "الشراسة التي أبدوها والقدرة على المناورة أمر مثير للغاية". وأضاف "لقد دهشنا جميعا لتصميم القوت الموالية للقذافي. في هذه المرحلة ربما لا يرون طريقاً للخروج"، لكنه أعتبر هذه المقامة "عقيمة".
ومن شأن السيطرة على المدينة، التي حولها القذافي إلى عاصمة ثانية له، أن تعزز سيطرة المجلس الانتقالي على ليبيا وتسمح له بالتركيز على إعادة بناء البلاد، لكن القلق الدولي بشأن المدنيين، الذين يحاصرهم القتال، يتصاعد.
(ع.ج.م/ رويترز/ د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو